كتبت: ياسمين عمرو في الثلاثاء 26 أغسطس 2025 07:02 صباحاً - الاعتدال في كل شيء هو مفتاح صحة الحامل أثناء أشهر الحمل، ولهذا كانت تجربتي في تقليل استهلاك القهوة أثناء الحمل بسبب تأثيرها على الأم والجنين؛ حيث يمكن أن يعبر الكافيين إلى المشيمة، ويؤثر على الجنين، الذي لا يستطيع التعامل معها بنفس كفاءة الأم، وقد يُزيد استهلاك الكافيين المفرط من خطر الإجهاض، وانخفاض وزن المولود، وزيادة معدل ضربات قلب الجنين وتنفسه. تفهمت الأم "علياء" كل هذه المخاوف، والتي تمثل أخطاراً على حملها وجنينها، وقررت القيام بتجربة الاستغناء على القهوة واستبدالها بمشروبات طبيعية، ورغِبت أن تقُصها على كل حامل؛ لتكون عبرة لها، وتجربة تنفعها، خاصة أنها حققت نجاحات كبيرة، ونقلتها هي وحملها إلى بر الأمان الصحي. والجميل أن تشاركنا الدكتورة عواطف السيد أستاذة طب النساء والولادة، التي أفادت صاحبة التجربة "علياء" وأدلت لها بالكثير من المعلومات الطبية المفيدة جداً.
مشاعري قبل اتخاذ القرار
حامل تجلس أمام الجهاز الرقمي
مرّ على تجربتي أكثر من 9 أشهر، وتمت الحمد لله ولادتي بخير وسلام، وها أنا أرقد بجانب طفلي الموفور الصحة والعافية، لم أكن أتخيل يوماً أن يأتي الصباح بدون رائحة القهوة التي كانت تملأ البيت؛ كنت أفتح عينيَّ وأتخيل أنني أسمع صوت حبات القهوة وهي تهمس في المطبخ، وكأنها تناديني: أنتظرك، صباحك يبدأ بي.
القهوة بالنسبة لي لم تكن مشروباً فقط، بل كانت طقساً يبدأ معه يومي، صديقاً يرافقني في لحظات عملي بالبيت أو العمل، وحتى وقت الصحبة وأنا وسط صديقاتي، واستمرت هذه العلاقة طوال سنوات؛ لاحظت أن جسدي أصبح يطلب القهوة بإلحاح؛ لدرجة أنني لم أعد أشربها لأنني أريدها، بل لأنني لا أستطيع العمل أو التركيز بدونها.
وإن حدث وفاتني موعد تناول قهوتي لسبب ما، يبدأ صداع ثقيل يضغط على رأسي، يصاحبه خمول وتهيج، وكانت النقطة الفاصلة والتي وضعت حداً لعلاقتي بالقهوة؛ حينما عرفت بخبر حملي الأول، والأسوأ حين قرأت عن تأثير الكافيين على الحمل وصحة الجنين، وإحساسي بأنني أهملت نفسي من حيث لا أدري.
تجربتي مع التوقف عن تناول الكافيين هل تودين التعرف إلى تفاصيلها؟
تجربتي لم تنجح بين ليلةٍ وضُحاها
فنجان قهوة وحبات من البن محمصة
لاحظتُ أثناء حملي زيادة في عدد مرات التبول، وخفت من الجفاف؛ وعرفت أن الكافيين مدر للبول، ما يؤدي إلى فقدان السوائل وزيادة خطر الجفاف.
وشعرت بارتفاع ضغط الدم وزيادة بمعدل ضربات القلب؛ إذ يمكن أن يرفع الكافيين الضغط، ويُزيد من ضربات القلب.
زاد القلق والتوتر، وأصبحت أكثر حساسية للكافيين أثناء الحمل، ما سبب لي الكثير من القلق والضيق لأتفه الأسباب، فتعلمت أن الإفراط في تناولي للقهوة يؤثر على جودة النوم.
وعلى المدى البعيد فقد تسبب القهوة نقصاً في امتصاص الكالسيوم والحديد، وهو أمر مهم لي كحامل، بل ويمتد حتى بعد الولادة أيضاً.
كل تلك المعلومات حفزتني على أخذ قرار التوقف، ولم يكن سهلاً، ولم يتحقق بين ليلة وضحاها، لقد أدركت أن القهوة يا "الخليج 365" ليست مجرد مادة منبهة، بل هي عادة اجتماعية، وذاكرة، ورائحة مرتبطة بالبيت والأصدقاء.
كنت أشعر بالخوف على الجنين
حامل تشعر بتشنجات أسفل البطن
قرأت أن الكافيين يمكن أن يرفع من مخاطر الإجهاض والولادة المبكرة، وحتى أنه يؤثر على نمو دماغ الجنين. عرفت أن الكافيين يعبر المشيمة إلى الجنين؛ حيث لا يستطيع معالجته بشكل فعال. وعلمت أنه يُزيد من معدل ضربات قلب الجنين وتنفسه، وأن استهلاك الكافيين المفرط قد يؤدي إلى انخفاض وزن الجنين. شعرت بالخوف على الجنين؛ فقد يُزيد الكافيين من خطر العيوب الخلقية للجنين. عملتُ على الحد من استهلاك الكافيين، وقللت من عدد الفناجين، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى. والتزمت بأن أتناول القهوة بمعدل: 200 مليجرام من الكافيين يومياً، حوالي فنجانين كحد أقصى مسموح به.
تجربتي مع الصداع والمشروبات الطبيعية
حامل في حالة استرخاء مع كوب القهوة
دعوني أخبركن بأن بدايات التجربة بدون قهوة كان صادماً، كنت أستيقظ متعبة وكأنني لم أنم، ويبدأ الصداع في ملازمتي طوال ساعات النهار، حاولت تجاهله بشرب الماء، ثم الشاي الأخضر، لكن جسدي كان يطالب بجرعة الكافيين المعتادة.
قررت أن أتعامل مع الأمر كمغامرة، وأن أبحث عن مشروبات تعوضني الطقس والنكهة، وربما الطاقة، فبدأت بتجربة شرب الشاي الخالي تماماً من الكافيين، بطعمه الحلو الطبيعي ولونه الأحمر الدافئ.
شعرت معه في البداية بشيء من الراحة النفسية، بعدها انتقلت إلى شاي الزنجبيل، الذي كان بمثابة دفعة طبيعية للطاقة، يدفئ المعدة وينشط الدورة الدموية.
جربت شاي النعناع في فترة الظهيرة، وأدركت أنه أكثر من مجرد مشروب منعش؛ فقد ساعدني على الهضم وهدأ أعصابي، ومشروب الصباح كان: ماء الليمون بالعسل، مشروب يوقظ الحواس ويُرطب الجسم، ومع الوقت صار طقساً صباحياً لا أستغني عنه.
استبدلت القهوة بالحليب بالكركم عند المساء، المكون من: الكركم مع الزنجبيل والقرفة والحليب النباتي كمزيج مهدئ قبل النوم.
اكتشفت عالم العصائر الطازجة؛ عصير الشمندر كان أولها، بلونه الأحمر القوي وقدرته على تحسين تدفق الدم، قبل التمارين.
ثم عصير الجزر مع برتقال وزنجبيل، وأخيراً العصير الأخضر المكوّن من السبانخ والخيار والتفاح والليمون، والذي كان يمنحني إحساساً بالانتعاش، وكأنني أتنفس من جديد.
علَّمتني التجربة الكثير:
يكفي الحامل فنجانان من القهوة يومياً
بعد ثلاثة أسابيع، بدأ جسدي يتكيف، اختفى الصداع تقريباً، وصرت أستيقظ بنشاط من دون الحاجة لفنجان قهوة فوري. لاحظت أن نومي أصبح أعمق، وأنني أقل عصبية، حتى بشرتي بدت أنقى، وهضمي أكثر انتظاماً. الأهم أن مستويات طاقتي صارت مستقرة طوال اليوم، فلم أعد أعيش موجات النشاط الحاد، يليها الانهيار المفاجئ، كما كان يحدث مع الكافيين. عرفت أن الإفراط في تناول القهوة يحوّلها إلى عبء على الجسد، وأن الأعشاب والعصائر يمكن أن تغني عن الكافيين، أو تقلل الاعتماد عليه. تعلمت أنني لست مضطرة لبدء يومي بطريقة واحدة، وأن تنويع المشروبات يجعل جسدي أكثر مرونة وصحتي أكثر توازناً.
نهاية الرحلة والوصول لبر الأمان:
حامل تستمتع بوجبتها مع فنجان من القهوة
اليوم، وبعد أشهر من التوقف عن القهوة، ما زلت أستمتع أحياناً بكوب صغير في مناسبة خاصة، لكنني لم أعد أسيرة له. والأهم أنني اكتسبت عادة الاستماع إلى جسدي، وفهم إشاراته، ومنحه ما يحتاجه لا ما اعتدت عليه. رحلتي مع القهوة والمشروبات الطبيعية لم تكن مجرد قرار صحي، بل كانت تدريباً على التحرر من العادات التي نعتقد بأنها ثابتة. الصباح يمكن أن يبدأ بكوب عصير شمندر، أو حتى ماء ليمون بالعسل، وكلها تمنحني طاقة أنقى، وراحة بال أكبر، وحياة أكثر توازناً.
محررة صحفية خريجة إعلام قسم صحافة, أحرر أخبار وتقارير من السوشيال ميديا والتوك شو
أدرك حجم الإشاعات المنتشرة في الإعلام الجديد، لذا فإن عملي أشبه بالمحقق أبحث أدقق أتتبع جميع الروابط لأصل إلى ما أطمئن إلى أنه الحقيقة