أصبح إظهار السعادة ضرورة اجتماعية، إذ يختار البعض ارتداء قناع الابتسامة بينما يخفون معاناة حقيقية بداخلهم، و«الاكتئاب المبتسم» هو ذلك المرض النفسي الذي يجعل صاحبه يبدو سعيداً أمام الجميع، بينما يعيش داخله صراعا مريرا مع الحزن والوحدة، وكثيرون يجهلون خطورة هذا النوع من الاكتئاب، إذ يخفي المصاب مشاعره الحقيقية خوفاً من نظرة المجتمع أو رغبة في عدم إثقال كاهل الآخرين.

ما هو الاكتئاب المبتسم؟

وفقًا لمنظمة «اليونيسف»، الاكتئاب المبتسم نوع من الاكتئاب يُخفي فيه الشخص مشاعره الحقيقية خلف ابتسامة وسلوك طبيعي، يبدو المصاب ناجحا ومرحا في حياته اليومية، لكنه يعاني داخليا من حزن وقلق وإحساس بالفراغ، وهذه الحالة تجعل من الصعب على المحيطين به اكتشاف معاناته، ما يزيد من خطورتها.

الأسباب والعوامل المؤثرة

يقول الدكتور وحيد مصطفى، استشاري الصحة النفسية إن هناك عدة أسباب وراء الاكتئاب المبتسم، منها الضغوط الاجتماعية، الخوف من وصمة العار، الرغبة في الظهور بمظهر القوي، أو حتى تجارب سابقة من الفقد أو الصدمات، وأحياناً يكون السبب بيولوجياً، نتيجة اختلال في كيمياء المخ أو عوامل وراثية.

الأعراض الخفية

وأكد أن أعراض الاكتئاب المبتسم تشمل فقدان الشغف، اضطرابات النوم، الشعور الدائم بالإرهاق، وصعوبة التركيز، ويضيف أن المصاب بهذا النوع من الاكتئاب قد يضحك كثيراً ويتفاعل اجتماعياً، لكنه يشعر داخلياً بالوحدة والحزن، وقد تراوده أفكار سلبية أو حتى انتحارية.

خطورة الاكتئاب المبتسم

وشدد على أن خطورة هذا النوع من الاكتئاب تكمن في صمته، حيث يصعب اكتشافه إلا في مراحل متأخرة، وغالباً ما يظن المحيطون أن الشخص بخير، بينما هو في أمس الحاجة للدعم والمساعدة.

العلاج والدعم النفسي

يبدأ العلاج بالاعتراف بالمشكلة وكسر حاجز الصمت، والدعم الأسري والاجتماعي ضروري جداً، بالإضافة إلى العلاج النفسي والسلوكي، وأحياناً الأدوية، كما أن ممارسة الرياضة والاهتمام بالصحة الجسدية يساعدان كثيراً في تحسين الحالة المزاجية.

ويجب أن يدرك الجميع أن الابتسامة ليست دائماً دليلاً على السعادة، وعلينا جميعاً أن نكون أكثر وعياً بمشاعر من حولنا، لأن الدعم النفسي قد ينقذ حياة شخص يبتسم وهو يتألم.