الرياص - اسماء السيد - بيروت (لبنان) : بعد 22 عاما من تمثيلها لبنان في رياضة الرماية، ستدافع راي باسيل عن ألوان قطر، ساعية لنيل ميدالية أولمبية تطاردها منذ نسخة لندن 2012.
قالت باسيل (36 عاما) لوكالة فرانس برس "القرار شخصي، واتخذته بعدما اكتشفت أن الرياضة في لبنان كانت وستبقى تراوح مكانها، ولا مستقبل رياضيا في لبنان طالما نعيش وسط منهج رياضي سيئ".
وترغب باسيل في تحسين فرصها لنيل ميدالية عندما تشارك العام المقبل في أولمبياد لوس أنجليس الصيفي.
وأردفت "لدي إمكانات لمزيد من العطاء الرياضي، إلا أن الإمكانات (في لبنان) ضئيلة في ظل غياب الدعم الحكومي للرياضة والاتحادات عموما. لهذا قررت الانتساب للرياضة القطرية، حيث يتوفر كل ما أحتاج إليه كي أنافس على أعلى المستويات. لي كل الفخر في هذا القرار، لما لقطر من أياد بيضاء على الرياضة اللبنانية".
وكانت باسيل حلت في المركز الثامن عشر في أولمبياد لندن 2012 في منافسات التراب، ثم الرابع عشر في ريو دي جانيرو 2016 والحادي والعشرين في طوكيو صيف 2021. وفي النسخة الماضية في باريس 2024، حلت باسيل في المركز الحادي والعشرين.
شرحت باسيل ظروف قرارها "هذا الأمر كان واردا منذ سنوات، لكنني كنت أصر على تمثيل لبنان. وحاليا سأواصل مسيرتي الرياضية باسم قطر، ولبنان يبقى في القلب".
أردفت "القرار صعب جدا، إلا أنه قد يُعزّز الرياضة بين البلدين، وسيكون لي دور في تطوير اللعبة في قطر".
بدوره، قال رئيس اتحاد الرماية في لبنان ورئيس اللجنة الأولمبية بطرس جلخ، أن هذا القرار "يترك لدينا غصّة كبيرة"، مشيرا إلى تفهمه دوافع باسيل.
أضاف لفرانس برس "كان قرارا صعبا، إلا أننا وافقنا على هذا الأمر بناء على رغبة باسيل التي رأت بأن الفرصة سانحة لتحقيق طموحاتها في ظل عدم الدعم الرسمي".
وشدّد جلخ على أن اتحاد الرماية اللبناني واللجنة الأولمبية ساندا الرياضيين عموماً بكل إمكاناتهما الضئيلة "لكن هذا يتطلب جهودا على مستوى الدولة، ولا سيما أن رياضة الرماية مكلفة جدا، وسيتوفر لراي في قطر إمكانات أكبر بكثير مما تحصل عليه في لبنان".
وكشف أن الأمور قانونية إثر التواصل بين الاتحادين اللبناني والقطري، كما أن عملية الانتقال تمّت بموافقة اللجنة الأولمبية اللبنانية، وإعلام اللجنة الأولمبية الدولية بكافة التفاصيل، حيث منحونا "الموافقة الرسمية"، واصفا الأمر بأنه بمثابة "احتراف دولي".
وإلى تمثيلها لبنان في المحافل الدولية، أحرزت باسيل جولة كأس العالم في التراب في نيقوسيا عام 2016، ونالت ذهبية زوجي المختلط في آسياد جاكرتا 2018.
شرحت باسيل "أعطيت أكثر من طاقتي للبنان، وبمعزل عن العواطف، ينبغي الالتفات إلى التطور والتقدّم، إذ إن الرياضي لديه حقوق والتزامات، واليوم أرى نفسي أعيش حالة رياضية احترافية بامتياز، وقطر أعتبرها بلدي الثاني، حيث قدّموا لي الكثير خلال مسيرتي، وسأمنح نفسي فرصة لتحقيق ميدالية أولمبية".
كشفت أن رئيس الاتحاد القطري للرماية قد خصّها برسالة يقول فيها "+لبنان وقطر بلد واحد وقلب واحد، وأي نجاح سيكون للبلدين+، وأنا لبنانية سأرفع اسم قطر".