لايف ستايل

الامارات | إنجازات إماراتية على قائمة «اليونسكو».. من واحات العين حتى «الفاية»

الامارات | إنجازات إماراتية على قائمة «اليونسكو».. من واحات العين حتى «الفاية»

شكرا لقرائتكم خبر عن إنجازات إماراتية على قائمة «اليونسكو».. من واحات العين حتى «الفاية» والان نبدء بالتفاصيل

الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - استطاعت دولة الإمارات أن تحقق إنجازات نوعية في مجال الحفاظ على التراث وصونه، ليس فقط على المستوى المحلي، بل عالمياً أيضاً، إذ نجحت في تسجيل العديد من عناصر التراث المادي والمعنوي على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» للتراث العالمي.

واتخذت لجنة التراث العالمي، في دورتها 47، التي عقدت في باريس أخيراً، قراراً جماعياً بإدراج «الفاية» في إمارة الشارقة، ضمن قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي، تقديراً لمكانتها كجزء من ذاكرة التاريخ الإنساني في خطواته الأولى المبكرة، بما يشير إلى التاريخ الممتد للمنطقة عبر الزمن.

تسجيل «الفاية»، التي تقع في المنطقة الوسطى من الشارقة، جاء اعترافاً بما تتمتع به من قيمة عالمية استثنائية، كونها تحتفظ بأحد أقدم وأطول السجلات المتواصلة لوجود الإنسان في البيئات الصحراوية، والتي تعود إلى أكثر من 200 ألف عام، وخلال أكثر من 30 عاماً من أعمال التنقيب الدقيقة التي قادتها هيئة الشارقة للآثار، بالتعاون مع فرق دولية، كشف عن 18 طبقة جيولوجية متعاقبة في موقع الفاية، يُوثق كل منها فترة زمنية مختلفة من النشاط البشري، ما يمنح الموقع قيمة علمية استثنائية في رسم مسار تطور الإنسان في البيئات القاحلة، ويمثل هذا الاعتراف تتويجاً لجهود استمرت 12 عاماً من التحضير المستمر للموقع والملف الذي قدم في فبراير 2024، مدعوماً بـ30 عاماً من الأعمال الأثرية المكثفة، والدراسات البيئية، وخطط الحفظ المتكاملة، وخضع الموقع لتقييم صارم وفق معايير «اليونسكو» الدقيقة التي لا تقبل إلا المواقع ذات القيمة.

آثار تاريخية

«الفاية» ليس أول موقع إماراتي على قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي، إذ شهد عام 2011 أول دخول للمواقع الإماراتية على القائمة بتسجيل مواقع في مدينة العين، منها واحات العين الست، والأفلاج التي تعد من أقدم أنظمة الري في المنطقة، وموقع هيلي الأثري، الذي يعد أكبر موقع أثري للعصر البرونزي بالإمارات، ويعود تاريخه إلى بداية الألف الثالث قبل الميلاد، واستمر حتى بداية الألف الثاني من دون انقطاع، وجرى ضم بعض أجزاء هذا الموقع إلى حديقة آثار هيلي، التي صممت لتسليط الضوء على الآثار التاريخية وإتاحتها للزوار، ويُعد مدفن هيلي الكبير واحداً من أكبر المدافن الجماعية في موقع هيلي الأثري المبنية بأشكال دائرية من الحجر المنحوت، فيما يصل قطره إلى 12 متراً، ويبدو أنه كان على ارتفاع أربعة أمتار عن سطح الأرض، ويحتوي المدفن على أربع غرف داخلية، كل واحدة منها مخصصة لدفن عدد محدد من الموتى.

ويتميز هذا المدفن بمدخلين يحملان زخارف لأشكال حيوانية وآدمية، أبرزها حيوان المها (الوضيحي)، وهو من الحيوانات الأصلية في شبه الجزيرة العربية، ويقود المدخلان إلى الغرف الأربع التي تم استعمالها في دفن الموتى بجوار الهدايا والمتعلقات الشخصية.

أيضاً جبل حفيت من المواقع التي سجلت على القائمة، لما يضمه من آثار تؤرخ لحضارة حفيت التي تعود إلى بداية العصر البرونزي في الإمارات، إذ أظهرت عمليات التنقيب عن الآثار، التي أجرتها البعثة الدنماركية منذ عام 1959، أن الإنسان قد استوطن منطقة العين منذ نهاية الألف الرابع قبل الميلاد، ويُستدل على ذلك بالبقايا الأثرية التي عثر عليها في منطقة جبل حفيت كالفخار والأدوات الحجرية، والتي تعود إلى العصر البرونزي المبكر، وبلغ عمرها اليوم نحو 5000 سنة، وتقدم أدلة عن البراعة والمهارات الحرفية للأسلاف الأوائل لسكان العين.

كما تعد مدافن بدع بنت سعود من أهم المعالم الأثرية في العين، إذ أقيمت على قمم وسفوح هذا المرتفع، ويبلغ عددها أكثر من 40 مدفناً حجرياً مبنية من الحجارة غير المتناسقة، نُقب منها أكثر من 18 مدفناً تختلف في أشكالها وأحجامها وفتراتها الزمنية أيضاً، أما أحدث المدافن التي تم التنقيب فيها فتعود إلى بداية الألف الأول قبل الميلاد، إذ كُشف عن أربعة مدافن من تلك الفترة الزمنية، أحدها مستطيل الشكل طوله ثمانية أمتار وعرضه ستة أمتار، وتبين من خلال عمليات التنقيب أن المدافن الواقعة على امتداد السفح الشرقي لمنطقة جرن بنت سعود تعود إلى العصر البرونزي، وهي شبيهة بالمدافن الموجودة في منطقة جبل حفيت.

القائمة التمهيدية

كذلك نجحت دولة الإمارات في إدراج 12 موقعاً في القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، منها موقع أم النار، في جزيرة أم النار قبالة ساحل أبوظبي، وتتميز بموقع أثري يضم اكتشافات كبيرة ساعدت على إلقاء الضوء على حياة سكان الإمارات خلال العصر البرونزي وثقافتهم وأسلوب حياتهم، إذ كانت هذه الجزيرة الصغيرة بمثابة مستوطنة كبيرة لعبت دوراً فعّالاً في التجارة الإقليمية، وأظهرت القطع الأثرية المكتشفة أن سكانها كانوا يتاجرون مع أبناء حضارات بعيدة، مثل بلاد الرافدين القديمة وحضارة وادي السند.

أما السبخة الساحلية في أبوظبي فتقع جنوب جزر الضبعية وأبوالأبيض، وتعد السبخة الكاملة الوحيدة في العالم التي تتضمن أربع طبقات رئيسة بارزة من المسطحات موجودة جميعها في موقع واحد، إذ لا يمثل هذا الموئل نظاماً بيئياً تقليدياً للكربون الأزرق فقط، وإنما من المحتمل أن يكون منشأ لمخزون التربة التاريخي من الكربون في السبخات الساحلية.

قلب نابض

ومن المواقع التي تضمها القائمة التمهيدية أيضاً خور دبي، الذي لايزال القلب النابض للمدينة، وهو عبارة عن لسان في الخليج العربي يفصل مدينة دبي القديمة إلى قسمين، ديرة وبر دبي، وتطل على جوانبه سلسلة من المباني المعمارية الحديثة، وصروح أخرى من الأبنية المعمارية التراثية التي تعكس جوهر الماضي والمتمثل في المناطق التاريخية التي تضم ما يقارب 192 مبنى تراثياً.

ويمتد الخور نحو محمية الحياة البرية في رأس الخور التي تؤوي ما يزيد على 20 ألف طائر مائي من 67 نوعاً، وأكثر من 500 صنف مختلف من النباتات والحيوانات.

صير بونعير

وتضم الشارقة عدداً من المواقع المسجلة على القوائم التمهيدية للتراث العالمي، منها جزيرة صير بونعير التي تقع في الشارقة على بعد 65 كلم من سواحل دولة الإمارات على الخليج العربي، وتمتد على مساحة 13 كلم مربعاً، وهي محمية طبيعية فريدة، نظراً لمعالمها البيئية المهمة، التي تتضمن طبقات جيولوجية، ونباتات طبيعية، وطيوراً بحرية، وتتميز بمناظرها الطبيعية الخلابة، كما تشكل الجزيرة ملجأ طبيعياً للسلاحف منذ أكثر من 2000 عام.

فيما تحتوي منطقة قلب الشارقة على عدد كبير من المواقع التاريخية والأثرية، التي يعكس كل واحد منها قيمة تاريخية كبيرة، نظراً لكونها شاهدة على التقاء الحضارات الإنسانية في هذه المنطقة، التي لم تشكل نقطة عبور للقوافل التجارية والبحرية والبرية فحسب، بل مثلت أيضاً نقطة تواصل بين شعوب وقبائل مختلفة، ومن أبرز هذه المواقع ميناء الشارقة القديم، والمنطقة الوسطى بشكل فريد عن تاريخ المنطقة الممتد في منطقة جبلية محاطة بظروف صحراوية قاسية، وتنقل المنطقة براعة السكان في التكيف والتعايش مع الظروف والعوامل البيئة المختلفة، من العصر الحجري القديم إلى فترة ما قبل الإسلام، وتضم المنطقة خمسة مواقع أثرية رئيسة، هي: مليحة، ومويجلك، والمدام، والذيد، والسهيلة.

نموذج فريد

ويمثل مسجد البدية في الفجيرة أحد أبرز المعالم التاريخية في الدولة، ويعود تاريخه إلى عام 1446، ويتميز بمساحته الصغيرة، وتصميمه المعماري والإنشائي الفريد في التسقيف، إذ لم تستخدم الأخشاب في رفع سقفه، بل يعتمد على عمود في وسطه، يحمل قباب المسجد الأربعة في نظام هندسي بديع.

بينما يعد موقع الدور الأثري إحدى أكبر المستوطنات المحلية على ساحل إمارة أم القيوين خلال فترة العصر الروماني، وتصل مساحة الموقع إلى نحو كيلومترين مربعين، وازدهر خلال أواخر القرن الأول قبل الميلاد حتى القرن الثالث الميلادي، باعتباره ميناءً تجارياً، إذ كان نقطة توقف رئيسة في الرحلات التجارية بين جنوب بلاد الرافدين وبلاد فارس والهند، وقد تمت الإشارة إلى الموقع في مصادر يونانية ورومانية بأنه قد يكون ميناء «عمانه»، ويضم الموقع العديد من المباني الأثرية المميزة، مثل معبد إله الشمس، والحصن الدفاعي، وعدد من المباني الحجرية، والقبور الجماعية والفردية.

جلفار

وتعد مدينة جلفار التجارية، التي تقع في رأس الخيمة على مقربة من مضيق هرمز، من أشهر المواقع الأثرية في الإمارات والمنطقة، وتضم أراضي خصبة تعد من أكبر المناطق الصالحة للزراعة، وحدائق نخيل مميزة، ونظراً لتكرار التغيرات الطبيعية في بيئة جلفار واستخدام الأراضي، فإن العديد من المواقع الأثرية المهمة أصبح مرتبطاً ارتباطاً مباشراً بالمدينة.

كذلك تضم رأس الخيمة منطقة شمل التي تمثل مشهداً أثرياً كثيفاً يمتد على طول سفوح جبال رأس الخيمة لأكثر من ثلاثة كيلومترات، وتتميز بالسهول الحصوية مع غابات الأكاسيا، وتضم المنطقة أكثر من 100 مقبرة تعود إلى ما قبل التاريخ، ومستوطنات ما قبل التاريخ، وقصراً من القرون الوسطى يعود لفترة وادي سوق (2000-1600 قبل الميلاد).

وتعد منطقة ضاية من أكثر المواقع إثارة للإعجاب وأهمية في رأس الخيمة من حيث موقعها الجغرافي ومشهدها الثقافي، إذ تحيط بها الجبال شديدة الانحدار التي يصل ارتفاعها إلى 850 متراً من ثلاث جهات، ومن أهم المناظر الطبيعية المختلفة والأماكن الأثرية والمواقع التاريخية في ضاية: البحيرة، وحدائق النخيل والحصن، وحصن ضاية.


الجزيرة الحمراء

تقع الجزيرة الحمراء، التي تبلغ مساحتها 45 هكتاراً، في الأصل داخل الخليج قبالة الساحل الجنوبي لرأس الخيمة، وتربط الأزقة الضيقة في الجزيرة الحمراء مجموعة من المنازل ذات الأفنية التي بُنيت من الأحجار المرجانية وصخور الشاطئ الأحفورية بتقنية الطبقات، ويمكن أيضاً العثور على أمثلة لمنازل تجار اللؤلؤ في الجزيرة.

. 2011 شهد أول دخول للمواقع الإماراتية على قائمة «اليونسكو» عبر واحات العين.

. خور دبي ضمن المواقع التي تضمها القائمة التمهيدية.

. موقع أم النار يضم اكتشافات كبيرة ساعدت في إلقاء الضوء على حياة سكان الإمارات قديماً.

قد تقرأ أيضا