الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من نيويورك: فرضت الولايات المتحدة قيودا صارمة على الوفد الإيراني المشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث قيدت حركتهم ومنعت وصولهم إلى متاجر الجملة وأماكن بيع السلع الفاخرة.
وقال تومي بيغوت، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، إن هذه الخطوة تهدف إلى "زيادة الضغوط" على المؤسسة الدينية في إيران، متهماً إياها بالسماح للسلطات بالاستمتاع بالتسوق الفاخر في الخارج بينما يواجه الإيرانيون العاديون "الفقر والبنية الأساسية المتهالكة ونقص المياه والكهرباء".
يجتمع زعماء العالم في نيويورك كل شهر سبتمبر (أيلول) لحضور عدة أيام من إلقاء الخطب في الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة، والتي تبدأ دورتها الثمانين يوم الثلاثاء.
ويشكل الاقتصاد التحدي الأكبر لرجال الدين الحاكمين في إيران، الذين يخشون إحياء الاحتجاجات التي اندلعت منذ عام 2017 من قبل المجتمعات ذات الدخل المنخفض والمتوسط الغاضبة من الفقر المتزايد بسبب العقوبات وسوء الإدارة والفساد الحكومي.
ورغم أن طهران تكن قدرا كبيرا من عدم الثقة بالولايات المتحدة، والرئيس دونالد ترامب على وجه الخصوص، فإنها تشعر بقلق متزايد من أن الغضب العام المتزايد بسبب الصعوبات الاقتصادية قد يضعف المؤسسة الحاكمة.
ولهذا السبب، وعلى الرغم من الموقف المتشدد الذي يتبناه الزعماء الدينيون في إيران في العلن، فإن طهران تفضل الدبلوماسية لحل النزاع المستمر منذ عقود مع الغرب بشأن برنامجها النووي، وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون وإسرائيل طهران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران منذ فترة طويلة.
وتصاعدت التوترات بين طهران وواشنطن منذ يونيو (حزيران) الماضي، عندما انضمت الولايات المتحدة إلى إسرائيل وهاجمت المواقع النووية الإيرانية خلال الحرب التي استمرت 12 يوما بين إسرائيل وإيران.
وقال بيغوت إن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أمر بحصر الوفد الإيراني في الطرق بين فندقه ومقر الأمم المتحدة للقيام بمهام رسمية فقط. ولم تعلق وزارة الخارجية الإيرانية على القيود التي فرضتها وزارة الخارجية الأميركية.
يقع مقر الأمم المتحدة في وسط مانهاتن. قبل القيود الجديدة، كان يُسمح لأعضاء الوفد الإيراني بالتنقل بين الأمم المتحدة، والبعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، ومقر إقامة السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، ومطار جون إف كينيدي الدولي في حي كوينز بمدينة نيويورك.
وقال بيغوت "إن أمن الأميركيين يظل على رأس أولوياتنا"، مضيفا أن الولايات المتحدة لن تسمح للنظام الإيراني باستغلال الجمعية العامة للأمم المتحدة لتعزيز ما أسماه "أجندته الإرهابية" أو التمتع بالامتيازات التي حرم منها شعبه.
وأضاف أن "هذه الإجراءات ترسل رسالة واضحة: الولايات المتحدة تقف إلى جانب الشعب الإيراني في سعيه لتحقيق المساءلة ومستقبل أفضل".