اخبار العالم

الإمارات ترحب بالتوصل إلى خارطة طريق لحل أزمة السويداء

الإمارات ترحب بالتوصل إلى خارطة طريق لحل أزمة السويداء

ابوظبي - سيف اليزيد - أبوظبي، دمشق، القاهرة (أحمد شعبان، وام)

رحبت دولة الإمارات بإعلان الحكومة السورية عن الوصول إلى خارطة الطريق لحل الأزمة في محافظة السويداء، وثمنّت الجهود التي بذلتها كل من المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة الأميركية في سبيل تحقيق ذلك.
وشددت وزارة الخارجية، في بيان لها، على أهمية ترسيخ التهدئة حماية لسوريا ووحدتها، وبما يحقن الدم السوري ويضمن حماية المدنيين، ويحقق سيادة الدولة والقانون. 
كما جددت الوزارة دعم دولة الإمارات الثابت لكافة الخطوات التي تتخذها سوريا بما يحقق أمنها واستقرارها وسيادتها على كامل أراضيها، ووقوفها إلى جانب الشعب السوري الشقيق ودعمها كافة المساعي الهادفة إلى تحقيق تطلعاته إلى الأمن والسلام والحياة الكريمة، والتعايش السلمي والتنمية.
وفي السياق، أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك، أن الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة الحكومة السورية ودعم جهودها لتحقيق الأمن والاستقرار، مشيداً بالاتفاق الذي أُبرم حول محافظة السويداء.
وقال باراك، في منشور على حسابه بمنصة «إكس»، أمس: «إن التعاون مع سوريا والأردن أفضى إلى خريطة طريق تضمن السلم الأهلي وتُعيد بناء الثقة والتسامح، المصالحة تبدأ بخطوة واحدة».
واعتبر أن خريطة الطريق التي تم توقيعها في دمشق «لم ترسم مساراً للتعافي فحسب، بل مساراً يمكن للأجيال القادمة من السوريين أن تسلكه وهم يبنون وطناً يتمتع بالمساواة في الحقوق والواجبات للجميع».
وأمس الأول، أعلن الشيباني خلال مؤتمر ثلاثي، شارك فيه وزير الخارجية الأردني، والمبعوث الأميركي الخاص، عن توقيع اتفاقية ترسم خريطة طريقٍ لتسوية الوضع في محافظة السويداء جنوبي سوريا.
أوضح أن هذه الخريطة تكفل الحقوق وتدعم العدالة، وتعزز الصلح المجتمعي، مضيفاً أن الخطة تقوم على خطوات عملية، أولها محاسبة كل من اعتدى على المدنيين وممتلكاتهم بالتنسيق مع المنظومة الأممية، يليها ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والطبية، ثم تعويض المتضررين وترميم القرى وتسهيل عودة النازحين، كذلك تتضمن إطلاق مسار للمصالحة الداخلية يشارك فيه جميع أبناء السويداء.
في غضون ذلك، حذّر خبراء من خطورة عودة أنشطة تنظيم «داعش» في سوريا، مؤكدين أن التنظيم الإرهابي لم يغادر المنطقة، ولا تزال خلاياه النشطة والخاملة قائمة، إضافة إلى بقاء الجماعات المرتبطة به، والتي تواصل تنفيذ عمليات إرهابية داخل البلاد.
وشدد المحلل السياسي السوري، نواف خليل، على أن التنظيم لم ينتهِ بعد في سوريا والعراق، ولا تزال هناك حاجة للمزيد من العمل لمواجهة التهديد الإرهابي المستمر، وذلك عبر إعادة بناء البنية التحتية، وتوفير فرص العمل، مستشهداً بتورط التنظيم في معظم الأحداث الإرهابية بالمنطقة، سواء في سوريا أو العراق أو القارة الأفريقية.
وذكر نواف، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن قوات سوريا الديمقراطية نجحت في قطع الطريق أمام عناصر التنظيم في دير الزور ومنعت وصول الأسلحة إليهم، لكن مقاتليه تمكنوا من الحصول على العتاد في مناطق أخرى، إضافة إلى تجنيد المزيد من العناصر، مما جعلنا نشاهد تصاعداً في العمليات الإرهابية في الفترة الأخيرة.
وشدد على أن خطورة «داعش» لا تزال قائمة، وبالتالي هناك حاجة إلى المزيد من العمليات المشتركة لمواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة، لا سيما أن التنظيم يواصل استهداف السجون التي يُحتجز فيها أكثر من 10 آلاف من مسلحيه، مثل سجن «الصناعة»، إضافة إلى مخيم «الهول» الذي يضم آلاف العائلات المرتبطة بالتنظيم من جنسيات مختلفة، ومخيم «روج».

اختراق
قال الباحث في شؤون التنظيمات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، إن تنظيم «داعش» لم يغادر منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى بقاء جماعات مرتبطة به تواصل تنفيذ عمليات إرهابية داخل سوريا. وأضاف أديب، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن التنظيم نجح في اختراق الحواجز الأمنية، ونفّذ عشرات العمليات النوعية، ما يؤكد أن خطر «داعش» لا يزال حاضراً، وقد ينفجر في أي لحظة في ظل غياب الاستقرار السياسي وانعكاسه على الوضع الأمني. وشدّد أديب على ضرورة توفير الدعم السياسي والاقتصادي والأمني لسوريا، وتشجيع الاستثمارات الخارجية لمساعدتها على تقوية اقتصادها ومواجهة التنظيمات المتطرفة، داعياً إلى إعادة تفعيل دور التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، كما كان في السابق.

Advertisements

قد تقرأ أيضا