اخبار العالم

الملك تشارلز يروي قصة المصاهرة الأميركية التي لم تكتمل

الملك تشارلز يروي قصة المصاهرة الأميركية التي لم تكتمل

الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من لندن: ليست كل مأدبة دولة تُكتب لها ذاكرة، لكن تلك التي شهدتها قاعة القديس جورج في قلعة وندسور مساء الأربعاء، حملت ما يتجاوز المراسم المعتادة؛ لحظة خفيفة الظل، مبنية على واقعة قديمة، أعاد الملك تشارلز الثالث إحياءها بروح الدعابة البريطانية، فتحوّلت أمسية البروتوكول إلى مسرحٍ صغير للتاريخ الشخصي.

ففي مأدبة رسمية أقيمت على شرف زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبين تفاصيل الزينة المترفة والكرستالات اللامعة، ارتفع صوت الملك تشارلز بخطاب اتسم بالدفء والبراعة، استعرض فيه محطات العلاقة "الخاصة" بين البلدين، وقال: "لقد قاتلنا ومتنا معاً من أجل القيم التي نعتز بها. ابتكرنا، وتاجرنا، واحتفلنا، وحزنا، ووقفنا معاً في أفضل الأوقات وأسوأها".

ثم، دون إنذار، التفت الملك إلى الحضور بقصة طريفة من زمنٍ مضى، تعود إلى زيارة الرئيس ريتشارد نيكسون في السبعينيات، حين بدا الأخير مولعًا بالعائلة المالكة إلى حد لم يخفه، بل حاول ترجمته إلى "مصاهرة تاريخية". قال الملك مازحًا، وهو يستدعي تلك اللحظة: "لو نجحت وسائل الإعلام في السبعينيات في محاولتها لتعميق العلاقة الخاصة، لربما كنت قد تزوجت من عائلة نيكسون!". كانت تلك الجملة كفيلة بإضفاء طابع حميم على المشهد، كأنّ الزمان انثنى للحظة، وأعاد تشكيل العلاقات الكبرى في هيئة اقتراح زواج.

أما الرئيس ترامب، الذي جلس بين الملك والأميرة كاثرين، فقد أبدى ارتياحًا لافتًا، وعبّر عن امتنانه العميق قائلًا إن هذه المناسبة تُعد "واحدة من أسمى مراتب الشرف في حياته". ثم، بروحه المعهودة، أطلق مزحة أثارت ضحك الحاضرين حين أعرب عن أمله أن يكون "الرئيس الأميركي الوحيد الذي يحظى بزيارتي دولة".

في خروجه عن النص الرسمي، أشاد ترامب بـ"الشعب البريطاني ذي قلوب الأسود"، وامتدح الملك على معرفته "المذهلة" بأسماء الضيوف. كما خصّ الأمير ويليام بإطراء مباشر، واصفًا إياه بأنه "نجاح لا يُصدَّق في المستقبل"، وأضاف عن الأميرة كاثرين أنها "متألقة وجميلة جدًا".

وكانت الأناقة حاضرة بقوة في هذا المساء. الأميرة كاثرين ارتدت فستانًا أبيض بتصميم من فيليبا ليبلي، وتوجت إطلالتها بتاج ماسٍ بديع، بينما اختارت الملكة كاميلا ثوبًا من الحرير الملكي الأزرق وتاجًا من الياقوت والألماس يعكس كلاسيكية رصينة. وحضر المأدبة عدد من أفراد العائلتين، من بينهم تيفاني ترامب وزوجها مايكل بولوس.

وفي ختام السهرة، وبين الكؤوس المرفوعة والابتسامات المتبادلة، بدا أن "الرابطة الاستثنائية" بين البلدين لا تقف فقط على المعاهدات والأمن والدفاع، بل تمرّ أحيانًا عبر الحكايات الجانبية؛ تلك التي تختصر كل السياسة في اقتراح زواج لم يتم.

Advertisements

قد تقرأ أيضا