ابوظبي - سيف اليزيد - أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أهمية البحث العلمي الأكاديمي على مستوى الدراسات العليا بالجامعات، ودوره في الكشف عن الحقائق، ودور الباحثين في ذلك مع ضرورة أن يتمتع الباحث منهم بالعديد من الصفات الأساسية من حبّ العلم والتقصّي والسعي وراء ما هو غير مُكتشف، حتى يُقدم الإضافة المهمة والإفادة المطلوبة من خلال أبحاثه ودراساته وفتح آفاق جديدة أمام الباحثين من مختلف أنحاء العالم.
جاء ذلك خلال لقاء سموه، اليوم الأربعاء، بحضور الشيخة حور بنت سلطان بن محمد القاسمي، رئيسة جامعة الدراسات العالمية، الدفعة الأولى من طلبة الدكتوراه بجامعة الدراسات العالمية، وذلك في دارة الدكتور سلطان القاسمي بالمدينة الجامعية.
وبارك صاحب السمو حاكم الشارقة للطلبة انضمامهم إلى جامعة الدراسات العالمية والتي بدأت كمشروع يستهدف الدراسات الأفريقية ليتطور لاحقاً ويصبح جامعة عالمية تضم العديد من المعاهد البحثية للمناطق والقارات المختلفة في العالم، مشيراً سموه إلى أن الشارقة تعمل على توفير البيئة المناسبة للتعليم بما تضمه من جامعات ومعاهد عليا وأكاديميات متخصصة في مختلف العلوم، داعياً إياهم إلى العمل على الاستفادة من كافة الموارد التعليمية الموجودة والعمل على تحقيق طموحات وأهداف تأسيس الجامعة.
وأكد سموه خلال اللقاء ضرورة أن يكون البحث العلمي قائماً على درجة عالية من الجدّ والتخصص ومناقشة الأفكار ودراستها جيّداً قبل الشروع في الكتابة، وذلك للخروج بفكرة تكون أصيلة ومبتكرة وحديثة، تخدم المجتمعات ويستفيد منها الناس وتُقدم تصحيحاً للأخطاء التاريخية والجغرافية.
ولفت صاحب السمو حاكم الشارقة إلى تجربته الشخصية في البحث في العديد من المكتبات ومراكز البحوث والجامعات في مختلف دول العالم، مستشهداً سموه بما أنجزه من بحثٍ غير مسبوق عن دور البرتغاليين في الملاحة ومنطقة الخليج، والذي استغرق منه سنين طويلة استطاع سموه خلالها وبالإصرار على الوصول إلى الحقائق واكتشافها، والصبر والاجتهاد الكبير أن يتمكن من فكّ شفرة العديد من الوثائق القديمة التي نشرها سموه لاحقاً للمرة الأولى عبر مجموعة من المؤلفات بلغت 21 مجلداً في موسوعة بعنوان "البرتغاليون في بحر عُمان .. أحداث في حوليات من 1497م إلى 1757م".
وألقى الدكتور صلاح حسن، مدير جامعة الدراسات العالمية كلمة خلال اللقاء، قدم فيها الشكر والامتنان إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على دعم سموه ورؤيته الثاقبة في تأسيس معهد أفريقيا الذي شكّل أساس الجامعة وبرامج الدراسات العليا بها، كما قدّم تعريفاً ببرامج الجامعة وتخصصاتها وطلبة الدكتوراه وعددهم 10 من الدول المختلفة.
وفي ختام اللقاء اصطحب صاحب السمو حاكم الشارقة الحضور في جولة في دارة الدكتور سلطان القاسمي تعرفوا خلالها على ما تضمه مختلف الأجنحة والأقسام من مقتنيات ثمينة متنوعة من الوثائق والخرائط والصور والكتب النادرة التي جمعها سموه خلال سنوات طويلة وتتخصص في تاريخ وجغرافيا منطقة الخليج العربي وغيره من الدول.