زحلة، ذاك التاريخ التفاعُلي الحضاري، بحُلوه ومره، جمعَته "عاصمة الكثلكة"، في "متحف ملكي"، على امتداد، يختصر الأحداث بفم إيماني يُحاكي العقل، للعبرة والاتعاظ... وللفخر أيضا!.
وزحلة تختزن أيضا غدرات الزمن فتخرج منها مكللة بغار المجد. ولذا قال عنها الكبير سعيد عقل:
"جبالنا هي نحن... الريح تضربها
نغنى، وما يعطِ قصف الرعد نختزنِ
عشنا هنا، لا نُهمّ، الفقر مرَّ بنا
ومرَّ مَن شبر أرض غرَّهُ ففني
للفقر قلنا: استرح، للمستبد: أشح
غدًا على الرمل لا يبقى سوى الدِّمن"...
في القرن التاسع عشر، عاش الزحالنة تجربتين قاسيتين، غير أن سيدة النجاة تشفَّعت بعاصمة البقاع والكثلكة في آن!.
الأرشمندريت بو شعيا
يقول الأرشمندريت الدكتور إيلي بو شعيا، في هذا الإطار، أمام وفد من إداريي مدرسة المخلص–بدارو وتربوييها، زاره في زحلة: "... في العام 1840، هاجم زحلة آلاف من الجُنود العُثمانيين لاحتلالها، فكان التدخُل الأول لسيدة النجاة".
ويُكمل الأرشمندريت استنادا إلى أبحاث تاريخية، مُستشهدا بقول لأحد الجُنود المُهاجمين: "... لولا الرماد الكثيف الذي أعمى بَصرنا لكنا احتللنا زحلة".
وقد حدث ذلك في منطقة "كسارة"، ومن هُنا التسمية رمزا لـ"الانكسار" العُثماني بفضل السيدة العذراء.
وفي المُقابل، أثار موقف خنجر بن ملحم الحرفوشي، في دفاعه عن زحلة، إعجاب الكثيرين من الذين أرخوا هذا الحدث ومن المعاصرين له (ويكيبيديا).
ويقول بازيلي، قنصل روسيا في بيروت (1839- 1853): "لو لم يدافع الأمير خنجر الحرفوشي عن شعاب زحلة ومداخلها لاجتاح الدُروز كُل لُبنان"...
وبعد عشرين سنة - يُكمل بو شعيا سرده: "أي في العام 1860، وكلنا نعلم بالمسرحية الشهيرة للأخوين الرحباني (صيف 1860)، فقد كانت الفوضى تسود، وثمة حروب بين المسيحيين والدروز... كما وقرر الأتراك إعادة محاولة احتلال زحلة، وهذه المرة بدلا من عَديد قوامه خمسة آلاف عسكري، قرروا الهُجوم بعشرة آلاف"!.
كما وقرروا عدم المُهاجمة، هذه المرة، عن طريق بيروت – شتورة – زحلة، بل عن طريق الجبل، أي من جبل صنين وبسكنتا... وكذلك لم يكن هذه المرة أيضا من تكافُؤ عسكري بين عدد المُهاجمين الأتراك وعدد الزحليين المُدافعين عن أرضهم الذين كان تعدادهم بالمئات فقط!.
أضاف بو شعيا: "هنا كان تدخل مطران زحلة، الذي جمَع أهالي البلدة وقال لهُم: نسمع بإنجازات يوسف بَيْك كرم العسكرية، وكيف أنه يُسيطر على البلدات في لبنان، بدءا من زغرتا – إهدن، مُرورا بالبترون، فجُبيل وكسروان، ووصولا إلى أعالي المتن"...
وطلب المطران من شابين اثنَيْن من البلدة الاتصال بكرم، علَّه يُؤازر الزحليين في ما يُحضره لهُم العثمانيون"...
ولكن الشابَيْن وقعا في مكيدة أعدها لهُما العثمانيون، بعدما رأوهما في الجبل، إذ ادعى العسكر العثماني أنهم من مُقاتلي يوسف بيك كرم، وأنهم سيصلون إلى المدينة وهم ينشدون التراتيل... وعليه، فقد فُتح الطريق لهُم للدخول، في محلة "الراسية".
كما وكان العسكر التركي يرفع الرايات البيضاء، وعليها شارة الصليب...
وحين بات الأتراك في قلب زحلة أطلقوا العنان لعُدوانهم، فحرقوا المدينة بأكملها. وأول من استُشهد هم أربعة رهبان من دير اليسوعيين، في 18 حزيران 1860.
وقد حرق الأتراك الكنائس الاثنتي عشرة، غير أن "كنيسة السيدة" وحدها نجت من الحريق، ولذا أُطلق عليها منذ ذلك الحين اسم "سيدة النجاة"!.
ويستطرد بو شعيا قائلا: "اليوم لدينا في زحلة 60 كنيسة".
وقد رأى الزحليون في ذلك إشارة من السماء، مفادُها أن "السيدة العذراء باقية في زحلة"...
وعن تلك الحقبة أوردت موسوعة "ويكيبيديا": "... إمتدت الأحداث إلى دمشق وزحلة وجبل عامل وغيرها من المناطق. وسقط خلالها الأُخوة المسابكيون الذين اعتبرتهم الكنيسة الكاثوليكية طوباويين في العام 1860. وقد جاءت هذه الفتنة مرحلة ثالثة بعد اشتباكات طائفية أقل حدة، حصلت بين عامي 1840 و1845، بين الموارنة والدروز أيضا.
لقد بقيَت زحلة مدينة مهجورة لشهرين اثنين، أي إلى حين وصول الأُسطول الفرنسي، بدعم عالمي، وبقرار دولي جاد، بعودة أهالي زحلة إلى مدينتهم.
فكيف كانت العودة؟ وما هو التدخُل المُباشر الثاني للسيدة العذراء؟ علما أن حتى في نجاة كنيستها من الحريق، ثمة رسالة سماوية أيضا!.
للحديث صلة.
كانت هذه تفاصيل خبر حماية العذراء لزحلة في القرن 19 لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النشرة (لبنان) وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.