الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من واشنطن: أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، بتصريحات متناقضة، على حد وصف الصحافة العالمية، ومن بينها صحافة تل أبيب، حيث أشارت "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن تفاعل ترامب مع الغارة الإسرائيلية التي استهدفت قادة حركة حماس في قطر، جاء متناقضاً.
ووفقاً لتقارير فقد منح ترامب الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ ضربتها على الدوحة، ثم قال إنه لم يتخذ قراراً بضرب الدوحة، وأن الأمر برمته يعود إلى قرار اتخذته إسرائيل، قبل أن يؤكد أنه طلب من ويتكوف ابلاغ القطريين بأنه هناك ضربة إسرائيلية وشيكة، ليقر فيما بعد بأن التحرك الأميركي كان متأخراً، مما يؤشر إلى أن تصريحات ترامب كما جرت العادة تحمل كماً هائلاً من المتناقضات.
ترامب كتب على موقع "تروث سوشيال" أن الضربة الإسرائيلية "لا تخدم أهداف إسرائيل أو أميركا، القضاء على حماس، التي استفادت من بؤس سكان غزة، هو هدف جدير بالاهتمام". وأضاف "أعتقد أن هذا الحادث المؤسف يمكن أن يكون بمثابة فرصة للسلام".
وقال ترامب إنه تلقى تحذيرا من الجيش الأميركي بشأن الضربة الإسرائيلية في الدوحة، وأنه وجه على الفور المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف لإبلاغ قطر بما سيحدث، "وهو ما فعله، للأسف، بعد فوات الأوان لوقف الهجوم".
وتابع الرئيس الأميركي:"هذه الضربة كانت قرارا اتخذه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، لم يكن قرارًا اتخذته أنا". وأشاد ترامب بقطر، قائلا إن الدولة الخليجية الوسيطة "تعمل بجد وشجاعة وتخاطر معنا للتوسط في السلام".
وقال "أعتبر قطر حليفًا وصديقًا قويًا للولايات المتحدة وأشعر بالأسف الشديد تجاه موقع الهجوم". وأكد ترامب رغبته في رؤية إطلاق سراح جميع الرهائن ونهاية الحرب "الآن" وأشار إلى أنه تحدث مع نتانياهو بعد الغارة الإسرائيلية، وأن نتانياهو أبلغه أنه "يريد صنع السلام".
وأضاف ترامب أنه تحدث أيضا إلى أمير قطر ورئيس وزرائها وشكره على "دعمهما وصداقتهما لبلدنا". وقال ترامب "أكدت لهم أن مثل هذا الأمر لن يحدث مرة أخرى على أراضيهم"، مضيفا أنه وجه أيضا وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية التعاون الدفاعي مع قطر.
وكان منشور ترامب مطابقًا تقريبًا لبيان أصدرته السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت خلال مؤتمر صحفي قبل عدة ساعات.
أوروبا غاضبة بشدة
قوبل الهجوم الإسرائيلي على الدوحة بسيل متواصل من الإدانات طيلة فترة ما بعد الظهر والمساء، فقد كتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على موقع X: "إن الضربات تنتهك سيادة قطر وتهدد بمزيد من التصعيد في جميع أنحاء المنطقة"، داعيا إلى "وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وزيادة هائلة في المساعدات إلى غزة".
كما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الإضرابات "غير مقبولة مهما كان السبب". وأضاف أنه "لا ينبغي تحت أي ظرف من الظروف أن تنتشر الحرب في المنطقة بأكملها".
كما دخلت إسبانيا، التي تدهورت علاقاتها مع إسرائيل في الأيام الأخيرة، على الساحة أيضًا. وفي بيان صادر عن وزارة خارجيتها، أعلنت مدريد أن الهجمات انتهكت "السيادة الإقليمية القطرية" في "انتهاك صارخ للقانون الدولي"، ودعت إلى "وقف فوري للعنف والعودة إلى المفاوضات الدبلوماسية".
وأعربت ألمانيا، الحليف الأقرب لإسرائيل بعد الولايات المتحدة، عن استيائها من الهجوم، حيث وصف وزير خارجيتها يوهان واديفول الهجوم بأنه "غير مقبول". وقال في بيان إن "هجوم إسرائيل على الدوحة لا ينتهك السيادة الإقليمية لقطر فحسب، بل يعرض للخطر كل جهودنا لتأمين إطلاق سراح الرهائن".
قال واديفول: "تلعب قطر دورًا محوريًا في الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن. أدعو بشدة إلى بذل كل جهد ممكن الآن للتوصل إلى وقف إطلاق نار نهائي، والسماح للرهائن بالعودة إلى عائلاتهم".
وأصدرت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي أيضا بيانات شديدة اللهجة مماثلة تعارض تصرفات إسرائيل. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الضربات كانت "انتهاكا صارخا لسيادة قطر وسلامة أراضيها". وقال غوتيريش للصحفيين "يجب على جميع الأطراف العمل من أجل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وليس تدميره".
وقال الاتحاد الأوروبي إن "الغارة الجوية التي نفذتها إسرائيل اليوم ضد قادة حماس في الدوحة تشكل انتهاكا للقانون الدولي وسلامة أراضي قطر، وتهدد بمزيد من تصعيد العنف في المنطقة".