الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من تل أبيب: كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، في تقرير حديث نقلته شبكة RT، أن الحكومة الإسرائيلية قررت زيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في خطوة جاءت استجابة لضغوط دولية متصاعدة وانتقادات حادة بشأن تدهور الوضع الإنساني في القطاع المحاصر.
ووفقًا لمسؤولين أمنيين إسرائيليين تحدثوا للصحيفة، فإن القرار يشمل تخفيف القيود المفروضة على دخول الإمدادات عبر معبر كرم أبو سالم، بعد أشهر من فرض إجراءات صارمة كانت تهدف إلى منع وصول المواد لحركة حماس، المصنفة "إرهابية" في إسرائيل والولايات المتحدة ودول أخرى.
تحذيرات من "مجاعة تاريخية"
يأتي هذا التغيير على خلفية تقارير صادمة من الأمم المتحدة ومنظمات دولية، حذّرت من أن أكثر من مليوني فلسطيني يواجهون خطر المجاعة، بسبب الحصار المشدد المستمر منذ أكتوبر 2023، والذي تسبب بنقص كارثي في الغذاء، الدواء، والوقود، إضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية.
وذكرت الصحيفة العبرية أن الإجراءات الجديدة تتضمن زيادة عدد الشاحنات المسموح لها بالدخول يوميًا، وتبسيط إجراءات التفتيش، لتسريع وصول المساعدات إلى المدنيين، وسط انتقادات حقوقية بأن إسرائيل تستخدم "الجوع كسلاح حرب"، بحسب ما أوردته منظمة "هيومن رايتس ووتش".
رسائل إلى الخارج... ومراقبة مستمرة
وأشار التقرير إلى أن الخطوة تهدف جزئيًا إلى امتصاص الغضب الدولي وتحسين صورة إسرائيل، في وقت تتعرض فيه لاتهامات بانتهاكات جسيمة للقانون الدولي خلال عمليتها العسكرية المتواصلة في غزة، والتي خلّفت أكثر من 50 ألف قتيل فلسطيني، معظمهم مدنيون، وتشريد حوالي 1.9 مليون شخص، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة.
ورغم إعلان التسهيلات، شددت السلطات الإسرائيلية على أنها ستواصل مراقبة دخول المساعدات بدقة، لمنع وصولها إلى "جهات معادية" – في إشارة إلى حركة حماس.
معبر رفح مغلق... والاتهامات تطال القاهرة
يُذكر أن معبر كرم أبو سالم، إلى جانب معبر رفح الحدودي مع مصر، يمثلان المنفذين الوحيدين لإدخال المساعدات إلى غزة. لكن استمرار القيود الإسرائيلية، بما في ذلك التفتيش والتأخير، أدى إلى تكدّس مئات الشاحنات على الحدود. كما تسبب استيلاء إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في مايو 2025 بإغلاقه فعليًا، ما فاقم الأزمة، ودفع بانتقادات وجهت أيضًا إلى مصر، رغم إعلان القاهرة أن المعبر مفتوح من جهتها.
وجاء هذا التطور في سياق ضغوط قوية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، اللذين طالبا تل أبيب بزيادة وتيرة المساعدات الإنسانية فورًا، وسط تحذيرات متكررة من كارثة وشيكة، خصوصًا في شمال القطاع، حيث تشير تقارير برنامج الأغذية العالمي إلى أن 96% من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي.