اخبار العالم

هل تركيا جادة في مواجهة مشروع تقسيم سوريا؟!

هل تركيا جادة في مواجهة مشروع تقسيم سوريا؟!

منذ لحظة سقوط النظام السوري السابق، برز ​التنافس التركي الإسرائيلي​ على "التركة"، حيث سعت الولايات المتحدة إلى وضع إطار له، يحول دون إنفجار الأوضاع بشكل كامل، الأمر الذي عبر عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال إستقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بالإشارة إلى أنه أبلغه أنه "يحب" الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

إنطلاقاً من ذلك، طافت العديد من المسارات الهادفة إلى منع الصدام بين الجانبين، الذي كان عبر أذربيجان، إلا أن ذلك لم يحل دون إستمرار التوترات، خصوصاً أن أنقرة تضع كل ثقلها في دعم أحمد الشرع، وهو ما كان واضحاً بعد أحداث محافظة السويداء.

في هذا الإطار، بادرت أنقرة، في الأيام الماضية، إلى الإعلان عن أن دمشق طلبت منها رسمياً الدعم، لتعزيز قدراتها الدفاعيّة ومكافحة التنظيمات الإرهابيّة، بالتزامن مع طلبها من "​قوات سوريا الديمقراطية​" تنفيذ الاتفاق الموقع مع دمشق، في حين كان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قد أعلن أن بلاده ستتدخل، إذا اتجهت جهات، وصفها بـ"الانفصاليّة"، إلى التقسيم، وستعتبر ذلك تهديداً لأمنها القومي.

من حيث المبدأ، تعتبر تركيا أن إسرائيل الداعم الرئيسي لمشروع التقسيم، ما يدفعها إلى التعبير عن قلقها من إنعكاس ذلك على واقعها الداخلي، لا سيما إذا ما شمل "قوات سوريا الديمقراطية"، ذات الأغلبية الكردية، بالرغم من أنها كانت، في الفترة الماضية، قد توصلت إلى إتفاق مع حزب "العمال الكردستاني"، وبالتالي من المفترض أن يكون ذلك دافعاً إلى الحد من مخاوفها.

ما تقدم، يدفع إلى السؤال عما يمكن أن تقدمه أنقرة لإسقاط ​مشروع التقسيم في سوريا​، في حين هي لم تبادر إلى إتخاذ أي خطوة، من الممكن أن توضع في إطار الدفاع عن السلطة الجديدة، في مواجهة الضربات الإسرائيليّة، وهو ما تؤكّده مختلف المؤشرات أنها لن تبادر إليه في المستقبل، بسبب التداعيات على علاقتها مع واشنطن.

هنا، قد يكون من الطبيعي السؤال أيضاً عن حقيقة الموقف الأميركي، نظراً إلى أن واشنطن تغطي خطوات تل أبيب العسكرية، لكنها في الوقت نفسه تعطي إنطباعاً أنها لا تريد أن يقود ذلك إلى صدام مع أنقرة، ما يعني أنها تراهن على القدرة لمنع حصول الصدام الكبير بين حلفائها، إلا أن الجميع يدرك أنها، في حال حصول ذلك، ستكون إلى جانب إسرائيل.

في هذا المجال، من الممكن وضع التحركات التركية، بعد رسم إسرائيل خطوطاً حمراء في الجنوب السوري، في إطار السعي إلى رسم خطوط مقابلة، تتعلق بما يعنيها من ​الجغرافيا السورية​، خصوصاً أن التوضيحات، بعد التهديدات التي كان قد أطلقها فيدان، تصب في هذا الإتجاه، وبالتالي تحرك أنقرة العسكري، في حال حصوله، لن يكون ضد تل أبيب، بل ضد من تصفهم بـ"الجهات الانفصالية"، الذين هم حكماً ليسوا الدروز في السويداء.

بناء على ما هو مذكور في الأعلى، من الطبيعي طرح علامات الإستفهام حول المواقف التي ستكون حاضرة، في حال إندلاع مواجهة عسكرية بين السلطة الجديدة و"قوات سوريا الديمقراطية"، على إعتبار أن أنقرة ترى أنها في المواجهة التي تعنيها، في حين من المتوقع أن تدعم تل أبيب موقف "قسد"، من دون حسم مسألة تدخلها المباشر كما حصل في السويداء، في وقت تسعى واشنطن، بالإضافة الى جهات أوروبية، لتفادي ذلك، في ظل الشراكة العسكرية التي تجمعها مع الأكراد.

في المحصلة، ليس هناك ما هو واضح، بالنسبة إلى مصير العلاقة بين "قسد" ودمشق، بما يعنيه ذلك من تداعيات على التنافس التركي الإسرائيلي في سوريا، خصوصاً أن سلوك السلطة الجديدة، حيال مختلف المكونات، لا يشجع على الإندماج معها، ليبقى السؤال عما إذا كانت تركيا في وارد الذهاب بعيداً بالدفاع عنها، تحت عنوان منع التقسيم، أم ستكتفي بالسعي إلى الحصول على حصة معينة من النفوذ الجغرافي.

كانت هذه تفاصيل خبر هل تركيا جادة في مواجهة مشروع تقسيم سوريا؟! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النشرة (لبنان) وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

قد تقرأ أيضا