تخيل مدينة تمتزج فيها روعة الطبيعة بسحر الابتكار، حيث يطل عليك جبل فوجي بكل فخامته، بينما تعبق الأجواء برائحة البحر والصنوبر من موقع ميهو نو ماتسوبارا المدرج في قائمة التراث العالمي. هذه ليست مجرد لوحة فنية، بل مشهد واقعي من مدينة شيزوؤكا، التي لا تدهشك فقط بجمالها الطبيعي، بل تبهر العالم أيضًا كعاصمة النماذج البلاستيكية في اليابان. فمن بين أزقتها الهادئة ومصانعها المتخصصة، وُلدت مجسمات غاندام الأسطورية، وسيارات الدفع الرباعي المصغرة، وألعاب التحكم اللاسلكي التي أسرَت قلوب الصغار والكبار على حدٍ سواء. إنها مدينة تجسد ”روح الصناعة الحرفية“ في أبهى صورها، حيث يتحول الشغف بالتفاصيل والدقة إلى تحف فنية تُجمع وتُعرض وتُحب في جميع أنحاء العالم. في هذه المقالة، نصحبكم في رحلة عبر تاريخ هذه المدينة الفريدة، لنكشف كيف أصبحت شيزوؤكا مركزًا عالميًا للإبداع المصغر الذي لا يعرف حدودًا.
مجسمات بلاستيكية للهواتف العمومية وصناديق البريد
عند زيارة مدينةشيزوؤكا، يندهش المرء من نماذج المجسمات التي يمكن رؤيتها في محطات القطارات والمكاتب الحكومية وفي مناطق وسط المدينة. حيث تبدو اللوحات الإرشادية، والهواتف العمومية، وصناديق البريد وكأنها مجسمات بلاستيكية قبل تجميعها. وأول شيء يقع عليه النظر عند فتح صناديق النماذج تلك هو أن كل جزء منها متصل بإطار يُسمى ”إطار القطع البلاستيكية“. وينتابك شعور بالحماس وكأنك عدت طفلًا من جديد، حين يعود إليك ذلك الإحساس المثير وأنت تفكر ”كيف سأقوم بتجميعها الآن؟“.
تُعد مدينة شيزوؤكا موطنًا لعشر شركات من شركات تصنيع نماذج المجسمات، بما في ذلك مصنع شركة ”بانداي سبيريتس“ الرئيسي، والتي تقوم بصنع مجسمات ”غاندام“ البلاستيكية من الأنمي الشهير ”موبايل سوت غاندام“، والمقر الرئيسي لشركة ”تاميا“ المعروفة بصنع مجسمات سيارات الدفع الرباعي الصغيرة وسيارات الألعاب اللاسلكية. وتبلغ حصة المدينة من مبيعات النماذج البلاستيكية في اليابان أكثر من 80%. وتطلق المدينة على نفسها اسم ”عاصمة العالم لنماذج المجسمات“، وهي متحمسة جدًا لهذه الفكرة لدرجة أنها قامت بإنشاء قسم للترويج للمجسمات البلاستيكية داخل مبنى البلدية في عام 2022. وللترويج للمدينة على أنها ”مدينة نماذج المجسمات البلاستيكية“، تم إنشاء مجسمات بلاستيكية في 15 موقعًا فيها.
(أعلى اليسار) ”نموذج مجسم بلاستيكي لشينكانسن (مقعد شينكانسن ومؤشر الوجهة)“ في منطقة المطاعم المتصلة مباشرة بالمحطة، (أعلى اليمين) ”نموذج مجسم بلاستيكي لمنفضة سجائر“ في منطقة التدخين عند المخرج الشمالي للمحطة، (في الأسفل) ”نموذج مجسم بلاستيكي للوحة غلاف صندوق المنتج“، وعلى اليمين ”نموذج مجسم بلاستيكي لعاصمة العالم للمجسمات“.
مجسم صندوق البريد في مبنى بلدية مدينة شيزوؤكا قيد الاستخدام حاليًا.
يقول أحد مسؤولي العلاقات العامة في شركة تاميا ”لقد ارتفعت مبيعات النماذج البلاستيكية نتيجةً للطلب المتزايد من المنازل بسبب جائحة كورونا. ويبدو أن هناك فرصًا أكبر للآباء والأطفال لبناء النماذج معًا، ما يجمع بين المتعة والتعلم، ولا تزال المبيعات جيدة“.
كما أدى ازدهار التخييم في نفس الوقت تقريبًا إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يخرجون سيارات الألعاب اللاسلكية الخاصة بهم للعب بها في الهواء الطلق والاستمتاع مع العائلة والأصدقاء. وفي خضم هذا الاهتمام المتجدد بنماذج المجسمات، يبدو أنه كان هناك الكثير من الحالات التي قام فيها أشخاص في منتصف العمر، استعادوا الشغف بالمجسمات، بشراء المنتجات التي لم يكن بمقدورهم اقتناؤها في طفولتهم بعد أن أصبحوا كبارًا.
سيارة الألعاب اللاسلكية ”هوت شوت“، التي ظهرت لأول مرة عام 1985، كانت من أبرز النماذج التي قادت موجة انتشار سيارات الألعاب اللاسلكية في منتصف الثمانينات من القرن الماضي. ولا يزال الإصدار الذي تمت إعادة إصداره يحظى بشعبية واسعة بين مختلف الفئات العمرية في الوقت الحالي أيضًا.
لقد قامت مدينة شيزوؤكا بإنشاء ”شيزوكا هوبي سكوير“ بالقرب من المخرج الجنوبي لمحطة ”جي آرشيزوؤكا“ كقاعدة للتعريف بجاذبية المجسمات. وبالإضافة إلى عرض الأعمال المميزة ونماذج المجسمات البلاستيكية الشهيرة من كل شركة مصنّعة، يمكن للزوار التعرّف على تاريخ صناعة المجسمات ومراحل التصنيع بالتفصيل. كما يتم فيها عرض عناصر قيِّمة مثل قوالب مجسمات غاندام البلاستيكية، ومخططات التصميم. ويبيع المتجر الموجود في المكان المنتجات الجديدة والأشياء الموجهة لعشاق المعالم السياحية مما يجعله مكانًا رائعًا للبحث عن الهدايا التذكارية.
مجسم ضخم لغاندام يستقبل الزوار في ”شيزوكا هوبي سكوير“ التي تقع في الطابق الثالث من مبنى ”ساوسبوت شيزوؤكا“.
يتم عرض الأعمال القديمة الشهيرة والأعمال الجديدة.
يتم عرض القوالب ومخططات التصميم أيضًا في الزاوية التي يتم فيها شرح مراحل صنع مجسمات غاندام البلاستيكية.
مدينة شيزوؤكا موطن مجسمات غاندام البلاستيكية المحبوبة في جميع أنحاء العالم
يتم استخدام نماذج المجسمات البلاستيكية بنشاط كمواد تعليمية في الفصول الدراسية في المدارس الابتدائية والإعدادية في المدينة. ومن بين شركات التصنيع التي تشارك بنشاط في دروس صنع نماذج المجسمات البلاستيكية لطلاب المدارس الابتدائية هناك شركة ”بانداي سبيريتس“ التي تمتلك قاعدة تصنيع تُسمى ”بانداي هوبي سنتر“ بالقرب من محطة ”جي آر هيغاشيشيزوؤكا“ في حي آوي. وتقوم الشركة بتقديم مجموعة دروس لتعلم ”متعة الصناعة الحرفية“ تحت اسم ”أكاديمية مجسمات غاندام البلاستيكية“ في جميع أنحاء اليابان، وذلك من خلال تجربة تركيب مجسمات غاندام البلاستيكية.
وتقوم الشركة بتقديم مجموعة متكاملة من المواد التعليمية مجانًا للمدارس التي ترغب بذلك، وتشمل هذه المجموعة مجموعة تركيب نماذج المجسمات، ومقاطع فيديو لزيارة افتراضية للمصنع، وأوراق عمل تعليمية. ومنذ انطلاق البرنامج في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2021، تم تنفيذه في أكثر من 9400 مدرسة على مستوى اليابان، وبلغ إجمالي عدد المشاركين حوالي 667 ألف طالب.
بانداي هوبي سنتر.
مجموعة تجريبية يتم استخدامها في ”أكاديمية غاندام“. المجموعة الموجودة على اليمين ”إصدار إيكوبلا“ تم صنعها من خلال إعادة تدوير إطارات القطع البلاستيكية المستخدمة سابقًا، وتُستخدم هذه المجموعة كأداة تعليمية في مجال التوعية بأهداف التنمية المستدامة. (SDGs)
منذ بدء بيع مجسمات غاندام البلاستيكية في عام 1980 تجاوز عدد نماذج المجسمات التي تم بيعها 800 مليون مجسم. ويرتدي الموظفون العاملون في ”بانداي هوبي سنتر“ ملابس عمل مستوحاة من زي ”قوات اتحاد الأرض“ وهم منغمسون في عالم غاندام أثناء عملهم على تخطيط وتصميم المنتجات.
ويتم عرض مجموعة كبيرة من مجسمات غاندام البلاستيكية السابقة في الطابق الأول، بينما يتيح الطابق الثاني للزوار مشاهدة خطوط الإنتاج داخل المصنع من خلف الزجاج. وعلى الرغم من أن الجولات الميدانية داخل المصنع متوقفة منذ جائحة كورونا، إلا أنه من المقرر استئنافها في المصنع الجديد الذي اكتمل بناؤه في شهر يناير/كانون الثاني من عام 2025 (لم يتم تحديد الموعد).
في الطابق الثالث، حيث يعمل الموظفون الذين يرتدون الزي الرسمي، حتى الأبواب مصممة لتبدو مثل الجزء الداخلي للسفينة الحربية الفضائية ”وايت بيس“.
الردهة في الطابق الأول، حيث يتم عرض مجسمات غاندام البلاستيكية السابقة.
لوحات أغلفة صناديق المنتجات المعروضة في الطابق الثاني مذهلة أيضًا.
”روح الصناعة الحرفية“ التي غرسها الحرفيون الذين جمعهم إيياسو
لقد كان لإيياسو (1542-1616)، أول شوغون في عصر توكوغاوا، تأثير كبير على الصناعة الحرفية في مدينةشيزوؤكا. فقد أمضى 12 عامًا كرهينة في سونبو (مدينةشيزوؤكا حاليًا) حتى بلغ سن التاسعة عشرة. وسيطر على المنطقة عندما أصبح عمره أربعين عامًا، ثم انتقل إليها لاحقًا من هاماماتسو، وقام ببناء قلعة سونبو في عام 1589. وفي العام التالي، تم نقله إلى إيدو (طوكيو حاليًا)، ولكن بمجرد أن سيطر على البلاد وأنشأ حكومة توكوغاوا الشوغونية، سلم سريعًا منصب الشوغون (القائد العسكري) إلى ابنه هيديتادا، وعاد إلى قلعة سونبو في عام 1607. وأمضى سنواته الأخيرة ممسكًا بالسلطة الحقيقية في الحكومة الشوغونية.
”تمثال توكوغاوا إيياسو“ يقف في ساحة المخرج الشمالي لمحطة شيزوؤكا.
المجسم البلاستيكي الموجود على جسر جوداي فوق الخندق الخارجي لقلعة سونبو مستوحى من درع ”كيندامي غوسوكو“ الذي كان يرتديه توكوغاوا إيياسو في شبابه.
لقد قام إيياسو بجمع نجّاري المعابد والنحّاتين والحرفيين المتخصصين في الطلاء والمعادن من جميع أنحاء البلاد، من أجل إعادة بناء ضريح شيزوؤكا أساما، الذي كان قد صلى فيه من قبل من أجل النصر في المعارك، بالإضافة إلى توسيع وتجديد قلعة سونبو. وعندما تُوفي في عام 1616، تم بناء ضريح كونوزان توشوغو (في حي سوروغا) كقبر له.
وقد قام الشوغون المتعاقبون بحماية هذه المباني بعناية، وقاموا بترميمها وتجديدها مرارًا، مما أدى إلى استقرار الحرفيين في سونبو. وقد قام الحرفيون بخلق العديد من الحرف اليدوية التي استفادت من موارد الغابات الوفيرة في سونبو، وغرسوا روح الصناعة الحرفية فيها. وحتى يومنا هذا، هناك عشر حرف محلية حددتها المحافظة ويتم توارثها حتى يومنا هذا كـ ”حرف تراثية محلية“، وعلى رأسها حرفة ”شرائح خيزران سوروغا“.
ضريح كونوزان توشوغو، حيث يقع قبر إيياسو. في الوسط توجد قاعة العبادة والقاعة الرئيسية.
الجزء الداخلي من قاعة العبادة التي تم تزيينها بالنقوش والمنحوتات الذهبية التي صنعها الحرفيون المهرة.
يتم عرض مجسمات بلاستيكية داخل ساحة المعبد، وهناك أيضًا أختام مقدسة مصمَّمة على شكل إطار قطع نماذج المجسمات البلاستيكية.
صناعة نماذج المجسمات التي بدأت على يد طيار
لقد بدأت صناعة نماذج المجسمات على يد أوشيما جيرو، أول طيّار مدني من مدينةشيزوؤكا.
ففي عام 1924، قام أوشيما جيرو بتأسيس معهد أوشيما لأبحاث الطائرات، ومستفيدًا من معرفته الخاصة بالطيران وتقنيات النجارة في مسقط رأسه شيزوؤكا، قام بصنع مجسم خشبي لطائرة تتحرك بالطاقة المطاطية وبدأ في بيعه في عام 1932. ونظرًا لأن أجواء الحرب كانت تخيّم على تلك الفترة، تم اعتماد هذا المجسم كأداة تعليمية رسمية في المدارس بهدف تنمية المعرفة بالطيران، مما أدى إلى انتشاره على مستوى البلاد. وفي عام 1940، تم تأسيس جمعية صناعة مجسمات الطائرات في محافظة شيزوؤكا، برئاسة أوشيما كمدير عام.
معرض عن أوشيما جيرو في ”شيزوكا هوبي سكوير“.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، أصدرت القيادة العامة لقوات الحلفاء (GHQ) قرار حظر الطيران والذي تم بموجبه حظر إنتاج الطائرات واختبارها. وفي ظل مثل هذه الظروف التي كان من الصعب فيها إطلاق حتى مجسمات الطائرات، ازدهرت صناعة نماذج المجسمات من خلال تحويل منتجاتها الرئيسية إلى السفن الخشبية.
ومنذ أواخر خمسينيات القرن الماضي، ومع استيراد نماذج المجسمات البلاستيكية التي يمكن إعادة تحويلها إلى مجسمات دقيقة، بدأت شعبية المجسمات الخشبية تتضاءل، وبدأت شركات صنع نماذج المجسمات فيشيزوؤكا في التحول إلى إنتاج المجسمات البلاستيكية. وعلى الرغم من أنها واجهت صعوبات في البداية بسبب تغير المواد المستخدمة، فقد استطاعت إظهار روح الصناعة الحرفية المتجذرة فيها، ونمت لتصبح شركات مجسمات عالمية تحظى بدعم من مختلف أنحاء العالم.
ولا تزال شركة ”أوشيما بونكا كيوزاي“ (العلامة التجارية: أوشيما)، التي بدأت باسم معهد أوشيما لأبحاث الطائرات، واحدة من الشركات الرائدة في مجال تصنيع نماذج المجسمات البلاستيكية فيشيزوؤكا. وقد طورت الشركة سلسلة شهيرة مثل ”راكو-بلا“ التي لا تحتاج إلى مواد لاصقة أو طلاء لتجميعها.
استأنفت شركة أوشيما إنتاج مجسمات الطائرات الخشبية في عام 1950. في الأسفل مجسم الطائرة ”ريد وينغ“، الذي صدر في عام 1955، وفي أعلى اليسار أول نموذج مجسم بلاستيكي من شركة أوشيما، وهو مجسم لطراز ”سبيد بورت بلو بيرد غو“ الذي صدر في عام 1961.
تتميز سلسلة ”راكو-بلا“ الرائدة الحالية من شركة أوشيما بالقدرة العالية على إعادة إنتاج الأشكال على الرغم من سهولة تجميعها.
نمو شركة تاميا من شركة متخصصة في تصنيع الأخشاب إلى شركة عالمية لتصنيع نماذج المجسمات
يمكن تتبّع مسيرة صناعة نماذج المجسمات بعد الحرب العالمية الثانية من خلال تاريخ شركة تاميا، التي غزت العالم لاحقًا بمجسمات سيارات الألعاب اللاسلكية، ومجسمات سيارات الدفع الرباعي الصغيرة. فقد بدأت هذه الشركة تحت اسم ”شركة تاميا التجارية المحدودة“، التي تأسست في عام 1946، أي بعد عام من انتهاء الحرب العالمية الثانية، كشركة لتصنيع الأخشاب. وفي عام 1948، بدأت في إنتاج مجسمات المواد التعليمية، ثم تحولت بعد خمس سنوات إلى شركة متخصصة في المجسمات الخشبية.
ولم يحقق أول نموذج مجسم بلاستيكي أطلقته الشركة في عام 1960 ”سفينة ياماتو الحربية 1/800“ مبيعات كبيرة، ولكن بعد عامين، حقق مجسم ”دبابة بانثر 1/35“ الذي يعمل بمحرك وبطارية نجاحًا كبيرًا، مما دفع الشركة إلى فصل قسم تشكيل البلاستيك ليصبح قسمًا مستقلًا.
وفي عام 1976، أطلقت الشركة مجسم سيارة ”بورشه 934 تيربو“ كأول نموذج لسيارة ألعاب لاسلكية. وبسبب تأثير موجة الهوس بسيارات السوبر التي حدثت في أواخر سبعينيات القرن الماضي، أصبحت نماذج سيارات الألعاب اللاسلكية منتشرة على نطاق واسع منذ النصف الأول من الثمانينيات.
(أعلى اليسار) أول إصدارات نماذج المجسمات الخشبية، (أعلى اليمين) ”سفينة ياماتو الحربية 1/800“، (في الأسفل) ”دبابة بانثر 1/35“.
من اليمين: أول سيارة ”بورشه 934 تيربو“ لاسلكية، وسيارة ”بورشه 935 تيربو“ التي حققت نجاحًا كبيرًا، وسيارة ”تيريل P34“.
لقد كان أول نموذج لسيارة دفع رباعي صغيرة هو ”فورد رينجر 4x4“ الذي تم إصداره في عام 1982. ومع إطلاق الشركة طراز ”Mini 4WD Racing“ الذي يتميز بارتفاع أقل وسرعة أكبر في عام 1986، أدى التعاون مع مجلات المانغا الموجهة للأطفال إلى حدوث الطفرة الأولى. ومنذ ذلك الحين، أصبحت المنتجات الجديدة مثل سلسلة ”Fully Cowled Mini 4WD“ و”Mini 4WD PRO“ تحظى بشعبية متزايدة. وحتى يومنا هذا، لا تزال محطات سيارات الدفع الرباعي الصغيرة ذات الحلبات الخاصة منتشرة في جميع أنحاء البلاد، ويشارك أكثر من ألف شخص من مختلف الفئات العمرية في بطولات السباقات الرسمية التي تنظمها شركة تاميا.
ومنذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي، أنشأت الشركة سلسلة من القواعد الخارجية في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وآسيا. وفي عام 1994 قامت بإنشاء قاعدة التصنيع الخارجية الوحيدة لها في جزيرة سيبو في الفلبين، مما جعلها واحدة من أكبر الشركات المصنعة لنماذج المجسمات في العالم.
تحظى سيارات الدفع الرباعي الصغيرة بالعديد من المعجبين في الخارج وخاصة في آسيا.
تشتهر شركة تاميا بصنع الأدوات والطلاءات، وليس فقط نماذج المجسمات.
تأثير شركات تصنيع نماذج المجسمات على قطاع السيارات أيضًا
لقد أقامت شركات تصنيع نماذج المجسمات التي تُستخدم أيضًا في المجال التعليمي علاقات جيدة مع شركات التصنيع الأخرى مثل شركات السيارات التي تُنتج النماذج الأصلية. ويُعد وجود ثلاث سيارات من سيارات فورمولا 1 في ردهة المقر الرئيسي لشركة تاميا، الذي يقع في حي سوروغا في مدينةشيزوؤكا، رمزًا لتلك العلاقة المميزة.
والسيارتان المعروضتان، وهما سيارة ”تيريل P34 سيكس ويلر“ (1976–1977)، وهي السيارة الوحيدة ذات الست عجلات في تاريخ الفورمولا 1، وسيارة ”لوتس 91 فورد“ السوداء التي اشتهرت باسم ”جون بلاير سبيشال“ ونالت محبة العديد من المعجبين، حظيتا بشعبية كبيرة أيضًا كنماذج بلاستيكية وسيارات ألعاب لاسلكية. وبجوارهما تقف سيارة ”لوتس B102“ التي يظهر على الجناح الأمامي لها اسم “TAMIYA” بحروف كبيرة.
من اليسار لوتس 102B، لوتس 91، تيريل P34.
لقد كانت سيارة ”لوتس B102“ هي النموذج الذي استخدمه فريق لوتس في عام 1991، خلال فترة تراجعه. وقد قامت شركة تاميا بالاستجابة لطلب الفريق الذي كان يعاني من أزمة مالية حينها، وأبرمت معه عقد رعاية، مما يجسد بحق علاقة دعم متبادل بين الطرفين.
ومن خلال قيام الأطفال ببناء نماذج المجسمات البلاستيكية، وسيارات الألعاب اللاسلكية، وسيارات الدفع الرباعي الصغيرة، فإنهم يعمّقون شغفهم بالسيارات الحقيقية، ويكتسبون متعة القيادة والاهتمام بالتقنية، ويقومون بشراء سيارات فعلية عندما يكبرون. وفي ظل الابتعاد عن السيارات في اليابان في الوقت الحالي، يمكن القول إن لهذه الهوايات دورًا مهمًا في تنشئة سائقي المستقبل. وليس من الغريب أن نجد العديد من المتسابقين والمهندسين الذين يساهمون في ازدهار قطاع السيارات من عشّاق نماذج سيارات الألعاب اللاسلكية، وهو ما يدلّ على هذا الأثر العميق.
يتم عرض نماذج فعلية من السيارات التي كانت أساسًا للنماذج البلاستيكية أو سيارات التحكم عن بعد في ردهة المقر الرئيسي لشركة تاميا.
يمكن زيارة متحف تاميا التاريخي وصالة العرض اللذان في الصورة مجانًا إذا تم الحجز بشكل مسبق من خلال الموقع الرسمي.
يضم ”مركز تاكوميشوكو للفنون الحرفية اليدوية التقليدية (TRADITIONAL HAND CRAFT ARTS CENTER)“ الذي يقع في حي سوروغا في مدينةشيزوؤكا، ورشة عمل للنماذج تحت إشراف شركة تاميا، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بتجربة صنع نماذج سيارات دفع رباعي صغيرة ومجسمات بلاستيكية للديناصورات، بالإضافة إلى صناعة الإكسسوارات وعلَّاقات المفاتيح.
وبالإضافة إلى أربع ورش عمل حيث يمكن للزوار تجربة حرف سوروغا التقليدية، يوجد في مركز تاكوميشوكو أيضًا معرض ومتجر للهدايا التذكارية، ومقهى يضم مجموعة مختارة بعناية من المنتجات المميزة. وفي ورش العمل، يمكن للزوار مشاهدة الحرفيين أثناء قيامهم بالعمل، لذا فهي طريقة مثيرة للاهتمام لرؤية المهارات التقليدية المرتبطة بصناعة النماذج والانغماس في صناعة نماذج المجسمات البلاستيكية.
تصطف ورش العمل والمعارض الفنية حول فناء أنيق في مركز تاكوميشوكو.
توجد على اليسار أعمال فنية لشرائح خيزران سوروغا، وعلى اليمين طلاء ياباني.
إحدى حرفيات شرائح خيزران سوروغا تعرض مهارتها اليدوية المذهلة.
ورشة تجميع نماذج يمكن فيها تجربة التجميع بدون إحضار أي شيء، حيث تتوفر أدوات شركة تاميا.
(النص الأصلي باللغة اليابانية، التغطية والنص والصور: يوكينوري هاشينو من قسم التحرير في Nippon.com، صورة العنوان الرئيسي: نماذج مجسمات بلاستيكية تنتشر في أنحاء مدينة شيزوؤكا)
كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | اليابان تكشف سرها الساحر: مدينة المجسمات التي تأسر القلوب بروعة الصناعة اليابانية! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.