الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من نيويورك: حظي الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع بفرصة تاريخية لتوجيه كلمة شاملة للعالم عن الأوضاع في سوريا اليوم، ورؤيته لسوريا الغد، ويمكن القول إنه "خطاب الفرصة التاريخية" لسوريا بالنظر إلى أنها فرصة لمخاطبة العالم يحظى بها رئيس سوري لأول مرة منذ صيف 1967، أي منذ 58 عاماً، فضلاً عن تاريخية الخطاب في ظل التطورات الإقليمية والعالمية الراهنة.
— عبدالله البندر (@a_albander)كلمة الرئيس السوري أحمد الشرع في الأمم المتحدة، أول حضور لرئيس سوري على منبر الأمم المتحدة منذ عام 1967م.
— عبدالله البندر (@a_albander) September 24, 2025
الكلمة كاملة 🇸🇾 pic.twitter.com/YFipAibnRt
وفي التقييم العام لخطاب الشرع، فقد تفاعلت منصات التواصل الاجتماعي بقوة معه، وقال البعض أن الخطاب كان طويلاً إلى حد كبير، حيث يتوجب الاختصار أكثر من ذلك، كما أنه كان مشبعاً نوعاً ما بالروح العاطفية والدينية على الرغم من أن نسبة كبيرة ممن تلقوا الخطاب دول وقيادات علمانية، كما أن الخطاب ركز على جوانب تتعلق بالإعمار والاقتصاد والمستقبل المستقر، وهو الجانب الذي يبعث على الأمل في سوريا أفضل حالاً، وأكثر استقراراً.
فقد تحدث الشرع، الأربعاء، خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الثمانين عن الواقع السوري الداخلي والعلاقات الخارجية والاستثمارات على طريق إعادة الإعمار، وتطرق للاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على أراضي سوريا، مؤكدا التزام بلاده باتفاق فض الاشتباك عام 1974.
الحكاية السورية.. صراع بين الخير والشر
وقال الشرع إن "الحكاية السورية حكاية تهيج فيها المشاعر ويختلط فيها الألم بالأمل، هي حكاية صراع بين الخير والشر وبين الحق الضعيف الذي ليس له مناصر إلا الله والباطل القوي الذي يملك كل أدوات القتل والتدمير".
وأضاف أن "حكايتنا عبرة من عبر التاريخ وهي تمثيل حقيقي للمعاني الإنسانية النبيلة في هذه المعركة الأزلية بين الحق والباطل تروى الرواية السورية لتحكي فصلا جديدا من فصول هذا الصراع فصلا مشرقا وعظيما بالإبداع زاخر بالمواجهة والإصرار والصبر والعذاب والألم والتضحية والفداء".
وتابع الرئيس السوري: "لقد جئتكم من دمشق عاصمة التاريخ ومهد الحضارات تلك البلاد الجميلة التي علمت الدنيا معنى الحضارة وقيمة الإنسان والتعايش السلمي لتصبح منارة يقتدي بها العالم".
وأكمل: "سوريا ومنذ 60 عاما وقعت تحت وطأة نظام ظالم يجهل قيمة الأرض التي حكمها ويقهر الشعب الودود المسالم الذي صبر لسنين طويلة على الظلم والقهر والحرمان ثم ثار الشعب مناديا بحريته وكرامته فقوبل بالقتل والتنكيل والحرق والاغتصاب والتهجير".
ووفقاً لما نقله موقع "سكاي نيور"، فقد أضاف: "لقد استخدم النظام السابق في حربه على شعبنا أبشع أدوات التعذيب والقتل والتهجير وإثارة الفتن الطائفية، واستخدم المخدرات كسلاح ضد الشعب والعالم، مزق بلادنا طولا وعرضا وهدم أهم حواضر التاريخ فيها واستقدم قوات أجنبية وميليشيات وعصابات من أصقاع الأرض وارتهن بلادنا الجميلة".
(الشرع والشيباني أثناء تجهيز الخطاب)
الأسد قتل مليون سوري
وقال الرئيس السوري: "لقد قتل النظام السابق نحو مليون إنسان وعذب مئات الآلاف وهجر نحو 14 مليون إنسان وهدم مايقرب من مليوني منزل فوق رؤوس ساكينيها، لقد استهدف الشعب الضعيف بالأسلحة الكيميائية بما يزيد عن مئتي هجوم موثق، نعم لقد استنشق أطفالنا وشبابنا ونساؤنا الغازات السامة، لقد فعل النظام السابق كل ذلك ليسكت صوت الحق، ومع كل ذلك الإجرام أنهى أي لغة سياسية للحل رغم ماكان يعرض عليه".
وتابع: "فما كان أمام هذا الشعب سوى أن ينظم صفوفه وأن يستعد للمواجهة التاريخية الكبرى في عمل عسكري خاطف، مواجهة أسقطت منظومة إجرام استمرت لستين عاما، عمل عسكري كان ملؤه الرحمة والخير وتغليب العفو والتسامح، معركة عسكرية لم تتسبب بتهجير إنسان ولا قتل مدني، استعاد الشعب فيها حقه وانتصر لظلمه".
سوريا تنتصر للعالم أجمع
وأكمل: "نعم لقد انتصرنا للمظلومين والمعذبين والمهجرين قسرا، لقد انتصرنا لأمهات الشهداء والمفقودين، انتصرنا لكم جميعا أيها العالم انتصرنا لمستقبل أبنائنا وأبنائكم ومهدنا الطريق لعودة اللاجئين إلى ديارهم ودمرنا تجارة المخدرات التي كانت تنتقل من بلادنا إلى بلادكم زمن النظام السابق".
وأكد أن "سوريا تحولت مع هذا النصر من بلد يصدر الأزمات إلى فرصة تاريخية لإحلال الاستقرار والسلام والازدهار لسوريا وللمنطقة بأسرها".
ولفت إلى أن "الإنجاز السوري الفريد والتكاتف الشعبي الحاصل دفع بأطراف لمحاولة إثارة النعرات الطائفية والاقتتالات البينية سعيا لمشاريع التقسيم وتمزيق البلاد من جديد، غير أن الشعب السوري كان يملك من الوعي ما يمنعه من استمرار حصول الكوارث والعودة بسوريا إلى مربعها الأول".
وقال: "عملت الدولة السورية على تشكيل لجان لتقصي الحقائق ومنحت الأمم المتحدة الإذن بالتقصي وخلصت إلى نتائج متماثلة بشفافية غير معهودة في سوريا، واـعهد بتقديم كل من تلطخت يداها بدماء الأبرياء إلى العدالة".
وماذا عن التهديدات الإسرائيلية؟
وفيما يخص التهديدات الإسرائيلية قال الشرع: "لم تهدأ التهديدات الإسرائيلية بحق سوريا، السياسات الإسرائيلية تعمل بشكل يخالف الموقف الدولي الداعم لسوريا وشعبها، في محاولة لاستغلال المرحلة الانتقالية مما يعرض المنطقة للدخول في دوامة صراعات جديدة لا يعلم أحد أين تنتهي".
وتابع: "إزاء ذلك تستخدم سوريا الحوار والدبلوماسية لتجاوز هذه الأزمة وتتعهد بالالتزام باتفاق فض الاشتباك لعام 1974، وتدعو المجتمع الدولي للوقوف إلى جانبها، في مواجهة هذه المخاطر واحترام سيادة ووحدة الأراضي السورية ".
وأكد الشرع: "سياستنا تقوم على عدة ركائز، الدبلوماسية المتوازنة والاستقرار الأمني والتنمية الاقتصادية، عملنا على ملء فراغ السلطة ودعونا لحوار وطني جامع وأعلنا عن حومة ذات كفاءات وعززنا مبدأ التشارك وأسسنا هيئة وطنية للعدالة الانتقالية وأخرى للمفقودين وأعدنا هيكلة المؤسسات المدنية والعسكرية عبر حل جميع تحت مبدأ حصر السلاح بيد الدولة".
وتابع: "بنشاط دبلوماسي مكثف استعادت سوريا علاقاتها الدولية وأنشأت شراكات إقليمية وعالمية وتوجهت برفع معظم العقوبات تدريجيا ونطالب برفعها بشكل كامل حتى لا تكون أداة تكبيل للشعب السوري ومصادرة حريته من جديد".