اخبار الخليج / اخبار الإمارات

«تريندز» يناقش الحلول المبتكرة لاستدامة الأمن المائي

  • «تريندز» يناقش الحلول المبتكرة لاستدامة الأمن المائي 1/2
  • «تريندز» يناقش الحلول المبتكرة لاستدامة الأمن المائي 2/2

ابوظبي - سيف اليزيد - أبوظبي (الاتحاد)
انطلقت، أمس، أعمال المؤتمر السنوي الخامس للأمن المائي المستدام، الذي ينظمه مركز تريندز للبحوث والاستشارات في أبوظبي، في فندق ريتز كارلتون أبوظبي، ويستمر يومين، تحت عنوان: «الأمن المائي المستدام: توظيف التكنولوجيا والابتكار في بناء مستقبل الأمن المائي»، وذلك بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة، وكبار المسؤولين، والخبراء الدوليين، وممثلي الهيئات الإقليمية والعالمية.
كما تم الإعلان عن «مسابقة تريندز للبحوث في مجال الأمن المائي»، و«مجلس تريندز للشباب للأمن المائي».
حضر حفل الافتتاح وتدشين المعرض المصاحب كلٌّ من، معالي الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، مستشار في ديوان الرئاسة، رئيس مجلس إدارة جمعية واجب التطوعية، ومعالي علي سعيد النيادي، رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الأزمات والكوارث، ومعالي عبدالله بن سلطان عواد النعيمي، وزير العدل، ومعالي المستشار الدكتور حمد سيف الشامسي، النائب العام للاتحاد، والشيخ الدكتور عمار بن ناصر المعلا، ملحق التعليم وعلوم التكنولوجيا لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية مصر العربية، وعلي راشد النيادي، مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، الراعي الرسمي للمؤتمر، واللواء محمد سهيل النيادي، مدير عام مكتب الأسلحة والمواد الخطرة، واللواء سهيل الخييلي، مدير عام الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ بالإنابة، إضافة الى عدد من أصحاب السعادة وكلاء الوزارات والمؤسسات ورؤساء ومديري تحرير وكالة أنباء الإمارات والصحف وعدد من الشركات الراعية وجمهور كبير من المهتمين والباحثين والطلاب.

معرض مصاحب
ومع بداية انطلاق أعمال المؤتمر، افتتح معالي الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، مستشار في ديوان الرئاسة، رئيس مجلس إدارة جمعية واجب التطوعية، ومعالي علي سعيد النيادي، رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الأزمات والكوارث، يرافقهما عدد من أصحاب المعالي والسعادة وكبار الشخصيات، المعرض المصاحب الذي يجمع بين المعرفة والخبرة العملية، بمشاركة 9 جهات حكومية وخاصة، في حدث يشكّل منصة تفاعلية تجمع بين المعرفة والتجربة العملية، ويبرز الجهود المؤسسية والوطنية المبذولة في مجال إدارة الموارد المائية، وضمان استدامتها.
ويتيح المعرض للزوار والمشاركين فرصة الاطلاع على أحدث الحلول والأفكار المبتكرة، والتعرّف على نماذج وتجارب رائدة في إدارة المياه وحماية الموارد الطبيعية، بما يعزّز تكامل الحوار الأكاديمي مع التجارب العملية.
كما يضم المعرض جناحاً خاصاً بمركز تريندز للبحوث والاستشارات، حيث يتم عرض مجموعة من أبرز إصدارات المركز ودراساته المتخصصة، لا سيما المرتبطة بمحاور المؤتمر. 
ويُبرز الجناح الدور الريادي لـ«تريندز» في إنتاج المعرفة وتحليل القضايا العالمية والإقليمية، إلى جانب منح الحضور فرصة للتفاعل المباشر مع الباحثين والخبراء المشاركين.

أبرز تحديات البشرية
وفي كلمة ترحيبية في بداية اعمال المؤتمر، أكد الدكتور محمد عبد الله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، أهمية مناقشة قضايا الأمن المائي باعتبارها من أبرز التحديات التي تواجه البشرية في القرن الحادي والعشرين.
وأوضح الدكتور العلي أن تقريراً مشتركاً لمنظمتي الصحة العالمية واليونيسف، الصادر في أغسطس 2025، كشف أن نحو 2.1 مليار شخص حول العالم لا يزالون يفتقرون إلى مياه شرب مُدارة بأمان، فيما يعاني نحو أربعة مليارات شخص – أي ما يقارب ثلثي سكان العالم – من ندرة حادة في المياه لمدة شهر واحد على الأقل سنوياً.

قضايا محورية
وأشار إلى أن قضية الأمن المائي ترتبط بشكل وثيق بقضايا محورية عدة، من أبرزها التكيّف مع تغيّر المناخ، وأنظمة الغذاء، والاستقرار الاقتصادي والسياسي، والتنمية المستدامة. 
وأكد أن الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة نصّ على ضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع، وإدارتها إدارة مستدامة، لافتاً إلى أن الأمن المائي يتقاطع مع أهداف أخرى مثل القضاء على الفقر، وتحقيق الأمن الغذائي، وضمان الصحة الجيدة، والعمل المناخي، وحماية النظم البيئية.
وأوضح أن تنظيم هذا المؤتمر يهدف إلى استعراض مقاربات عملية تُسهم في مواجهة تحديات الأمن المائي، من خلال توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي؛ لإيجاد حلول مبتكرة لهذا التحدي المتفاقم.
كما تطرّق الرئيس التنفيذي لمركز تريندز إلى استضافة دولة الإمارات وجمهورية السنغال مؤتمر الأمم المتحدة للمياه في الفترة من 2 إلى 4 ديسمبر 2026، مشيراً إلى أن هناك رهاناً عالمياً على قيادة الإمارات لجهود إنجاح هذا المؤتمر، كما نجحت سابقاً في قيادة العمل المناخي الدولي خلال مؤتمر الأطراف «كوب28» الذي تُوِّج بـ «اتفاق الإمارات» التاريخي.
وفي ختام كلمته، وجّه الدكتور العلي الشكر إلى الشركاء الإعلاميين، ورعاة المؤتمر، والمؤسسات المشاركة في المعرض المصاحب، إضافة إلى الخبراء والمشاركين والمتحدثين في جلسات المؤتمر، مثمّناً كذلك جهود فرق العمل في مركز تريندز التي أسهمت في إنجاح هذا الحدث العلمي والمعرفي.
وعقب ذلك، دعا الدكتور محمد العلي، عبدالله بالعلاء، مساعد وزير الخارجية لشؤون الطاقة والاستدامة بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، لإلقاء الكلمة الرئيسية في المؤتمر.

منارة عالمية
أكّد عبدالله بالعلاء، مساعد وزير الخارجية لشؤون الطاقة والاستدامة بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، أن مركز تريندز أصبح منارة فكرية عالمية تجمع بين البحث الأكاديمي الرصين والتحليل الاستراتيجي العميق والدبلوماسية العلمية، ليسهم بذلك في دعم صناعة القرار على المستويين الإقليمي والدولي.
وأكّد أن المؤتمر يسعى للتركيز على تسريع تنفيذ الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، وأن «هذا الهدف مُحفّز ومُمكّن لجميع أهداف التنمية المستدامة، وجميع أهدافنا المجتمعية والبيئية والاقتصادية العالمية».
وقال إن مؤتمر تريندز حول الأمن المستدام يشكل حلقة أساسية في ونقطة انطلاق لعصر جديد للدبلوماسية المائية والبحث عن حلول تعاونية.

تحديات المستقبل
في كلمة رئيسية أيضاً، أكد المهندس أحمد محمد الرميثي، وكيل دائرة الطاقة، أن الأمن المائي يمثل محوراً رئيسياً في أولويات دولة الإمارات الوطنية، مشيراً إلى ارتباط هذا التوجه بمبادرة محمد بن زايد للماء التي تجسد رؤية القيادة في مواجهة أحد أبرز تحديات المستقبل.
وبيّن أن الاستراتيجية الشاملة للأمن المائي تقوم على ثلاثة محاور أساسية، هي: ضمان أمن الإمدادات، وتعظيم القيمة الاقتصادية للموارد المائية، وتحقيق التكامل في إدارة الطلب والعرض. وأضاف أن هذه المحاور تمنح أبوظبي القدرة على المضي قدماً بثقة، وترسيخ مكانتها كنموذج ريادي ومرجعي في قطاع المياه العالمي.
وشدد الرميثي على أن تحقيق الأمن المائي يتطلب ما هو أبعد من الحلول قصيرة المدى، داعياً إلى إدارة منظمة، ومشاريع قابلة للتوسع، والتزام طويل الأمد. مؤكداً أن الاستثمار المستمر في التقنيات، وتعزيز ثقافة الابتكار، يمثلان الركيزة لضمان الموارد المائية، وترسيخ معايير جديدة عالمياً في مجالي المرونة والاستدامة.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن الإمارات، بقيادة رؤيتها الطموحة، ماضية بعزيمة وإصرار نحو تجاوز تحديات شح المياه عبر حلول عملية وجهود متواصلة وقيادة استشرافية.
ومع انطلاق أعمال المؤتمر، تم الإعلان عن مبادرتين مهمتين تهدفان إلى تعزيز البحث العلمي وتمكين الشباب في مجال الأمن المائي، حيث أعلن مركز تريندز للبحوث والاستشارات إطلاق «مسابقة تريندز للأبحاث في مجال الأمن المائي»، في خطوة تهدف إلى تشجيع البحث العلمي والابتكار في قضايا المياه والاستدامة، وتوفير منصة للباحثين والأكاديميين لاستعراض أفكارهم ومبادراتهم المبتكرة.
كما تم، مع انطلاق جلسات اليوم الأول للمؤتمر السنوي الخامس للأمن المائي المستدام، الإعلان عن إطلاق «مجلس تريندز للشباب في مجال الأمن المائي».
وقال زايد الظاهري، نائب رئيس مجلس شباب تريندز، إن المجلس يهدف إلى خلق منصة تفاعلية للشباب للتواصل مع الخبراء والمختصين في القطاعين الحكومي والخاص، وتبادل الأفكار والمبادرات المبتكرة التي تسهم في مواجهة أزمة المياه العالمية وتعزيز الاستدامة البيئية.

جلسات حوارية
بدأت جلسات اليوم الأول بوجود كل من الباحث الرئيسي عبد العزيز الشحي، نائب رئيس قطاع البحوث بتريندز، والباحثة موزة المهيري، وتضمنت ثلاث جلسات نقاشية رئيسية، ركزت كل واحدة منها على جانب محدد من جوانب الأمن المائي. ويواصل المؤتمر أعماله اليوم ببرنامج ثري يجمع بين المناقشات العلمية والعروض العملية في المعرض المصاحب، بما يؤكد التزام «تريندز» بدوره كمركز فكري عالمي يسعى إلى تعزيز الحوار المعرفي، وتقديم حلول عملية مبتكرة، والمساهمة في بناء مستقبل أكثر أمناً واستدامة للأجيال القادمة.

تكريم الشركاء
شهدت فعاليات المؤتمر تكريم عدد من أصحاب المعالي والسعادة، إضافة إلى الرعاة والشركاء الاستراتيجيين والإعلاميين الذين أسهموا في دعم هذا الحدث العلمي المهم.
ويحظى المؤتمر بدعم إعلامي واسع من نخبة المؤسسات الإعلامية في الدولة.

Advertisements

قد تقرأ أيضا