ابوظبي - سيف اليزيد - سامي عبد الرؤوف (أبوظبي)
تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم، العالم احتفاءه بـ«اليوم العالمي للعمل الإنساني 2025»، الذي يصادف الـ 19 من أغسطس من كل عام، في ظل جهودها المتواصلة ودورها المحوري، بتخفيف حدة تداعيات الظروف الصعبة والاستثنائية، التي تمر بها العديد من دول العالم.
ويحمل يوم العمل الإنساني العالمي 2025، شعار «تعزيز التضامن العالمي وتمكين المجتمعات المحلية»، ويهدف الشعار إلى التأكيد على أهمية التعاون الدولي في دعم الأشخاص المتضررين من الأزمات، مع التركيز على إشراك المجتمعات المحلية كشركاء فاعلين في تحديد مستقبلهم.
وتنفذ العديد من الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، بالتعاون والتنسيق مع مؤسسات إنسانية دولية ومحلية، العديد من الفعاليات والمبادرات والبرامج للاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني وتعزيز قيم العطاء والبذل، وتتضمن الفعاليات تكريم الكوادر العاملة في القطاع الخيري، وتسليط الضوء على الجهود الإماراتية في دعم الإنسانية عالمياً، بالإضافة إلى إنتاج محتوى إعلامي يعكس الأثر الإنساني لمبادرات الجهات المحلية بالتعاون مع المؤسسات الدولية.
وتحلّ المناسبة هذا العام، فيما تقود دولة الإمارات الجهود الدولية لمساعدة وإغاثة ضحايا الحروب والنزاعات، حيث تؤكد القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، على ضرورة تضافر الجهود من قبل الأفراد والحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني لدعم العمل الإنساني وتعزيز دوره في تحقيق التنمية المستدامة، ولا سيما في ظل الظروف التي يمر بها عالمنا اليوم، وما يشهده من كوارث طبيعية وأزمات إنسانية.
وتولي دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أولوية قصوى للأعمال والأنشطة والمبادرات الخيرية، التي تقدمها الدولة لجميع الشعوب والدول إزاء الكوارث، والأزمات، والحروب، والصراعات.
وتحرص حكومة دولة الإمارات برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، على مواصلة العمل الخيري والإنساني الإماراتي، وتقديم يد العون والمساعدة لجميع المحتاجين والمتضررين جرّاءِ الزلازل والفيضانات والصراعات في جميع قارات العالم.
وتدعم رؤية وجهود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، المساعي الدولية لتعزيز التضامن العالمي وتمكين المجتمعات المحلية، عبر مشاريع تنموية مستدامة تنقذ عشرات الملايين من الأشخاص، وتمد يد العون والإحسان لهم، وتخفف من وطأة معاناة الفقراء والمساكين والمحتاجين حول العالم.
وتوكد رؤية قيادتنا الرشيدة وجهود حكومتنا، أن عمل الإمارات الإنساني مستمر ويد العطاء الإماراتية ممدودة لكافة الشعوب، ولن تكلّ ولن نتوقف، فعمل الإمارات من أجل الإنسان والإنسانية لن يتوقف، وشعلة الأمل التي تحملها لن تنطفئ.
نهج مستدام
وقدمت دولة الإمارات، تجربة عالمية رائدة في تحويل العمل الخيري إلى نهج مستدام، يطال في تأثيره الشعوب والأمم كافة، من دون تمييز أو تفرقة، انطلاقاً من مثُلها الخالدة في تعزيز قيم الإحسان والإخاء والتطوع والوفاء من الإنسان لأخيه الإنسان، أينما كان وفي كل زمان.
وبلغت مساعدات الإمارات الخارجية منذ قيام اتحاد الدولة عام 1971، وحتى منتصف عام 2024، ما قيمته 360 مليار درهم (98 مليار دولار أميركي)، مما كان له بالغ الأثر في الحد من الفقر، والتخفيف من تداعيات الكوارث والأزمات، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز الاستقرار والسلم الدوليين.
وتتسم دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً بحب العمل الخيري، ومساعدة الملهوفين وإغاثة المنكوبين، انطلاقاً من مبادئ وسماحة الدين الإسلامي الحنيف والقيم الإنسانية النبيلة المشتركة، نحو تعزيز روح التضامن الدولي والتكافل الإنساني بجميع صوره، وأشكاله.
ويُعد العمل الخيري في دولة الإمارات نهجاً راسخاً، منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي رسخ قيم الخير والبذل والعطاء لسعادة البشرية جمعاء، دون النظر إلى الأصل، أو العرق، أو اللون، أو الجنسية، أو الدين، أو الملة.
«إرث زايد»
وتواصل الإمارات الالتزام بمسؤولياتها الإنسانية الدولية، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، المتعلقة بالعمل الخيري والإنساني والتنموي.
وجاء عام 2024 والنصف الأول من عام 2025، حافلاً بالمبادرات الإنسانية في دولة الإمارات، حيث أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بإطلاق «مبادرة إرث زايد الإنساني» بقيمة 20 مليار درهم تُخصص للأعمال الإنسانية في المجتمعات الأكثر حاجة حول العالم.
وتفعيلاً لهذه المبادرة صدر مرسوم اتحادي بشأن إنشاء «مؤسسة إرث زايد الإنساني»، التي تعمل على تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج الإنسانية العالمية.
وفي السياق ذاته، كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أصدر مرسوماً اتحادياً بشأن تشكيل «مجلس الشؤون الإنسانية الدولية»، الذي يختص بالإشراف على جميع القضايا والمسائل المتعلقة بالشؤون الإنسانية الدولية، فيما ستتولى «وكالة الإمارات للمساعدات الدولية» التي أُعلن عن تشكيلها بمرسوم اتحادي، تنفيذ برامج المساعدات الخارجية للدولة.
«المبادرات العالمية»
وكان لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، بالغ الأثر وعظيم الفائدة عالمياً، في عدة مجالات رئيسة مثل المساعدات الإنسانية والإغاثة، ونشر التعليم والمعرفة، وتمكين المجتمعات، وابتكار المستقبل، ففي عام 2024، على سبيل المثال، وصل تأثير مبادرات المؤسسة إلى نحو 149 مليون شخص في 118 دولة، من خلال مشاريع وبرامج بلغت قيمتها أكثر من 2.2 مليار درهم.
وبلغ إجمالي حجم إنفاق المؤسسة، الأكبر من نوعها في المنطقة في مجال العمل الخيري والإنساني والإغاثي والمجتمعي، أكثر من 2.2 مليار درهم.
وتحولت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، خلال سنوات قليلة منذ تأسيسها في العام 2015، إلى أكثر من منظومة عطاء، حيث يتخطى دورها إلى إعادة بناء وتأهيل وتمكين الأفراد والمجتمعات بالمفهوم الشامل والجذري، في إطار رؤية تقوم على تحسين جودة الحياة ككل، ودعم التنمية المستدامة.
وشهد عام 2024 محطات مفصلية مهمة في رحلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، من خلال أكثر من 2.2 مليار درهم تم إنفاقها على مختلف المشاريع والمبادرات والنوعية، سواء تلك الجديدة أو المستمرة والمتواصلة منذ سنوات، بما أسهم في تعزيز نتائجها الملموسة على الأرض، وتوسيع حجم الاستفادة منها.
ومن أبرز هذه المحطات، إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، «حملة وقف الأم» لتكريم الأمهات في دولة الإمارات، عبر تأسيس صندوق وقفي بقيمة مليار درهم لدعم تعليم ملايين الأشخاص حول العالم وتسليحهم بالعلوم والمهارات اللازمة لمساعدتهم على شق طريقهم في الحياة.
وقف الأب
وشهدت دولة الإمارات خلال العام الجاري، إطلاق عدد من المبادرات الإنسانية المستدامة ذات الأثر العالمي، مثل «وقف الأب» الذي سيُستثمر جزء من ريعه في توفير الرعاية الصحية والعلاج للفقراء والمحتاجين وغير القادرين ودعم المنظومة الصحية في المجتمعات الأقل حظاً من خلال تطوير المستشفيات، وتأمين الأدوية والعلاجات اللازمة.
ووقعت وكالة الإمارات للمساعدات الدولية وحكومة جمهورية تشاد اتفاقية بناء مستشفى الشيخة فاطمة بنت مبارك ومركز غسيل الكِلى في أنجمينا عاصمة جمهورية تشاد، وذلك بهدف توفير أحدث الخدمات الصحية والرعاية العلاجية اللازمة لمرضى غسيل الكِلى.
مجلس الإشراف
ويُشرف مجلس الشؤون الإنسانية الدولية في ديوان الرئاسة، برئاسة سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، على منظومة الشؤون الإنسانية الدولية، التي تضطلع بها دولة الإمارات، عبر مبادراتها العالمية الرائدة ومشروعاتها الخيرية والتنموية المتعددة.
المساعدات الإنسانية
ويؤكد المبدأ التاسع من المبادئ الخمسين، لدولة الإمارات، على أن المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات، هي جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظاً ولا ترتبط بدين، أو عرق، أو لون، أو ثقافة، كما أن الاختلاف السياسي مع أي دولة، لا يبرر عدم إغاثتها في الكوارث والطوارئ والأزمات.
وتلتزم دولة الإمارات بمسؤولياتها الإنسانية الدولية، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالعمل الخيري والإنساني والتنموي مثل القضاء على الفقر، والقضاء على الجوع، والصحة الجيدة والرفاه، والتعليم الجيد، والمياه النظيفة والنظافة الصحية.
وتزخر الإمارات بالجهات المانحة والمؤسسات الإنسانية والجمعيات الخيرية، التي تواصل أدوارها المؤسسية والمجتمعية، في مجال العمل الخيري، عبر تركيز مساعداتها الخيرية والإنسانية والتنموية في المجالات والقطاعات ذات الأولوية، بتوجيه واهتمام بالغ ودعم غير محدود من قادة دولة الإمارات.
المواقف النبيلة
حققت دولة الإمارات العربية المتحدة، على مدى أكثر من خمسة عقود، مكانة مرموقة في المجال الإنساني إقليمياً وعالمياً، لحرصها على أن يكون العمل الإنساني والمواقف النبيلة تجاه الأمم والشعوب الأخرى أحد أهم ركائز الدولة.
وترسخ توجهات الدولة ثقافة العمل الإنساني في الوعي المجتمعي وسياسات الحكومة، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والعمل على تعزيز دورها ضمن الدول الرائدة عالمياً في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والعمل الخيري.