الارشيف / اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

قضية مركزية لا تقبل القسمة

  • قضية مركزية لا تقبل القسمة 1/2
  • قضية مركزية لا تقبل القسمة 2/2

بعيدا عن كل المواقف العربية المتأرجحة بين التواطؤ الضمني والاستنكار العلني لكل ما يحدث من إبادة جماعية وحشية مستمرة منذ ما يزيد عن عام ونصف في قطاع غزة المحاصر بحق أطفالها وشبابها ونسائها وشيوخها. دعوني اليوم أتحدث بصراحة عن موقف قطر من كل هذا وهي التي تواجه اليوم عداء شرسا ولئيما من شخصيات ومسؤولين إسرائيليين يجاهرون بالعداء تجاهها عقب عملية طوفان الأقصى التي وقفت الدوحة موقفا نبيلا ولم تستنكرها بتاتا بل رأت أنها نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة بحق المسجد الأقصى والمصلين الفلسطينيين، وإن كل ما تقوم به قوات الاحتلال من استفزازات وتعنت كبيرين بشأن تنفيذ القرار الدولي بحل الدولتين وإعلان دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو ما يؤدي في كل مرة لهذا التصعيد الذي تواجهه تل أبيب بالحديد والنار ويكون الضحية في كل مرة شعب غزة من المدنيين العُزّل فتصب جام غضبها الأعمى والفاشي عليهم، ولكن هذه المرة كان مضاعفا لأن الضربة كانت موجعة بشكل أكبر على إسرائيل ولا تزال آلامها تطعن خاصرة نتنياهو الذي يبدو مهزوما قبل ان يعلن هزيمته فعليا بإذن الله.

نعلم بأن قطر واقعة تحت ضغوط دولية كبرى باعتبارها الوسيط المؤتمن في قضية فك باقي الرهائن الذين بحوزة حماس والتوصل لاتفاق يضمن تبادل الأسرى بين الطرفين وإن القضية التي يستسهلها كثيرون تقف قطر أمامها موقف البلد المتمكن خصوصا أن موقفها من القضية الفلسطينية ظل ثابتا وصريحا لا يتزحزح خصوصا مع موجة التطبيع مع الكيان الإسرائيلي التي أتت وغزت كثيرا من الدول العربية، لكن الدوحة وقف وقالت كلمتها التي يرددها أحرار العالم بأنه لا يمكن مد يد مسالمة لكيان محتل لا يزال يمارس آلة القتل والإبادة للفلسطينيين حتى أتت حرب الإبادة الحالية على أطفال وشعب غزة لتخرج المواقف الحقيقية بين خذلان صريح لما يتعرض له شعب غزة وبين الذين لا يزالون يرون أن ما تتعرض له غزة هو إبادة دموية، كما عبرت الدوحة مؤخرا لا سيما في اقتحام المستشفيات وتحديدا مستشفى الشفاء الذي بات ثكنة عسكرية حيث وصفت الدوحة ما فعلته القوات الإسرائيلية الغاشمة فيه من تجاوزات لا إنسانية بحق الكوادر الطبية وآلاف من المرضى والجرحى والأطفال الخُدّج الذين استشهد منهم العشرات بأنها مسرحية هزلية وهزيلة لا يمكن للعالم الحر أن يصدقها تماشيا مع الادعاءات الإسرائيلية بتواجد أنفاق القيادة الرئيسية لحركة المقاومة حماس ومخططات وما لآخر هذه الأكاذيب التي تختلقها إسرائيل وتريد للعالم أن يصدقها وهو نفس العالم اليوم الذي يتصدى لإسرائيل بكل قوة خصوصا بعد المشاهد الدموية لأطفال غزة بين محترق ومضرج بالدماء وأشلاء مفتتة وجثامين مقطعة وكلها جعلت عالم اليوم يرى أن إسرائيل عبارة عن عصابات هولوكوست يمارسون ما كانوا يروجونه لتعرض أجدادهم في زمن القائد الألماني هتلر الذي حرقهم وحذر منهم وكان معاديا لساميتهم المزعومة التي لا أصل لها ولا جذور.

والدوحة ترى فعلا أن كل ما يجري هو إبادة بكل معنى هذه الكلمة المخيفة. وإن الفلسطينيين سيظلون ضحايا وتحت احتلال لا يرحم مهما تلونت تل أبيب في علاقاتها وتفاخرت بتطبيعها مع هذه الدولة العربية أو تلك وإنها لن تعترف إلا بدولة حرة مستقلة فلسطينية يتمتع شعبها بالحرية والتنقل والعملة الوطنية والحدود المستقلة وبالأمن والأمان على أرضها.

أما أن تحتل الأرض ولا تريد أن تكون هناك مقاومة وتغتصب وتستوطن وتمارس عقائدك اليهودية وتطرد أهل القدس وفلسطين من مسجدهم المبارك ثم تريد لهم أن يرضوا فهذا لا يمكن أن يُحل بالتفاوض أو ما تسمى بعملية السلام المنتحرة منذ عشرين عاما أو ما يزيد ولذا يظهر موقف قطر الثابت من كل هذه الغربلة التي تزيدنا إصرارا على أن القضية الفلسطينية قضية مركزية في قطر نبح الإسرائيليون بشأنها أو صمتوا!.

ابتسام آل سعد – الشرق القطرية

صورة اسماء عثمان

اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.

كانت هذه تفاصيل خبر قضية مركزية لا تقبل القسمة لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

قد تقرأ أيضا