تام شمس - الأربعاء 6 أغسطس 2025 01:43 مساءً - حذّرت الصين من تزايد استخدام البيانات البيومترية في المشاريع المرتبطة بالعملات المشفرة، مشيرةً إلى أن برامج مسح قزحية العين التي تعمل تحت غطاء توزيع الأصول الرقمية قد تهدد خصوصية الأفراد بل وحتى الأمن القومي.

وفي نشرة أمنية عامة نُشرت يوم الأربعاء، أوضحت وزارة أمن الدولة الصينية (MSS) عدداً من المخاطر الناشئة المرتبطة بتقنيات التعرف البيومتري، بما في ذلك جمع بيانات الوجه وبصمات الأصابع ومسح قزحية العين.

وأشارت الوزارة إلى شركة أجنبية لم تُسمِّها، قالت إنها "تحت ستار إصدار رموز عملة مشفرة، قامت بمسح وجمع معلومات قزحية العين من مستخدمين حول العالم ثم نقلت مصدر البيانات"، مؤكدةً أن ذلك "يشكّل تهديداً لأمن المعلومات الشخصية بل وحتى للأمن القومي".

ويبدو أن الإشارة موجّهة إلى مشروع World التابع لسام ألتمان، المعروف بجمع بيانات قزحية العين مقابل منح رموز World WLD على مستوى عالمي. ووفقاً لموقعه الإلكتروني، يعمل المشروع في 160 دولة، لكن الصين ليست من بينها.

تسريب بيانات القزحية لا رجعة فيه

وصفت وزارة أمن الدولة التعرف على قزحية العين بأنه طريقة بيومترية عالية الدقة تُستخدم عادة في المناطق الحساسة، وهي سمات تجعلها هدفاً جذاباً لسوء الاستخدام. وأكدت أن هذه "المفاتيح" البيومترية، في حال تم تسريبها، من شبه المستحيل تغييرها.

كما تم التحذير من التعرف على الوجه باعتباره مصدر قلق بالغ، حيث "يمكن أن يؤدي التخزين غير السليم للبيانات ذات الصلة إلى تسريبات، وهو ما لا يهدد الخصوصية الشخصية وأمن الممتلكات فحسب، بل يشكل أيضاً خطراً على الأمن القومي".

وأشارت السلطات إلى حالات استخدمت فيها وكالات استخبارات أجنبية بيانات وجه مزيفة لتنفيذ عمليات تجسس، بما في ذلك التسلل إلى أماكن عمل حساسة.

وختمت النشرة بالقول: "رغم أن التعرف البيومتري يجلب الراحة، إلا أنه يجب أن نولي أهمية كبيرة لأمنه، وأن نكون حذرين عند تقديم المعلومات البيومترية الشخصية".

فيتاليك يقترح هوية رقمية تعددية لحماية الخصوصية

في يونيو/حزيران، اقترح فيتاليك بوترين مفهومًا جديدًا يُعرف بـ "الهوية التعددية" بهدف الحفاظ على الخصوصية والشمولية في أنظمة الهوية الرقمية. وأعرب المؤسس المشارك لإيثريوم عن قلقه من أن الأنظمة التي تركز على الخصوصية باستخدام براهين المعرفة الصفرية (ZK-proofs) قد تظل تشكّل مخاطر إذا فرضت نماذج هوية صارمة لشخص واحد فقط.

وحذّر بوترين من أن اشتراط هوية واحدة قابلة للتتبع قد يُلغي إمكانية استخدام الأسماء المستعارة ويعرّض الأفراد للمراقبة من قبل الحكومات أو أصحاب العمل. كما رفض فكرة "إثبات الثروة" كوسيلة عادلة للتحقق، معتبراً أنها تفضّل الأثرياء وتستبعد الآخرين.

وكحل، دعم بوترين أطر الهوية التعددية، حيث يأتي التحقق من مزيج من المصادر، مثل الحكومات أو شبكات التواصل الاجتماعي أو الأنظمة المجتمعية، دون أن ينفرد أي طرف بالسيطرة.