اخبار الخليج / اخبار الإمارات

«أبوظبي للصيد والفروسية».. منصة لصون التراث وتعزيز الهوية الوطنية

  • «أبوظبي للصيد والفروسية».. منصة لصون التراث وتعزيز الهوية الوطنية 1/6
  • «أبوظبي للصيد والفروسية».. منصة لصون التراث وتعزيز الهوية الوطنية 2/6
  • «أبوظبي للصيد والفروسية».. منصة لصون التراث وتعزيز الهوية الوطنية 3/6
  • «أبوظبي للصيد والفروسية».. منصة لصون التراث وتعزيز الهوية الوطنية 4/6
  • «أبوظبي للصيد والفروسية».. منصة لصون التراث وتعزيز الهوية الوطنية 5/6
  • «أبوظبي للصيد والفروسية».. منصة لصون التراث وتعزيز الهوية الوطنية 6/6

ابوظبي - سيف اليزيد - هالة الخياط (أبوظبي)
يواصل معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية رسالته في تسليط الضوء على مكونات الهوية الوطنية الإماراتية، وترسيخ مفاهيم صون التراث والحفاظ على الموروث الثقافي للأجيال القادمة. 
فمنذ انطلاقته الأولى، تحوّل المعرض إلى حدث سنوي رائد يجمع بين العراقة والحداثة، ويُعيد الاعتبار لرياضات الآباء والأجداد، ويضعها في إطار معاصر يجذب مختلف فئات المجتمع.
ويُقام المعرض برعاية كريمة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس نادي صقاري الإمارات، تأكيداً على دعم القيادة الرشيدة للمبادرات التي تعنى بالتراث الوطني، وإبراز قيم الأصالة المتجذرة في المجتمع الإماراتي.

منصة للتلاقي الثقافي
ويُعد المعرض بمثابة ملتقى ثقافي إقليمي، حيث يجمع تحت سقفه مشاركات محلية وخليجية وعربية ودولية، ما يعكس مكانة الإمارات جسراً للتواصل الحضاري بين الشعوب. وتأتي مشاركة الشركات والمؤسسات الوطنية والخليجية في مجالات الصقارة والفروسية والحرف اليدوية لتجسد وحدة الهوية الثقافية المشتركة، وتعزز الروابط بين المجتمعات التي تتقاسم القيم والعادات نفسها المرتبطة بالصيد والفروسية والبيئة الصحراوية. كما يشكّل الحدث فرصة لتعريف الزوار من مختلف الجنسيات على جوانب التراث الإماراتي، بما يحمله من معانٍ إنسانية ترتبط بالكرم والشجاعة والارتباط بالطبيعة، وهي قيم عالمية قادرة على مخاطبة الجميع.

تاريخ الإمارات
ومن أبرز أدوار المعرض إسهامه في تعزيز الهوية الوطنية لدى الأجيال الجديدة. فالأجنحة لا تعرض فقط معدات الصيد والفروسية، بل تقدّم سرديات متكاملة عن تاريخ الإمارات، وعلاقة الإنسان ببيئته، وكيف شكّل الصيد بالصقور والفروسية جزءاً من أسلوب حياة يعكس الصبر والقوة والاعتماد على النفس.

رسالة مستمرة
ويثبت معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية عاماً بعد عام قدرته على أن يكون أكثر من مجرد حدث تجاري أو سياحي، بل منصة جامعة تُعيد إحياء قيم الماضي وتغرسها في وجدان الحاضر. 
ويظل المعرض علامة فارقة في المشهد الثقافي للمنطقة، ومنبراً متجدداً يربط الماضي بالحاضر، ليؤكد أن تراث الصيد والفروسية سيبقى جزءاً أصيلاً من الهوية الإماراتية، ومصدراً للإلهام للأجيال القادمة.

تعزيز الهوية الوطنية
أكد راشد محمد الرميثي، مدير جناح هيئة أبوظبي للتراث في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية في الدورة 22، أن مشاركة الهيئة في هذا الحدث العالمي تعكس التزامها الراسخ بحفظ التراث الإماراتي، وتعزيز الهوية الوطنية للأجيال القادمة.
وقال الرميثي إن المعرض يُعد منصة استثنائية للتعريف بالجهود التي تبذلها الهيئة في صون الموروث الثقافي المادي والمعنوي، مشيراً إلى أن الجناح استقطب اهتماماً واسعاً من الزوار بفضل تنوع معروضاته التي تروي جوانب أصيلة من حياة الأجداد.
وأوضح أن الهيئة حرصت هذا العام على تقديم برامج تفاعلية تُعرّف الجمهور بأساليب الصيد المستدام، وكيفية التوفيق بين ممارسة الهوايات التراثية والحفاظ على البيئة، انسجاماً مع توجهات القيادة الرشيدة في تحقيق التنمية المستدامة. وأضاف: «نحن نركز على إبراز قيمة التراث جسراً يربط الماضي بالحاضر، ويعزز انتماء الشباب لجذورهم، بما يضمن استمرار هذا الإرث حياً في الوجدان الوطني».
وأشار الرميثي إلى أن جناح الهيئة يعكس التنوع الكبير في التراث الإماراتي، من الصقارة والفروسية إلى الصناعات اليدوية والمنتجات التراثية، مؤكداً أن المعرض يمثل فرصة ثمينة لتبادل الخبرات مع المشاركين من مختلف دول العالم، وللتعريف بالثقافة الإماراتية بوصفها نموذجاً للتسامح والتنوع.
ويستقبل زوار جناح هيئة التراث شاشة عرض ضخمة تغمرهم في رحلة بصرية فريدة. وهذه الشاشة المبتكرة، التي تعمل بتقنية الأنامورفيك، تحتفي برموز التراث الإماراتي الأصيل. وأكد الرميثي أن مشاركة الهيئة في هذه الدورة ليست مجرد عرض لمقتنيات تراثية، بل رسالة توجهها للعالم بأن الإمارات ماضية في صون موروثها، وتعزيز هويتها الوطنية، وترسيخ مكانة أبوظبي حاضنةً للثقافة والتراث.

1.77 مليون درهم مبيعات مزاد الإبل
شهدت الدورة الـ22 من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية حدثاً استثنائياً تمثل في تنظيم مزاد الهجن العربية الثاني والخمسين الذي حقق أرقاماً قياسية، حيث تجاوزت قيمة المبيعات الإجمالية مليوناً و770 ألف درهم إماراتي، ما يعكس الإقبال الكبير والاهتمام المتزايد بهذا الموروث العريق.
ويأتي هذا النجاح ليؤكد الدور المحوري الذي يلعبه المعرض في دعم تربية الإبل بأساليب مستدامة، وترسيخ مكانته منصةً تراثيةً وثقافيةً رائدةً على مستوى المنطقة والعالم.
وشهد مزاد الهجن مساء أول من أمس حضوراً واسعاً من مُلّاك الهجن ومربيها وعشّاق هذه التراثية من مختلف إمارات الدولة وخارجها، في مشهد يعكس المكانة المتجذّرة للهجن في الوجدان الإماراتي. وتُجسّد الإبل رمزاً حياً للتراث، وامتداداً أصيلاً للماضي، حيث لا تزال تحظى بتقدير كبير بوصفها جزءاً من الهوية الثقافية، ومصدر إلهام في الحفاظ على تقاليد تربية الحيوانات التي توارثتها الأجيال.
واختتم المزاد بتحقيق نتائج مميزة، إذ شهد بيع عدد من «البُكَر» كان أعلاها لبكرة بيعت بسعر نصف مليون درهم، ما يعكس القيمة العالية للسلالات المعروضة. كما تم بيع بُكَر أخرى بأسعار بلغت 200 ألف، 160 ألفاً، و140 ألف درهم. أما فئة «القعود»، فقد سجلت حضوراً قوياً بأسعار متفاوتة، حيث بيع قعود مميز بسعر 140 ألف درهم، ما يعكس تنوع الخيارات وتنافس المشترين على اقتناء الإبل ذات المواصفات العالية.
وتُجسد هذه الأرقام القياسية أهمية المزاد كأحد أبرز فعاليات معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، ودوره الحيوي في دعم استمرارية رياضات الهجن، وتعزيز حضورها في المشهد الثقافي المحلي والإقليمي.
كما تُسهم الإجراءات التنظيمية الدقيقة وضوابط المزايدة المحكمة في ترسيخ شفافية المزاد ومصداقيته، بما يضمن عرض نخبة من الإبل ذات الجودة العالية في كل دورة سنوية. وتواصل المجموعة العلمية المتقدمة، التي تشارك في تنظيم المزاد منذ تأسيسها عام 1990 بتوجيه من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، جهودها في صون هذا الإرث العريق.
وبفضل اعتمادها على تقنيات نقل الأجنة المتقدمة، تُنتج المجموعة سنوياً مئات الإبل المتميزة، ما يُسهم في الحفاظ على السلالات الأصيلة وتعزيز استمرارية الهجن كجزء لا يتجزأ من التراث الإماراتي.
وقد استقطب المزاد هذا العام مئات المزايدين من مختلف أنحاء المنطقة، في مشهد يُجسد الحيوية المتجددة لهذه الرياضة التقليدية، ويُبرز المكانة الرفيعة التي تحظى بها الإبل العربية الأصيلة في دولة الإمارات، ودورها المحوري في ترسيخ الهوية الوطنية، وتعزيز الفخر بالتراث.

ورش تعليمية لنقل قيم المؤسسين إلى الأجيال
يحفل معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية بالفعاليات الموجهة للأطفال، ومن أبرزها جناح الأكاديمية الوطنية لتنمية الطفولة الذي يعكس رسالتها في صون القيم الإماراتية الأصيلة، وتعزيز الهوية الوطنية عبر الأسرة باعتبارها النواة الأساسية لبناء جيل راسخ القيم والولاء للوطن. ويقدم الجناح أنشطة يومية متنوعة حتى 7 سبتمبر، من خلال منصة تعليمية وتربوية تفاعلية، حيث أوضحت الدكتور عامر آل علي مدير إدارة الشراكات والاتصال في الأكاديمية، أن المشاركة تهدف إلى غرس المهارات وإحياء القيم وترسيخ الهوية بما يجسد رؤية الإمارات في تمكين الأسرة وضمان استدامة القيم الأصيلة عبر الأجيال. 
وتنظم الأكاديمية جميع ورشها باللغة العربية ضمن برنامج «أُلفة» الموجه لأولياء الأمور والمعلمين والمتخصصين، متناولاً موضوعات محورية مثل التربية الإيجابية، مهارات التعامل مع الأبناء، دعم الصحة النفسية، والإدارة الأسرية. كما يشمل البرنامج الوطني الصيفي «جيل 71»  ورشاً للأطفال تركز على القيم الوطنية والمهارات الحياتية، مثل فنون الضيافة للفتيات والفتيان، وقيم الرجولة والانتماء للفتيان. ويضم الجناح أيضاً أنشطة تعليمية وترفيهية وورش الحرف اليدوية والرسم والتلوين. 

«الصقّار» عدد خاص يوثق إرث الصقارة ويعزز الصيد المستدام
أصدر نادي صقّاري الإمارات عدداً خاصاً من مجلة «الصقّار» بمناسبة انطلاق الدورة الـ22 من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، ليجسّد دورها منصةً ثقافيةً رائدةً محلياً وعالمياً، تُعنى بالصقارة والصيد المستدام، وتوثيق الإرث الإماراتي الأصيل.
وأكد معالي ماجد علي المنصوري، الأمين العام لنادي صقّاري الإمارات، أن المجلة تُسهم في إبراز المحطات التي شكّلت موسماً من العمل والإنجاز، بما يعكس مكانة الصقارة بوصفها تراثاً ثقافياً عريقاً يمتد من الماضي إلى الحاضر والمستقبل.  وشدد على أن هذه الجهود تأتي بدعم وتوجيهات القيادة الرشيدة، حفاظاً على الهوية الوطنية وصوناً للصقارة باعتبارها إرثاً إنسانياً عالمياً. ويمتد العدد الجديد على 224 صفحة، متضمّناً أكثر من 100 مادة تراثية وثقافية وعلمية عبر 34 باباً متنوعاً، تناولت أبرز تطورات الصقارة عالمياً، إلى جانب دراسات وبحوث عن صون الأنواع والحفاظ على البيئة، وحوارات مع خبراء محليين ودوليين، وترجمات تثري المعرفة المتخصصة. 

سكاكين الصيد إرث يتجدد عبر الأجيال
يعد «قطاع السكاكين» في معرض «أبوظبي الدولي للصيد والفروسية»، أحد أبرز القطاعات التي تجذب عشاق التراث والمهتمين برياضات الصيد التقليدي في المنطقة، حيث تحمل هذه الأدوات في تفاصيلها إرثاً تاريخياً عريقاً يمتد عبر قرون، لتروي قصص الآباء والأجداد الذين جعلوا من السكين رفيقاً دائماً في رحلات البر والصيد. ولا يقتصر حضور الشركات في هذا القطاع على منصات البيع أو العرض، بل تحولت إلى ساحات تواصل ثقافي ومعرفي، تعكس أصالة الموروث الشعبي وأهميته في حياة المجتمعات. واتفق كل من محمد نديم وشكيب علي وألكسندر، المتخصصين في بيع السكاكين وأدوات الصيد، أن سكاكين الصيد التراثية تتميز بكونها أدوات متعددة الوظائف، فقد ارتبطت بحياة الإنسان في الصحراء، إذ كانت وسيلة لا غنى عنها في إعداد الطعام، وتيسير شؤون الحياة اليومية، مشيرين في الوقت نفسه، إلى أن قيمتها لم تقتصر على الناحية العملية، بل ارتبطت بمكانة اجتماعية ورمزية. وأوضحوا أن مشاركتهم في «معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية» بمجموعة من أندر وأفضل قطع «السكاكين»، تأتي في إطار جهودهم الحثيثة في ترسيخ هذا الموروث الثقافي.

مسابقات
خصصت اللجنة المنظمة مسابقة لفئة السكاكين تحت عنوان «أفضل سكين صيد»، وهي مسابقة للأفراد والشركات، تقوم بتقييم أفضل سكاكين الصيد بناء على الجودة والمتانة وسهولة الاستخدام والتصميم الإبداعي المرتبط بالتراث الإماراتي.
وبحسب شروط المسابقة، فإنه يجب أن تكون السكاكين مصنوعة في عام 2023 أو 2024، وأن تكون مقاومة للصدأ وآمنة، وفي الوقت ذاته عملية لأغراض الصيد، كما يتم أخذ الجودة الاستثنائية والقدرة على التحمل والكلفة في الاعتبار.
وحددت اللجنة المنظمة عدداً من الإجراءات والضوابط المتعلقة بشراء وبيع السكاكين، تتضمن منع بيع السكاكين لمن هم دون السن القانونية، على أن يتم تسليم السكاكين إلى المشتري خارج قاعات المعرض عند المغادرة.

Advertisements

قد تقرأ أيضا