اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

نظرية ذيل الفيل

  • نظرية ذيل الفيل 1/3
  • نظرية ذيل الفيل 2/3
  • نظرية ذيل الفيل 3/3

أعلم جيدًا أن الكثير منكم توقف أمام عنوان المقال، ودارت في رأسه العديد من التساؤلات، هل ذيل الفيل نظرية علمية أم مصطلح يشير إلى دلالات ومعانٕ أخرى، لم تتوقف تلك التساؤلات بحثاً عن إجابة تخفف من حركة محركات البحث التي تدور في رؤوس البعض منكم، الحكاية ببساطة ليس لها علاقة بالنظريات العلمية أو البحثية، لكنها مرتبطة بالرمزية التي تشرح نسبية الحقيقة لمواقف مشابهة تتكرر بشكل فج، أو ربما تكون بمثابة تعبير مجازي عن مشكلة أو قضية واضحة للجميع، وفي المقال سنتحدث عنها بشكل واضح ومبسط.

اعتاد قطيع الفيلة أثناء تنقلهم من مكان إلى آخر، أو عند السير لمسافات طويلة أن يقوم كل فيل بإمساك ذيل الفيل الذي أمامه ويسيرون على هذا النحو، وأن من يسيرون بالصفوف الأولى هم الذين يحددون الطريق والباقون مجرد تابعين لهم، الأمر الذي جعل ذيل الفيل رابطا أو أداة التواصل بين القطيع، ولهذا أصبح ذيل الفيل نظرية ومنهج، بالإضافة إلى أسلوب التوجيه والإرشاد.

في مصر ملايين المواقف الأخلاقية والبطولية والإنسانية التي من حقها أن تتربع على عرش الشهرة والانتشار على نطاق عالمي وليس محليا، ولكن للأسف تلاحظ الاهتمام بأشياء لا ترتقي لكي تصبح ما يسمونه بـ”التريند”، ولعل اللافت للانتباه أن هناك من يتعمد تسليط الضوء على أمور لا تستحق هذه الضجة التي تثيرها مواقع التواصل الاجتماعي ويحولونها إلى حدث مثير للاهتمام، وللأسف الشديد ايضًا هناك بعض الوسائل الإعلامية تجاهلت عملية البحث والتحري حول المعلومة، وانساقت خلف “التريند” دون النظر إلى قيمة المحتوى أو الغرض من نشره.

عندما نبحث عن مستخدمي نظرية ذيل الفيل وكيفية تطبيقها، نجد أن أغلب رواد مواقع التواصل الاجتماعي بكل أنواعها هم أكثر الناس تطبيقا لهذه النظرية بصورة واضحة، فعندما يقوم شخص ما بتبني فكرة، أو طرح محتوى أو تسليط الضوء على فيديو معين عبر وسيلة من وسائل مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، نجد أن مستخدمي تلك المواقع ينساقون وراء هذا الحدث، وذلك من خلال الإعجاب او التعليق أو المشاركة، وهنا يتحول موقف ما إلى حدث يتحدث عنه ويشير إليه الجميع، ليس نظرا لما يحتويه من شيء مفيد أو متميز، بل بكونه قد حقق نسب مشاهدة كبيرة جعلته تريند.

الغريب في الأمر أن أغلب تلك التريندات تثار حولها العديد من علامات الاستفهام، حيث نجد في أغلبهم أن الضوء مسلط على الشخص صاحب الفعل دون النظر إلى بطل القصة الحقيقي، على سبيل المثال لا الحصر، الكل احتفى بالفتاة الصغيرة التي تبرعت بقيمة كيس الشيبسي لرجل فقير أو محتاج، في حين تناسى الجميع الشخص الذي من المفترض أن تتجه أيادي الدعم والمساعدة له، وقامت الدنيا ولم تقعد لما قامت به الفتاة، أعتقد أن هناك الكثير من تلك النماذج التي تقوم بعمل الخير لله وليس للشير، وواقعة حرامي الهاتف الذي تعاطف معه الجميع رغم أنه سارق، وغيرها من مواقف هزلية تحولت إلى تريند.

أخيرًا، أنا لا أقلل من شأن الدور الإنساني الذي قامت به الفتاة بل أشيد بحسن تصرفها وتربيتها، ولكنني اندهش من المبالغة في الاحتفاء بموقفها وكأنه تصرف غريب عن سلوكياتنا وثقافتنا، ما يحدث الآن ما هو سوى دعاية مجانية لأصحاب المصالح الخاصة الذين يركبون الموجة وسط الهوجة بدافع التسويق والترويج لأنفسهم، على حساب موقف إنساني وغيره من صور تستحق الاحتفاء بها.

جمال عبدالصمد – بوابة روز اليوسف
077117063b.jpg

صورة اسماء عثمان

اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.

كانت هذه تفاصيل خبر نظرية ذيل الفيل لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا