وشهد اللقاء مشاركة نخبة من الشخصيات الفكرية والإعلامية، حيث استضاف كلاً من المدير التنفيذي لفرع القطاع الغربي بهيئة الصحة العامة الدكتور سري عسيري ، والمستشارة في شؤون الحج الأستاذة فاتن حسين، والإعلامي الأستاذ علي الزهراني والإعلامية الأستاذة أفنان حياة، فيما أدار الجلسة الإعلامي الأستاذ عبدالله الدهاس.

وفي مداخلاتهم، عرّف المتحدثون مفهوم التواصل الحضاري بأنه عملية تبادل للأفكار والقيم والمعارف والخبرات بين مختلف الثقافات والحضارات، بهدف تعزيز التفاهم والتعاون والتعايش السلمي ، وأكدوا بأن أهمية التواصل الحضاري تكمن في بناء جسور للتواصل بين الشعوب، وترسيخ قيم التسامح والاحترام المتبادل، وتنمية الوعي المجتمعي، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة.

وتطرق الدكتور سري عسيري إلى أهمية التواصل الحضاري الإيجابي والمقومات التي تزخر بها بلادنا مما جعل وطننا الغالي نموذجاً عالمياً للمجتمعات الحضارية في إطار رؤية السعودية 2030، وذلك من خلال تعزيز الهوية الوطنية وغرس القيم وروح الانتماء والولاء في نفوس الأفراد بمختلف أعمارهم ومستوياتهم.

وأكد أن دور الأسرة والمدرسة والمؤسسات الوطنية هو الأساس في صناعة جيل حضاري يعتز بهويته الوطنية عبر التربية القويمة والمناهج التعليمية والأنشطة المتنوعة التي تغرس الانتماء والحب للوطن والقيادة الرشيدة حفظها الله، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن الصحة العامة تمثل ركيزة حضارية تعزز جودة الحياة وتدعم بناء مجتمع سليم ومتماسك، ليبقى وطننا أنموذجاً مشرفاً أمام العالم.

وأشارت فاتن حسين إلى أن أهمية التواصل الحضاري تكمن في التنمية المستدامة ، وتعزيز السلام والامن العالميين ، ودور عناصر الثقافة في تدعيم الهوية الوطنية من خلال التبادل الثقافي ، من خلال سفارات المملكة والأندية الطلابية ، والبعثات التعليمية ، والتعاون في مجال البحث العلمي ، كما أن التواصل الحضاري هو امتداد تاريخي لقرون وتم تدعيمه بظهور الإسلام ثم بالدولة السعودية المباركة والرؤية الطموحة رؤية المملكة ٢٠٣٠ .

وأضافت يعد الحج محور ارتكاز للتواصل الحضاري مع مختلف دول العالم، وجهود المملكة في تقديم ارقى الخدمات لضيوف الرحمن من خلال المنشآت والكوادر البشرية المؤهلة ، والكيانات العلمية ، ورسالة الحرمين .

وأكد علي الزهراني بأن الهوية الوطنية ليست مجرد رقم وبطاقة ولكنها منظومة ثقافية متكاملة تتضمن القيم التي تُغرس في نفوس الصغار والكبار ، كما أن التواصل الحضاري مع الآخر يمنحنا فهم واستيعاب ثقافات الشعوب
( أثراً وتأثراً ) .

وأكد الزهراني على أن ممكنات التواصل الحضاري تسهم بشكل فاعل في تعزيز الهوية الوطنية..

ولفتت أفنان حياة إلى أنه يمكن لعدة جهات غير تعليمية تقوية الاعتزاز بالهوية الوطنية، كالجهات الثقافية والفنية التي تنظم فعاليات ومهرجانات، بالإضافة إلى وسائل الإعلام التي تنتج برامج ثقافية لتنمية وتعزيز الهوية الوطنية ..

وأضافت كما تلعب الفعاليات الرياضية والأنشطة السياحية دورًا في تعزيز روح الانتماء، إلى جانب الشركات الخاصة التي تدعم المناسبات الوطنية.

كما تطرق اللقاء إلى دور التواصل الحضاري في إبراز الهوية الوطنية، وأثره في بناء مجتمعات حضارية تعتز بجذورها وثقافتها، إضافةً إلى دور وسائل الإعلام في تعزيز هذا التواصل وإبراز التجارب الحضارية المحلية والعالمية، بما يعكس صورة المملكة المشرّفة ويعزز مكانتها على الصعيدين الإقليمي والدولي.