صحة ورشاقة

دراسة: جائحة كورونا تسببت فى شيخوخة مبكرة للأدمغة بمعدل 5.5 شهر

دراسة: جائحة كورونا تسببت فى شيخوخة مبكرة للأدمغة بمعدل 5.5 شهر

شكرا لقرائتكم خبر عن دراسة: جائحة تسببت فى شيخوخة مبكرة للأدمغة بمعدل 5.5 شهر والان مع تفاصيل الخبر

القاهرة - سامية سيد - كتبت: دانه الحديدى

الأربعاء، 23 يوليو 2025 01:00 م

كشفت دراسة جديدة أن شيخوخة الدماغ ربما تسارعت أثناء جائحة كورونا، حتى لدى الأشخاص الذين لم يصابوا بكورونا، وذلك بمعدل يصل لحوالى 5.5 شهر.

وبحسب موقع "NBC news"، باستخدام عمليات مسح الدماغ من قاعدة بيانات ضخمة، حدد باحثون بريطانيون بجامعة نوتنجهام، أنه خلال أعوام الجائحة 2021 و2022، أظهرت أدمغة الناس علامات الشيخوخة، بما في ذلك الانكماش، وفقًا للدراسة المنشورة في مجلة Nature Communications.

وأظهر الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس، وفقا للدراسة، أيضًا عجزًا في بعض القدرات المعرفية، مثل سرعة المعالجة والمرونة العقلية.

وقال علي رضا محمدي نجاد، الباحث الرئيسي في مجال التصوير العصبي بجامعة نوتنجهام، أن تأثير الشيخوخة كان أكثر وضوحًا لدى الذكور ومن ينتمون إلى خلفيات اجتماعية واقتصادية منخفضة، مضيفا أن هذا يؤكد على أن صحة الدماغ لا تتشكل بالمرض فحسب، بل أيضًا بتجارب الحياة الأوسع نطاقً.


وبشكل عام، وجد الباحثون تسارعًا في الشيخوخة مرتبطًا بالجائحة قدره 5.5 شهر في المتوسط، وكان الفارق في شيخوخة الدماغ بين الرجال والنساء ضئيلًا، حوالي شهرين ونصف.

وقال نجاد أنه لا يعرف حتى الآن السبب الدقيق لذلك، ولكن هذا يتوافق مع أبحاث أخرى تشير إلى أن الرجال قد يتأثرون أكثر بأنواع معينة من التوتر أو التحديات الصحية.

وتتقلص الأدمغة مع التقدم في السن، وذلك عندما تتقلص المادة الرمادية قبل الأوان ، فقد يؤدي ذلك إلى فقدان الذاكرة أو مشاكل في الحكم، مع أن دراسة الجائحة لا تُظهر ما إذا كان الأشخاص الذين يعانون من تغيرات هيكلية سيصابون في النهاية بعجز إدراكي.

لكن من المرجح أن التجربة التراكمية للجائحة، بما في ذلك الضغط النفسي والعزلة الاجتماعية، واضطرابات الحياة اليومية وتراجع النشاط والصحة، ساهمت في التغييرات الملحوظة، بما يعنى أن فترة الجائحة نفسها قد تركت أثرًا على أدمغتنا، حتى في غياب العدوى.

وتوصلت دراسة سابقة حول تأثير الجائحة على أدمغة المراهقين إلى نتيجة مماثلة، حيث وجد البحث الذي أجرته جامعة واشنطن عام ٢٠٢٤ أن أدمغة الأولاد قد كبر عمرها بما يعادل ١.٤ سنة إضافية خلال الجائحة، بينما كبر عمر الفتيات ٤.٢ سنة إضافية.

في الدراسة الجديدة، لجأ الباحثون إلى البنك الحيوي البريطاني، وهو قاعدة بيانات ضخمة أُطلقت عام ٢٠٠٦، لتحديد ما إذا كان للجائحة أي تأثير على أدمغة الناس. وتحتفظ قاعدة البيانات ببيانات صحية مجهولة المصدر من ٥٠٠ ألف متطوع جُنّدوا بين عامي ٢٠٠٦ و٢٠١٠، عندما تراوحت أعمار المشاركين بين ٤٠ و٦٩ عامًا وحتى الآن، جمع البنك الحيوي ١٠٠ ألف مسح ضوئي لكامل الجسم.

ولتطوير نموذج أساسي للشيخوخة الطبيعية، للمقارنة مع ما قد حدث خلال سنوات الوباء، استخدم الباحثون بيانات التصوير من 15334 فردًا سليمًا تم جمعها قبل الوباء، بعد ذلك، انتقل الباحثون إلى مجموعة من 996 مشاركًا خضعوا لفحصين، أُجري الفحص الثاني بعد 2.3 سنة في المتوسط من الفحص الأول، و من بين هؤلاء المشاركين، خضع 564 منهم للفحصين قبل الجائحة، مما ساعد الذكاء الاصطناعي على تعلم كيفية تغير الدماغ في غياب الجائحة.
وخضع 432 آخرون لفحص ثانٍ بعد بدء الوباء، معظمهم بين عامي 2021 و2022، مما سمح للباحثين بالتحقيق في كيفية تأثير الوباء على شيخوخة الدماغ.

ورغم أن هذه المسوحات الثانية أجريت في وقت لاحق من الجائحة، إلا أنها تعكس التغيرات الدماغية التي حدثت على الأرجح خلال ذروة الجائحة، عندما عانى الناس من أكبر قدر من الاضطراب.

وأشارت أبحاث أخرى إلى أن العوامل البيئية قد تُسبب شيخوخة مبكرة لدماغ الإنسان، وربطت دراسة أُجريت في القارة القطبية الجنوبية بين العيش في عزلة نسبية وانكماش الدماغ.

ولا تظهر الدراسة ما إذا كانت الشيخوخة المتسارعة التي شوهدت لدى الأشخاص الذين لم يصابوا بكوفيد ستستمر على المدى الطوية، ووفقا لبعض الأراء فإنه إذا كان الدماغ قد تغير بالفعل بطرق ذات معنى بسبب الوباء، فإن الناس قد يواجهون تلك التغييرات من خلال القيام بأشياء صحية للحفاظ على الدماغ، مثل ممارسة ، والحفاظ على ضغط الدم ضمن مستوى صحي، بجانب النوم الكافى والتفاعل الاجتماعي مع الاخرين.

 

يمكنكم متابعة أخبار مصر و العالم من موقعنا عبر

قد تقرأ أيضا