في عصر الشاشات الصغيرة والصور السريعة، نعيش اليوم واقعًا لم يعد فيه الأب هو قدوة الأبناء، ولا المعلم هو مصدر الحكمة، بل أصبحت القدوة مرئية على شكل “محتوى” لا يُسأل عن مصدره، ولا يُحاسب على أثره.
تغير الزمن، نعم. ولكن القيم لا تتغير، بل طريقة غرسها هي التي تحتاج مراجعة.
جيل اليوم لا يرفض القيم، بل لا يجدها أمامه بشكل واضح. فهو لا يرى في الإعلام من يتحدث عن الأمانة، ولا يجد في المنصات الشعبية من يُكرم الحياء، ولا يشاهد من يحتفي بالصدق أو بالشهامة. بل يُعرض عليه يوميًا نموذج مختلف: شهرة بلا محتوى، مال بلا تعب، جرأة بلا حدود، وسخرية بلا احترام.
ليست المشكلة في الجيل، بل في المرآة التي نضعها أمامه. كيف نطلب من أبنائنا أن يتمسكوا بالقيم، ونحن لا نُظهرها إلا في المواعظ، لا في السلوك اليومي؟
نحتاج أن نُعيد صياغة وجود القيم في حياتنا، ليس بالكلام، بل بالفعل.
•أن يرى الطفل والده يعتذر.
•أن تشاهد البنت أمها تكرم الخادمة.
•أن يرى الشاب معلمه يرفض الغش.
•أن يرى الموظف مديره ينصف الضعيف.
هكذا تُغرس القيم: لا في الصفحات، بل في المواقف. لا في المحاضرات، بل في القدوة.
جيل اليوم ذكي، واعٍ، لكنه يحتاج إلى مرآة نظيفة تعكس له شكله الحقيقي، لا نسخة مزيفة من القيم تُعرض فقط وقت الحاجة.
فلنعد للقيم كرامتها. فهي لا تموت، لكنها تُهمّش إن لم نُحيها في سلوكنا، ونُزين بها حضورنا في البيت والعمل والمجتمع.
جمعان عبدالله السعدي – الشرق القطرية
كانت هذه تفاصيل خبر جيل بلا مرآة: حين تُربى القيم على الهامش لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.