الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من لندن: يواجه السفير البريطاني في واشنطن وهو أحد أعمدة حزب العمال الحاكم اللورد بيتر ماندلسون مستقبلا غامضا سبب علاقته مع الميلياردير الأميركي الراحل جيفري إبستين، المُدان بجرائم جنسية.
ومع تزايد الضغوط على رئيس الوزراء البريطاني حول مصير ماندلسون، فإن السير كير ستارمر أصرّ على ثقته في السفير ماندلسون.
وكانت زعيمة حزب المحافظين المعارض كيمي بادينوك بدأت حديثها خلال جلسة مجلس العموم اليوم الأربعاء وهي الجلسة الخاصة بأسئلة رئيس الوزراء، طرحت أول سؤال من أسئلتها الستة حول الادعاءات المتزايدة ضد سفير المملكة المتحدة لدى الولايات المتحدة، بيتر ماندلسون، فيما يتعلق بعلاقته مع جيفري إبستين، المُدان بجرائم جنسية.
وفي إجابته، عبر رئيس الوزراء عن ثقته بمانديلسون، وقال: "دعوني أبدأ بالقول إن ضحايا إبستين هم حاضرون في أذهاننا. لقد كان مجرمًا حقيرًا ارتكب أبشع الجرائم ودمّر حياة العديد من النساء والفتيات".
وقال: أعرب السفير مرارًا وتكرارًا عن أسفه العميق لارتباطه به. وهو مُحق في ذلك.
وأضاف ستارمر: "أنا أثق به، وهو يلعب دورًا مهمًا في العلاقات بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة".
لكن بادينوك عادت إلى الموضوع في سؤالها الثاني، مُسلِّطةً الضوء على مطالبة الناجين من إبستين بإقالة ماندلسون. وسالت ستارمر إن كان على علم بعلاقة السفير بالممول المُدان، وتسأله إن كان رئيس الوزراء يعتقد حقًا أن بقاء ماندلسون في منصبه "مقبول".
إجراءات قانونية
وقال ستارمر بأنه "تم اتباع الإجراءات القانونية الواجبة" عند تعيين ماندلسون، وأن السفير "أعرب مرارًا وتكرارًا عن أسفه العميق"، وأنه يعتقد أنه "مُحقٌّ في ذلك".
دور مهم
يُنهي ستارمر رده الثاني على بادينوك قائلاً: "إنه يلعب الآن دورًا هامًا في العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة".
وكان بيتر ماندلسون أعرب عن ندمه "العميق جدًا" على ارتباطه بجيفري إبستين، المُدان بالاعتداء الجنسي.
وفي حديثه لصحيفة "ذا صن" الليلة الماضية، قال سفير المملكة المتحدة لدى الولايات المتحدة إنه "صدق أكاذيبه"، ووصف الممول المدان بـ"الكاذب المجرم ذو الكاريزما".
وأفادت صحيفة "تلغراف" اليوم الأربعاء، بمزاعم تفيد بأن اللورد ماندلسون أقام في منزل إبستين في نيويورك أثناء وجوده في السجن، وأنه تواصل معه أيضًا للحصول على نصائح تجارية بعد إدانته.
يشار إلى أن ماندلسون كان عٌيِّن في منصبه الدبلوماسي الرفيع من قبل السير كير ستارمر عندما تولى حزب العمال منصبه.
وقال ماندلسون: "أشعر بتعاطفٍ عميقٍ وعميقٍ مع هؤلاء الناس، هؤلاء النساء اللواتي عانين نتيجةً لسلوكه وأنشطته الإجرامية غير القانونية.
وأضاف: أشعر بندمٍ عميقٍ جدًا، حقًا، على استمرار ارتباطي به لفترةٍ أطول مما كان ينبغي. وأشعر بندمٍ شديدٍ لأنني صدقتُ أكاذيبه.
وتابع: لقد صدقتُ وصدقتُ التأكيدات التي قدمها لي بشأن لائحة اتهامه، وقضيته الجنائية الأصلية في فلوريدا، مثل كثيرين. وصدقتُ ما قاله. بعد سنواتٍ طويلة، وبعد إدراكٍ متأخرٍ للمعلومات الجديدة، أدركنا أننا كنا مخطئين في تصديقه.
وقال: إن أبستين كاذبٌ مجرمٌ ذو كاريزما، كما نراه الآن، وأنا نادمٌ جدًا على ذلك.
عبء ثقيل
وقال ماندلسون: أشعر وكأنني عبء ثقيل يثقل كاهلي منذ وفاته عام ٢٠١٩. أشعر بندم شديد. ليس هذا فحسب، بل إنني التقيت به في المقام الأول، بل إنني واصلتُ هذه العلاقة وتقبلتُها على ظاهرها، الأكاذيب التي روجها لي وللكثيرين غيري.
وأضاف ماندلسون أنه لم يناقش علاقته مع ستارمر أو مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال إنه يعتقد أنه غير مذكور في ملفات إبستين، لكنه أقرّ بأن بينهما الكثير من الرسائل الإلكترونية المتبادلة.
وقال: "نعلم أن هذه الأمور ستظهر. نعلم أنها ستنكشف، ونعلم أنها ستكون محرجة للغاية". واضاف: "لكنني لا أستطيع إعادة كتابة التاريخ".