تام شمس - الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 03:04 مساءً - قال أحد مستشاري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الولايات المتحدة تستخدم العملات المشفرة والذهب بشكل استراتيجي لخفض قيمة ديونها بهدف "التعامل بشكل عاجل مع تراجع الثقة في الدولار".

وقال أنطون كوبياكوف، في مؤتمر صحفي يوم الاثنين خلال المنتدى الاقتصادي الشرقي في فلاديفوستوك بروسيا، وفقاً لتقرير RussiaDirect:
"الولايات المتحدة تحاول الآن إعادة كتابة قواعد أسواق الذهب والعملات المشفرة. تذكّروا حجم ديونهم — 35 تريليون دولار. هذان القطاعان (الكريبتو والذهب) يشكّلان في جوهرهما بدائل للنظام النقدي العالمي التقليدي".

وأضاف:
"كما حدث في ثلاثينيات وسبعينيات القرن الماضي، تخطط الولايات المتحدة لحل مشاكلها المالية على حساب العالم — هذه المرة عبر دفع الجميع إلى ما أسميه بـ‘سحابة الكريبتو’".

وأوضح كوبياكوف أن هذا النهج قد يتضمن قيام واشنطن بنقل ديونها إلى عملات مستقرة مقوّمة بالدولار الأميركي لخفض قيمتها، ما يسمح للولايات المتحدة بـ"البدء من الصفر"، من دون أن يوضح كيف يمكن للعملات المستقرة أن تخفّض قيمة الدين فعلياً.

ومن بين المقترحات التي تندرج ضمن هذه الاستراتيجية، مشروع قانون البيتكوين الذي قدمته السيناتورة سينثيا لوميس، والذي يقترح أن تشتري الحكومة مليون بيتكوين على مدى خمس سنوات وتحتفظ بها لمدة 20 عاماً، ما لم يتم استخدامها لسداد الدين الفيدرالي القائم.

مشكلة الديون الأميركية تتفاقم

بلغ الدين القومي الأميركي 37.43 تريليون دولار، أي أكثر من عشرة أضعاف مستواه في عام 1981، وفقاً لبيانات وزارة الخزانة الأميركية. وفي السنوات الـ33 التي سبقت 1981، ظل الدين الأميركي مستقراً بين 3.3 تريليون و3.66 تريليون دولار.

الولايات المتحدة تريد استخدام العملات المستقرة لأسباب سياسية أخرى

وبحسب المسؤولين الأميركيين، فإن التركيز على العملات المستقرة يتمثل بشكل أكبر في ضمان بقاء الدولار الأميركي العملة المهيمنة عالمياً.

وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في مارس الماضي:
"سوف نستخدم العملات المستقرة لتحقيق ذلك".

كما أضاف رئيس مجلس النواب السابق بول رايان في يوليو 2024 أن العملات المستقرة قد تزيد الطلب على أدوات الدين الأميركية، ما يقلل من خطر فشل مزادات الديون وحدوث أزمة مرافقة.

وقال:
"العملات المستقرة المدعومة بالدولار تخلق طلباً على الدين العام الأميركي وتوفر وسيلة للحفاظ على التوازن مع الصين".

ومنذ ذلك الحين، حققت الولايات المتحدة تقدماً ملحوظاً، حيث وقّع الرئيس دونالد ترامب في يوليو قانون GENIUS Act (قانون إرشاد وتأسيس الابتكار الوطني للعملات المستقرة الأميركية).

روسيا لديها خطط لإطلاق عملة مستقرة أيضاً

في يونيو الماضي، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الروسية أن هناك عملاً جارياً على إطلاق عملة مستقرة جديدة مدعومة بالروبل A7A5 على شبكة Tron.

ويبدو أن هذه الخطوة تهدف إلى تقليل الاعتماد على العملة المستقرة المقومة بالدولار Tether المٌرمز (USDT)، والتي استخدمتها روسيا لتسوية صفقات النفط مع الصين والهند.

ورغم أن روسيا كانت قد حظرت مدفوعات العملات المشفرة في عام 2022، إلا أنها أصبحت أكثر انفتاحاً على هذا القطاع مؤخراً، حيث سمحت للمؤسسات المالية في مايو الماضي بتقديم منتجات قائمة على الكريبتو للمستثمرين المعتمدين.