الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من تل أبيب: في تصعيد لافت وغير مألوف على مستوى الخطاب الدبلوماسي، هاجم وزير إسرائيلي بارز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مستخدمًا مقطع فيديو مثيرًا للجدل لزوجته بريجيت ماكرون، وذلك بعد ساعات فقط من إعلان ماكرون عزمه الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.
وفي خطوة وصفت بـ"الساخرة والمهينة"، أعاد وزير شؤون الشتات الإسرائيلي عميخاي شيكلي نشر مقطع يظهر فيه ماكرون وهو يتلقى صفعة من زوجته، وأرفق المقطع بتعليق لاذع قال فيه:
"أيها الرئيس ماكرون، باسم الحكومة الإسرائيلية، هذا هو ردنا على اعترافكم بدولة فلسطينية."
President @EmmanuelMacron,
— עמיחי שיקלי - Amichai Chikli (@AmichaiChikli) July 24, 2025
Here is the appropriate response to your recognition of a Palestinian state as as a reward for Hamas terrorism. pic.twitter.com/Ve6c5Op0hN
فيديو قديم يعاد تفعيله لأهداف سياسية
الفيديو المُشار إليه يعود إلى حادثة وقعت قبل شهرين خلال زيارة ماكرون لفيتنام، حين ظهرت زوجته بريجيت وهي تصفعه أمام عدسات الكاميرات أثناء نزولهما من الطائرة، في مشهد أثار جدلًا واسعًا في فرنسا. وفسرت اللقطات حينها بشكل متباين، فيما ظهر على الرئيس الفرنسي بعض الدهشة قبل أن يستعيد توازنه ويتابع النزول.
الوزير الإسرائيلي، الذي استخدم الفيديو كـ"رد سياسي ساخر"، واجه انتقادات على وسائل التواصل وحتى من بعض الأصوات الدبلوماسية التي اعتبرت الأمر "انحدارًا في مستوى التعاطي الرسمي".
ماكرون يغضب تل أبيب.. وردود نارية من حكومة نتانياهو
جاءت تصريحات ماكرون حول اعتزامه الاعتراف بدولة فلسطين لتثير عاصفة من الغضب في الأوساط السياسية الإسرائيلية، حيث اعتبرها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "مكافأة للإرهاب"، محذرًا من أن الدولة الفلسطينية الموعودة قد تصبح "وكيلًا إيرانيًا جديدًا" شبيهًا بواقع غزة اليوم، على حد قوله.
وقال نتانياهو:
"لنكن واضحين، الفلسطينيون لا يريدون دولة بجانب إسرائيل، بل بدلاً منها."
من جانبه، قال وزير الخارجية جدعون ساعر إن أي دولة فلسطينية ستكون عمليًا "دولة لحماس"، بينما اعتبر وزير العدل ياريف ليفين خطوة ماكرون "وصمة عار في تاريخ فرنسا"، واصفًا الاعتراف بأنه "دعم مباشر للإرهاب".
وذهب وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش أبعد من ذلك، معتبرًا أن اعتراف باريس المحتمل بفلسطين يمثل "حافزًا إضافيًا لضم الضفة الغربية"، و"نهاية للوهم الخطير بدولة فلسطينية".
الجدل المتصاعد يضع العلاقات الفرنسية-الإسرائيلية على مفترق حساس، في ظل تزايد الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية، وضغوط متنامية على إسرائيل بشأن الحرب على غزة والانتهاكات الميدانية في الضفة الغربية.
ويرى مراقبون أن توظيف مشهد شخصي من الحياة الخاصة للرئيس الفرنسي لأهداف سياسية قد يعكس تصعيدًا غير دبلوماسي، لكنه يعكس أيضًا الارتباك داخل الحكومة الإسرائيلية من تحولات الموقف الدولي إزاء القضية الفلسطينية.