كتبت: ياسمين عمرو في الخميس 18 سبتمبر 2025 08:16 صباحاً - الخوف جزءٌ طبيعي في مراحل النموّ عند الأطفال؛ فالطفل الصغير لا يمتلك نفس الإدراك العقلي الذي لدى الكبار. ولهذا تسيطر عليه مخاوف قد تبدو غيرَ منطقية للكبار، لكنها حقيقية جداً بالنسبة له. ومن أكثر هذه المخاوف شيوعاً، خوف الطفل من الظلام ومن النوم بمفرده، وهذه المخاوف قد تبدأ من سن السنتين وتستمر حتى 7 أو 8 سنوات، وقد تختفي تدريجياً مع النضج. لكن أحياناً، تتحول إلى مصدر قلق ومعاناة للأهل والطفل معاً، إذا لم يتم التعامل معها بحكمة.
اللقاء والدكتورة ليلى عبدالمنصف، أستاذة طب نفس الطفل؛ للتعرُّف بالتفصيل إلى أسباب خوف الأطفال من النوم وحدهم، أو أسباب خوفهم من الظلام؟ وكيف يمكن للأهل مساندة طفلهم من دون سخريةٍ أو عنف؟ وما هي الطرق العملية التي تساعد الطفل على التخلُّص من خوفه؟
آراء الخبراء في: خيال الطفل الواسع

- علماء النفس يؤكدون أن الخوف من الظلام ونوم الطفل بمفرده مرحلة طبيعية، لكن الأهل يلعبون دوراً كبيراً في تسريع تجاوُزها.
- أبحاث حديثة تشير إلى أن الأطفال الذين يتم التعامل مع خوفهم بالحنان والدعم، يصبحون أكثر ثقة بأنفسهم في المستقبل.
- الأطفال لديهم خيال نشط جداً، وعندما تختفي الأشياء في الظلام يتصورون وحوشاً أو أشباحاً.
- بسبب قلة الخبرة، الطفل لا يدرك أن الظلام مجرد غياب للضوء؛ فيتخيله تهديداً.
- التأثر بالقصص أو الأفلام، بعض الحكايات المرعبة أو الكرتون قد تزرع الخوف من الظلام.
- الارتباط بالفقد، غياب الضوء قد يرمز للطفل بالوحدة أو غياب الأمان.
- أحداث يومية، صوت قوي أو تجرِبة مخيفة في النهار، قد تنعكس ليلاً على شكل خوف من الظلام.
علاج الخوف عند الأطفال في عمر 7 سنوات تابعي التفاصيل بالتقرير
لماذا يخاف الطفل من النوم بمفرده؟

- ارتباط شديد بالأم أو الأب.
- بعض الأطفال لا يشعرون بالأمان إلا بوجود الأهل بجانبهم.
- تجارِب سابقة، مثل السقوط من السرير أو كابوس مزعج.
- القلق من الانفصال، الطفل يخشى أن يتركه والداه أو أن يحدث له مكروه وهو نائم.
- غياب الروتين المريح، عدم وجود طقوس نوم ثابتة، يَزيد التوتر.
كيف يتصرف الأهل؟

هناك مَن يلجأ إلى الصراخ أو السخرية؛ فيتهمون الطفل بالجبن. وآخرون يرضخون للخوف؛ فيتركون الطفل ينام معهم لسنوات طويلة.
وبعضهم يتعاملون بحكمة؛ فيجمعون بين التعاطف والتشجيع التدريجي. التصرف الصحيح هو الأخير؛ لأنه يساعد الطفل على تجاوُز مخاوفه بدلاً عن ترسيخها.
خطوات عملية للتعامل مع خوف الطفل من الظلام
لا تسخري من خوفه:
عندما يقول الطفل: "فيه وحش تحت السرير"، لا تقولي له: "أنت جبان". بل اعترفي بمشاعره: "أفهم أنك خائف، لكن لا يوجد وحش، دعنا نتأكد معاً".
استخدمي الإضاءة الليلية:
مصابيح صغيرة أو أباجورة تبعث ضوءاً خافتاً، تعطي الطفل شعوراً بالأمان، مع الحرص على ألّا تكون قوية فتؤثر على جودة النوم.
عمل روتين ليلي:
روتين النوم مهم جداً، مثل: الاستحمام بماء دافئ، ارتداء ملابس النوم المريحة، قراءة قصة قصيرة أو دعاء بسيط.
امنحيه "غرض الأمان":
بعض الأطفال يشعرون بالراحة عند وجود لعبة مفضلة أو بطانية خاصة بجانبهم؛ لأنها تمنحهم شعوراً بالاطمئنان.
قللي من المؤثرات السلبية:
تجنُّب القصص المرعبة أو أفلام الكرتون المخيفة قبل النوم، وتجنُّب استخدام التهديد مثل: "لو ما نمتش، هاجيب لك عفريت".
التدرُّج في الانفصال:
في البداية، اجلسي بجوار سريره حتى ينام، بعدها اجلسي عند باب الغرفة، ثم اتركي الغرفة مع وعد بالعودة للاطمئنان. هذا التدرُّج يساعده على اكتساب الثقة تدريجياً.
قومي بأنشطة تساعد على الاسترخاء: كالتنفس العميق مع الطفل، تشغيل موسيقى هادئة أو أصوات طبيعية (مثل صوت المطر)، رسم صور مبهجة عن الليل والنجوم والقمر.
التعامل مع خوف الطفل من النوم بمفرده

- اشرحي له ببساطة، أخبري الطفل أن النوم بمفرده جزءٌ من نموّه، وأنه كالكبار يحتاج لغرفته الخاصة؛ فهذا يُشعره بالاعتزاز.
- اجعلي الغرفة مكاناً محبباً، دعي الطفل يختار ألوان غرفته أو ملاءته، ضعي له صوراً يحبها، واجعلي السرير مريحاً ومناسباً لعمره.
- استخدمي "جدول التشجيع"، ضعي جدولاً على الحائط، وكل ليلة ينام فيها بمفرده، يحصل على نجمة أو ملصق، وبعد عدد معين من النجوم يكافأ بجائزة صغيرة.
- لا تتركيه يبكي طويلاً: ترْك الطفل يصرخ ويستغيث وحده، يرسّخ الخوف. والأفضل تهدئته تدريجياً حتى يطمئن.
- شاركيه وقتاً قبل النوم، 10 دقائق من اللعب الهادئ أو الحديث الودود قبل النوم، تعزز الترابط وتقلل خوف الطفل.
أخطاء يجب تجنُّبها

- إجبار الطفل على النوم بمفرده فجأة.
- السخرية من خوفه، أو وصفه بالجبان.
- استخدام التهديدات.
- الاستسلام الكامل وتركه ينام مع الأهل لسنوات.
- يصبح الأمر مقلقاً، إذا استمر بشكل مبالَغ فيه، أو أثّر على حياة الطفل اليومية، مثل: رفض الذهاب للمدرسة، أو القلق المستمر، أو الكوابيس المتكررة.
