اخبار العالم

اعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية: الاندبندنت: خطوة تاريخية أم التلغراف: خيانة لإسرائيل؟

  • اعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية: الاندبندنت: خطوة تاريخية أم التلغراف: خيانة لإسرائيل؟ 1/4
  • اعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية: الاندبندنت: خطوة تاريخية أم التلغراف: خيانة لإسرائيل؟ 2/4
  • اعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية: الاندبندنت: خطوة تاريخية أم التلغراف: خيانة لإسرائيل؟ 3/4
  • اعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية: الاندبندنت: خطوة تاريخية أم التلغراف: خيانة لإسرائيل؟ 4/4

الرياص - اسماء السيد - تركز جولتنا في الصحف على الاعتراف البريطاني بالدولة الفلسطينية، والذي بدأ بالفعل في إثارة ردود أفعال مؤيدة ومعارضة في الداخل البريطاني وعلى مستوى العالم.

ونبدأ جولتنا من صحيفة الإندبندنت البريطانية التي اعتبرت أن هذه الخطوة "تاريخية في ضوء ما توصل إليه وزراء بريطانيا من أن الوضع الإنساني في القطاع المحاصر يزداد تدهوراً وسط الحرب الدائرة في غزة".

وأكدت الحكومة البريطانية أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يأتي كخطوة "تهدف إلى دعم حل الدولتين وتعزيز فرص السلام في الشرق الأوسط"، وفقاً لكاتبة المقال كيت ديفلين.

وأكد ستارمر أن الاعتراف البريطاني لن يكون "رمزياً فقط"، بل جزءاً من استراتيجية أوسع لدفع الأطراف نحو تسوية سياسية عادلة.

وقال إن حكومته "لن تنتظر إلى الأبد"، مشيراً إلى أن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات ملموسة لدعم حقوق الفلسطينيين، بالتوازي مع ضمان أمن إسرائيل.

وأوضح ستارمر أن "اعتراف بريطانيا الرسمي بالدولة الفلسطينية سيكون مشروطاً"، ومن بين هذه الشروط: "وقف إطلاق النار في غزة، الالتزام الجاد بحل الدولتين كمسار للسلام، والتوقف عن ضم أراضي الضفة الغربية"، وفقاً للصحيفة البريطانية.

وتعهد حزب العمال البريطاني في برنامجه الانتخابي قبل الانتخابات العامة الأخيرة بالاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية. وفي وقت سابق من هذا العام، استجاب ستارمر لضغوط متزايدة من نواب حزبه لوضع خطة واضحة لتنفيذ هذه الخطوة.

وذكرت الصحيفة البريطانية أن مجموعة من عائلات الرهائن الإسرائيليين لدى حماس أعربوا عن قلقهم البالغ حيال إعلان بريطانيا سابقا نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، واصفين القرار بأنه "مؤسف" وأنه "عقّد بشكل كبير" جهود إعادة أحبائهم إلى ديارهم.

الاعتراف بدولة فلسطينية توبيخ لحماس - أنتوني بلينكن يكتب لوول ستريت جورنال

التهريب عبر القنال الإنجليزي.. تحقيق لبي بي سي يكشف عن عصابة تهريب في فرنسا وبريطانيا

"خيانة لإسرائيل"

رتل مركبات عسكرية إسرائيلية
Getty Images
تواصل إسرائيل اجتياح مدينة غزة برياً

بينما يرى كثيرون اعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية خطوة تاريخية، هناك من يرى أنها "خذلان وخيانة" لإسرائيل.

وذكرت صحيفة التلغراف البريطانية في افتتاحيتها بعنوان: "خيانة ستارمر لإسرائيل تُخجل بريطانيا" أن هذه الخطوة، رغم رمزيتها، قد "تُمكن حركة حماس من التأكيد على أن هناك نتيجة ملموسة لحملتها العنيفة ضد إسرائيل، وقد تدعي أيضاً أن أساليبها نجحت في تحقيق أهداف سياسية".

وأضافت أن هذا الاعتراف قد "يخلف انطباعاً بأن اللجوء إلى العنف يؤتي ثماره ويُشجع على استمرار تلك التكتيكات ويُضعف فرص التوصل إلى حل سلمي".

ووصفت الصحيفة هذه الخطوة بأنها "خيانة لإسرائيل" و"وصمة عار لبريطانيا"، معتبرة أنها تمثل انحرافاً خطيراً في السياسة الخارجية البريطانية.

وترى التلغراف أن هذا القرار يحمل دلالة سياسية قوية، ويُعد بمثابة "مكافأة لحركة حماس" بعد ما وصفته الصحيفة بأنه "حملة إرهابية" ضد إسرائيل.

وأكدت الافتتاحية أن حماس ستستغل هذا القرار لترويج انتصارها، مما يُضعف من فرص التوصل إلى سلام حقيقي ويعقّد جهود وقف إطلاق النار، على حد تعبيرها.

كما انتقدت الصحيفة محاولة ستارمر تحقيق التوازن بين إرضاء الإدارة الأمريكية، وطمأنة الناخبين المؤيدين لإسرائيل، ومجاراة التيار اليساري داخل حزبه.

ووصفت هذه السياسة بأنها "محاولة لإرضاء الجميع دون موقف مبدئي واضح". وأضافت أن هذا النهج يُفقد بريطانيا مصداقيتها الدولية ويضعف من قدرتها على التأثير في ملفات الشرق الأوسط.

في ختام المقال، شددت الصحيفة على أن هذه الخطوة لا تعكس رؤية استراتيجية أو موقفاً مبدئياً، بل تمثل انحرافاً سياسياً ستكون له تبعات طويلة الأمد على علاقات بريطانيا الدولية، وعلى مكانتها كوسيط نزيه في قضايا الشرق الأوسط.

وأشارت إلى أنه "لا وجود لأي فرصة واقعية لأن تسمح إسرائيل أو الولايات المتحدة لمنظمة إرهابية متطرفة، تكرّس وجودها لتدمير الدولة اليهودية، بأن تحصل على مظاهر الدولة أو شرعيتها بأي معنى فعلي".

بريطانيا تستذكر انتدابها على فلسطين التاريخية، وتضع الفلسطينيين بين "وعدين"، فما القصة؟

ما هي السلطة الفلسطينية؟ وما صلاحياتها؟

"على أرض الواقع"

يواصل سكان غزة النزوح جنوباً في ظل استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة
Getty Images
يواصل سكان غزة النزوح جنوباً في ظل استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة

ننتقل إلى شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية التي نشرت مقالاً لإيفانا كوتاسوفا، والذي ناقش ما يمكن أن يترتب على الاعتراف البريطاني بالدولة الفلسطينية من نتائج على أرض الواقع.

وقالت الكاتبة إنه "من المتوقع أن تشهد المساعي الفلسطينية للاستقلال دفعة قوية، إذ تستعد عدة دول ذات ثقل دبلوماسي، للاعتراف الرسمي بدولة فلسطينية قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة".

وأضافت: "هذه الخطوة تمثل تحولاً مهماً في الموقف الدولي، وقد تُعزز من شرعية المطالب الفلسطينية على الساحة العالمية، وتفتح المجال أمام تحركات دبلوماسية جديدة لدعم قيام دولة فلسطينية مستقلة".

وأشارت إلى أنه في ظل تصاعد التوترات في غزة والضفة الغربية، عاد ملف الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية إلى الواجهة، مع إعلان عدد من الدول، بينها بريطانيا، نيتها دعم هذا التوجه في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

لكن الكاتبة تساءلت: "هل يمثل هذا الاعتراف تحولاً حقيقياً على أرض الواقع، أم مجرد خطوة رمزية لا تغير من الواقع السياسي القائم؟"

وأشارت إلى أن الاعتراف بدولة فلسطينية من قبل دول غربية كبرى يُعد تطوراً سياسياً مهماً، لكنه لا يعني بالضرورة قيام دولة ذات سيادة فعلية.

فالمؤسسات الفلسطينية تعاني من انقسام داخلي، والسلطة محدودة في مناطقها، بينما تسيطر حركة حماس على قطاع غزة، وسط حصار وصراع مستمر مع إسرائيل، تقول الكاتبة.

وقد يمنح الاعتراف، الفلسطينيين دفعة معنوية ودبلوماسية، لكنه قد لا يغيّر من واقع غياب مفاوضات جدية بين الطرفين، وفقًا لمقال سي إن إن.

كما أن إسرائيل والولايات المتحدة لا تزالان تعارضان أي اعتراف أحادي الجانب، خاصةً في ظل استمرار العنف وغياب توافق فلسطيني داخلي.

في المقابل، ذكرت الشبكة الإخبارية أن مؤيدي هذا الاعتراف يرجحون أن هذه الخطوة قد تُعيد الزخم إلى حل الدولتين، وتُعزز من مكانة فلسطين في المؤسسات الدولية، مما يفتح المجال أمام تحركات قانونية ودبلوماسية جديدة.

لكنهم يقرّون بأن الاعتراف وحده لا يكفي، ما لم يُرافقه ضغط دولي حقيقي لإعادة إطلاق عملية السلام.

وفي ختام مقالها، خلصت الكاتبة إيفانا كوتاسوفا إلى أن الاعتراف بدولة فلسطينية يبقى خطوة سياسية ذات رمزية عالية، لكنها لا تمثل حلاً نهائياً للصراع، بل قد تكون بداية لمسار طويل يتطلب توافقاً دولياً، وإرادة سياسية من جميع الأطراف المعنية.

444f23e561.jpg

Advertisements

قد تقرأ أيضا