اخبار العالم / اخبار اليابان

اليابان | هل ينجو التحالف الياباني الأمريكي من رياح عهد ترامب العاصفة؟

  • اليابان | هل ينجو التحالف الياباني الأمريكي من رياح عهد ترامب العاصفة؟ 1/4
  • اليابان | هل ينجو التحالف الياباني الأمريكي من رياح عهد ترامب العاصفة؟ 2/4
  • اليابان | هل ينجو التحالف الياباني الأمريكي من رياح عهد ترامب العاصفة؟ 3/4
  • اليابان | هل ينجو التحالف الياباني الأمريكي من رياح عهد ترامب العاصفة؟ 4/4

في عام 2025، وبينما كانت اليابان والولايات المتحدة تحييان الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية التي خاضتاها كعدوتين، وجدت طوكيو وواشنطن نفسيهما أمام منعطف جديد في مسار العلاقات الثنائية. فعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض حملت معها وعودًا بإعادة رسم السياسات الأمريكية في الداخل والخارج، وأعادت إلى الواجهة تساؤلات قديمة حول مدى صلابة التحالف الأمني بين البلدين. وبينما لا يزال هذا التحالف يُعدّ الركيزة الأساسية لاستقرار شرق آسيا منذ نهاية الحرب، فإن خطاب ترامب المليء بالرسائل المتناقضة، والميل نحو النزعة الانعزالية، يثيران مخاوف من دخول العلاقات مرحلة غير مسبوقة من عدم اليقين. في هذا السياق، يقدّم الخبير يوشيمي شونيا قراءة معمقة لما قد تحمله هذه التطورات لمستقبل التحالف الياباني–الأمريكي، ولخيارات طوكيو في ظل عالم تتغير موازينه بسرعة.

حلبة المصارعة السياسية

في يناير/كانون الثاني 2025، عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد أربع سنوات قضاها خارجه، وركز اهتمامه على العجز التجاري الأمريكي طويل الأمد مع اليابان، كما اتخذ خطوات لفرض رسوم جمركية عالية للحد من الواردات اليابانية.

لا تزال المحادثات الدبلوماسية جارية بين البلدين حول عدة قضايا مثل معدلات الرسوم الجمركية. ومع ذلك، نظرًا لصعوبة التنبؤ بخطوات الرئيس ترامب القادمة، تواجه اليابان مسارًا مليئًا بالتحديات.

السؤال المطروح هنا هو كيف ينبغي لليابان التعامل مع رئيس صعب المراس يضغط على الدول الأخرى تحت شعار ”أمريكا أولًا“؟ يقول يوشيمي شونيا، الذي عمل أستاذًا زائرًا في جامعة هارفارد بين عامي 2017 و2018 خلال فترة ولاية ترامب الأولى، إنه يجب علينا أولًا أن نفكر في طبيعة شخصية ترامب.

يوشيمي شونيا. (يوكوزيكي كازوهيرو)
يوشيمي شونيا. (يوكوزيكي كازوهيرو)

غالبًا ما ينظر الناس إلى الرئيس ترامب على أنه البطل المدافع عن القومية الأمريكية، لكن أفعاله تدور أكثر حول وضع نفسه في المقام الأول بدلاً من وضع أمريكا في المقام الأول، فهو يستغل الانقسامات داخل المجتمع الأمريكي وحول العالم، مُؤجّجًا إياها لمصلحته الخاصة. يتصرف كما لو كان في مباراة مصارعة للمحترفين بدون حكم، فيسدد ضربة، وعندما يُضرب، يرد بالضرب مرة أخرى. ثم يُقحم وسائل الإعلام والمؤسسات الدولية، في محاولة لنيل تصفيق الجمهور. فبالنسبة له، أي موقف يُمكن استغلاله ليصبح حلبة مصارعة، ويجرّ المحيطين به إلى قلب الحدث دون أن يُدركوا ما يحدث. وقد أصبح هذا الجانب أكثر تطرفًا في فترة ترامب الرئاسية الثانية.

ظهور شبح الإمبريالية

”لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى“ هو شعار ترامب منذ ولايته الأولى. وهذا يُثير السؤال: متى كانت أمريكا عظيمة؟ ربما يشير هذا في البداية إلى الولايات المتحدة في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، ولكن تعليقاته حول الاستحواذ على جرينلاند من الدنمارك، واستعادة قناة بنما، وجعل كندا الولاية الحادية والخمسين، تعكس الطموحات التوسعية الأمريكية من أواخر القرن التاسع عشر إلى أوائل القرن العشرين. بالطبع، يتعلق الأمر بأمريكا في الخمسينيات والستينيات، قبل هزيمتها في حرب فيتنام. لكن هذه ليست القصة الكاملة. فلقد أشاد ترامب في خطاب تنصيبه بالرئيس الأمريكي ويليام ماكينلي [الذي تولى منصبه بين عامي 1897 و1901]، مشيرًا إلى أنه يتخذ سياسة ماكينلي الجمركية نموذجًا. قاد ماكينلي الولايات المتحدة في فترة كانت فيها أكثر إمبريالية. بعد انتصارها في الحرب الإسبانية الأمريكية عام 1898، سيطرت الولايات المتحدة على الفلبين وبورتوريكو وغوام. وفي العام نفسه، شجعت انقلابًا مؤيدًا لأمريكا في هاواي وضمت الجزر. في ولاية ترامب الثانية، يبدو الأمر كما لو أنه يستحضر شبح الماضي الإمبريالي لأمريكا. وهذا يوازي التحركات الأخيرة للصين لممارسة الضغط على جنوب شرق آسيا بشأن القضايا الإقليمية، وكذلك روسيا في غزوها لأوكرانيا.

فلماذا أنتجت الولايات المتحدة، التي نصّبت نفسها كشرطي العالم في يوم من الأيام، رئيسًا يروج لتوسعية عفا عليها الزمن؟ يرى يوشيمي أن الإجابة تكمن في كون أمريكا تشهد تراجعًا الآن.

”تاريخيًا، بلغت الولايات المتحدة ذروة ازدهارها من عشرينيات القرن الماضي إلى ستينياته. لكن بعد هزيمتها في حرب فيتنام في سبعينيات القرن الماضي، بدأ زخم البلاد بالتراجع. وبدءًا من إدارة رونالد ريغان في ثمانينيات القرن الماضي، تقدمت العولمة من خلال النيوليبرالية، وبدا وكأن الولايات المتحدة تستعيد عافيتها، إلا أن الانقسامات تزايدت داخل البلاد. فلم تزدهر سوى أجزاء من صناعة تكنولوجيا المعلومات والقطاع المالي، بينما ازداد فقر العديد من الأمريكيين الذين تخلفوا عن الركب بسبب العولمة. فكانت النتيجة أن انقسمت البلاد إلى أمريكا “خفيفة” مزدهرة وأمريكا “ثقيلة” متراجعة، وقد استغل ترامب هذا السخط بمهارة للفوز في الانتخابات.“

ترامب يحتفل في تجمع انتخابي. (شبكة USA Today مع Reuters Connect)
ترامب يحتفل في تجمع انتخابي. (شبكة USA Today مع Reuters Connect)

يعتقد يوشيمي أن الرئيس ترامب لن يفشل في إحياء الولايات المتحدة فحسب، بل قد يُسرّع من تراجعها. ذلك لأن قوة البلاد الآن تعتمد على اقتصاد معولم، وفرض إجراءات مثل الرسوم الجمركية المرتفعة التي تقطع هذه الشبكات يعد في الواقع عملاً تخريبياً ذاتياً.

خطورة تحول مشاعر الشعب الياباني

إذًا، كيف ينبغي لليابان أن تتعامل مع أمريكا في ظل قيادة الرئيس ترامب؟

يعتمد الاستقرار الحالي للعلاقات اليابانية الأمريكية بشكل كبير على مشاعر الشعب الياباني الودية تجاه الولايات المتحدة. وفي استطلاع للرأي العام حول الشؤون الخارجية أُجري في عام 2024 من قبل مكتب مجلس الوزراء، قال 84.9% من المشاركين إن لديهم مشاعر ”ودية“ أو ”ودّية إلى حد ما“ تجاه الولايات المتحدة.

منذ بدء هذا الاستطلاع في عام 1975، ظلّت النسبة دائمًا فوق 70%، ومنذ العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين غالبًا ما تجاوزت 80%. المرة الوحيدة التي انخفضت فيها هذه النسبة إلى ما دون 80% منذ عام 2010 كانت بين عامي 2017 و2019، أي خلال الولاية الأولى لترامب.

يقول يوشيمي إنه ينبغي الانتباه إلى كيفية تحول المشاعر اليابانية تجاه الولايات المتحدة، لا سيما الآن بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

” منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، لم نشهد بعد إجراء أي استطلاعات رأي عامة رئيسية تركز على هذا المجال، كتلك التي أجرتها الصحف، لكنني أعتقد أنه من المنطقي افتراض أن مشاعر الشعب الياباني، التي اتسمت بالإيجابية إلى حد كبير حتى الآن، تجاه أمريكا قد تأثرت بشكل كبير بتصريحاته وسياساته القاسية بشكل غير معقول والموجهة لليابان. على أقل تقدير، ضعف الشعور القوي بالوحدة بين البلدين خلال فترة ترامب. حتى الآن، لم تتمكن الحكومة والسياسيون اليابانيون من النأي بأنفسهم بوضوح عن الولايات المتحدة، حيث كان لدى أكثر من 70 أو 80% من المواطنين اليابانيين مشاعر مؤيدة لأمريكا. ومع ذلك، إذا تغير الرأي العام بشكل كبير، فمن المحتمل أن تشهد الدبلوماسية اليابانية، التي كانت متحالفة حصريًا مع أمريكا، منعطفًا كبيرًا“.

في استطلاع مشترك أجرته Nippon.com وJX Press، شعر حوالي 70% من المشاركين أن العلاقات الثنائية آخذة في التدهور. وبالنظر إلى الوراء عبر التاريخ سيتضح لنا أن المشاعر اليابانية تجاه الولايات المتحدة تأرجحت بين الود والعداء مثل بندول الساعة.

مع نهاية فترة إيدو (1603-1868)، وتنامي حركة إعادة الإمبراطور إلى العرش، انتشرت القومية المعادية للغرب، مما أدى إلى وقوع هجمات على الأجانب وحوادث حرق متعمد. لكن بعد إصلاحات ميجي عام 1868، سرعان ما تحولت اليابان إلى موقف مؤيد للغرب في سعيها إلى تحديث نفسها. ثم برزت القومية مجددًا خلال الحروب الصينية اليابانية والروسية اليابانية، ولكن في حقبة تايشو (1912-1926)، تبنّى الكثيرون الثقافة الأمريكية من خلال أفلام هوليوود وموسيقى الجاز.

ومنذ ثلاثينيات القرن العشرين وحتى حرب المحيط الهادئ، تحولت اليابان مرة أخرى، حيث تبنت موقفًا معاديًا لأمريكا وحشدت صفوفها ضد الأمريكيين ”الهمجيين“. لكن بعد هزيمتها عام 1945، عادت اليابان إلى تبني موقف مؤيد لأمريكا، وانتشرت الثقافة الأمريكية في كل ركن من أركان الحياة اليومية كرمز للرفاهية.

موجة صعود للتيارات اليمينية حول العالم

من هذا المنظور، يتضح أن ما نشهده في عصرنا الحالي من علاقات وثيقة بين اليابان والولايات المتحدة قد لا يدوم إلى الأبد.

”كان إدوين رايشاور، الذي أصبح سفيرًا للولايات المتحدة في اليابان عام 1961، يؤمن بضرورة تعزيز المشاعر المؤيدة لأمريكا بين اليابانيين من أجل ضمان إطار أمني ثنائي مستقر. وقد حثّ الرئيس جون كينيدي على تقليص القواعد العسكرية الأمريكية في اليابان والوعد بإعادة أوكيناوا لكسب ود اليابانيين وتقوية العلاقات بين البلدين. إذا استمر الرئيس ترامب في سياساته التي تتسم بالغرور والأنانية، فقد ينأى اليابانيون بأنفسهم عن الولايات المتحدة، وسنشهد صعود تيار قومي متزايد يتساءل عن سبب اضطرار اليابان إلى اتباع قيادة أمريكا بشكل دائم“.

إن هذا النوع من القومية التي تتفاعل مع العولمة ظاهرة عالمية لا تقتصر فقط على الولايات المتحدة. ففي أوروبا، تكتسب الأحزاب اليمينية التي تروج لسياسات إقصائية مقاعد برلمانية، وفي اليابان حقق حزب سانسيتو، بشعاره ”اليابانيون أولاً“، مكاسب كبيرة في انتخابات مجلس المستشارين التي جرت في يوليو/تموز. في الوقت الحالي، لا توجد مؤشرات تُذكر على تحول القومية اليابانية نحو معاداة أمريكا. ومع ذلك، لا يُستبعد حدوث تحول كبير في الرأي العام نتيجةً لحدث ما.

تجمع الناس للاستماع إلى خطاب انتخابي في طوكيو في 3 يوليو/تموز 2025، وذلك خلال انتخابات مجلس الشيوخ في يوليو/تموز 2025، حيث كانت السياسات المتعلقة بالأجانب من بين نقاط الخلاف. (© جيجي برس)
تجمع الناس للاستماع إلى خطاب انتخابي في طوكيو في 3 يوليو/تموز 2025، وذلك خلال انتخابات مجلس الشيوخ في يوليو/تموز 2025، حيث كانت السياسات المتعلقة بالأجانب من بين نقاط الخلاف. (© جيجي برس)

يتزايد الغموض حول مستقبل العلاقات اليابانية الأمريكية مع وجود الرئيس ترامب على الساحة. ولكن لماذا كان اليابانيون في فترة ما بعد الحرب يكنّون مشاعر ودية تجاه الولايات المتحدة، عدوهم السابق الذي قاتلوه بشراسة في الماضي؟ في مقال لاحق، يستكشف يوشيمي الخلفية التاريخية التي شكّلت هذه العلاقة.

(نُشر النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. تم إعداد التقرير والنص بواسطة كويزومي كوهي وإيغاراشي كيوجي من باور نيوز. صورة العنوان الرئيسي: رئيس الوزراء إيشيبا شيغيرو والرئيس دونالد ترامب يعقدان أول قمة لهما في 7 فبراير/شباط 2025. © جيجي برس)

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | هل ينجو التحالف الياباني الأمريكي من رياح عهد ترامب العاصفة؟ لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا