القاهرة - سمر حسين - صحة

حذر مسؤولون صحيون في المملكة المتحدة من انتشار مرض قاتل يثير القلق، يسببه نوع من البكتيريا يُعرف باسم Clostridioides difficile أو اختصارًا C. diff، وذلك بعد ارتفاع كبير في عدد الإصابات المسجلة داخل مستشفيات هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS) بنسبة 33% خلال عام واحد فقط.
وبحسب ما نقلته صحيفة ديلي ميل، فإن هذه البكتيريا الشديدة العدوى تُسبب الإسهال، وعلى الرغم من أن العدوى تكون خفيفة في الغالب، فإنها قد تؤدي إلى مضاعفات مميتة، وتقتل ما يصل إلى واحد من كل خمسة مرضى يصابون بها، خاصة كبار السن.
أظهر تقرير صادر عن وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA) أن معدل الإصابة بلغ 29.5 حالة لكل 100 ألف شخص خلال عامي 2023-2024، وهو أعلى معدل يُسجَّل منذ أكثر من عقد، ويعزى هذا الارتفاع إلى الضغط الكبير الذي تواجهه المستشفيات، وخصوصًا ازدحام أقسام الطوارئ، ما أدى إلى تراجع في معايير النظافة، لا سيما في الممرات والمناطق غير السريرية.
وقد أصبحت ظاهرة رعاية المرضى في الممرات شائعة بدرجة دفعت بعض المستشفيات إلى تعيين أطباء خصيصًا للعمل في تلك المناطق، وهو ما أدى إلى زيادة احتمالات العدوى.
التهاب القولون الكاذب.. ما هي بكتيريا C. diff ومضاعفاتها
تعرف هذه البكتيريا أيضًا باسم المطثية العسيرة أو التهاب القولون الغشائي الكاذب، وغالبًا ما تهاجم الأمعاء بعد تناول مضادات حيوية، حيث تؤدي هذه الأدوية إلى اختلال التوازن الطبيعي للبكتيريا المفيدة في الجهاز الهضمي، مما يتيح لـC. diff التكاثر بسرعة.
وتتميز هذه البكتيريا بقدرتها على مقاومة الحرارة ومنتجات التعقيم، ما يجعلها تصمد في البيئة لفترات طويلة وتنتقل بسهولة بين المرضى أو من خلال الأسطح الملوثة.
وأكدت الوكالة أن دور الرعاية في الممرات، تسبب في زيادة حالات الإصابة بـC. diff وهو ما يخضع حاليًا للدراسة والبحث، وقد أصبحت هذه الممارسة شائعة لدرجة أن بعض مستشفيات NHS بدأت في توظيف أطباء مختصين فقط للعمل في الممرات.
أشارت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA) إن بكتيريا C. diff تصبح مهددة للحياة إذا انتشرت خارج الأمعاء وأصابت أجزاء أخرى من الجسم، موضحة إن المضادات الحيوية يمكن أن تُحدث اختلالًا في التوازن الطبيعي للبكتيريا المفيدة في الأمعاء، وهو ما يزيد من خطر الإصابة بعدوى C. diff.
وفقد تؤدي إلى الإنتان (sepsis)، وهو استجابة مناعية مفرطة وخطيرة للعدوى يمكن أن تودي بالحياة، ومن المضاعفات الأخرى المحتملة تسرب البكتيريا إلى مناطق أخرى من البطن، مما يسبب عدوى مميتة محتملة تُعرف باسم التهاب الصفاق (peritonitis).
ووفقًا لأحدث بيانات وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA)، فإن أعلى معدلات الوفاة بسبب C. diff كانت بين الأشخاص فوق سن 85 عامًا، حيث وصلت إلى نحو 20%، بينما تنخفض معدلات الوفاة مع انخفاض العمر؛ إذ تبلغ لدى المرضى بين 45 إلى 64 عامًا حوالي 5% فقط.
وتنتقل بكتيريا C. diff من خلال جراثيم موجودة في براز المرضى المصابين، وتستطيع هذه الجراثيم البقاء حية لفترات طويلة جدًا في البيئة، مما يجعلها تنتقل بسهولة عبر الأشخاص أو الأسطح الملوثة.
أعراض عدوى C. diff تشمل:
الإسهال
ارتفاع درجة الحرارة
فقدان الشهية
الغثيان
آلام في المعدة
متى يجب طلب المساعدة الطبية؟
إذا أصبت بإسهال بعد تناول مضادات حيوية مؤخرًا
إذا كان هناك دم في البراز
إذا استمر الإسهال لمدة أسبوع أو أكثر