اخبار العالم / اخبار اليابان

اليابان | قبل أن يولد الإنترنت كما نعرفه.. كيف استشرف شيرو ماساموني المستقبل في ”شبح في القوقعة“؟

  • اليابان | قبل أن يولد الإنترنت كما نعرفه.. كيف استشرف شيرو ماساموني المستقبل في ”شبح في القوقعة“؟ 1/8
  • اليابان | قبل أن يولد الإنترنت كما نعرفه.. كيف استشرف شيرو ماساموني المستقبل في ”شبح في القوقعة“؟ 2/8
  • اليابان | قبل أن يولد الإنترنت كما نعرفه.. كيف استشرف شيرو ماساموني المستقبل في ”شبح في القوقعة“؟ 3/8
  • اليابان | قبل أن يولد الإنترنت كما نعرفه.. كيف استشرف شيرو ماساموني المستقبل في ”شبح في القوقعة“؟ 4/8
  • اليابان | قبل أن يولد الإنترنت كما نعرفه.. كيف استشرف شيرو ماساموني المستقبل في ”شبح في القوقعة“؟ 5/8
  • اليابان | قبل أن يولد الإنترنت كما نعرفه.. كيف استشرف شيرو ماساموني المستقبل في ”شبح في القوقعة“؟ 6/8
  • اليابان | قبل أن يولد الإنترنت كما نعرفه.. كيف استشرف شيرو ماساموني المستقبل في ”شبح في القوقعة“؟ 7/8
  • اليابان | قبل أن يولد الإنترنت كما نعرفه.. كيف استشرف شيرو ماساموني المستقبل في ”شبح في القوقعة“؟ 8/8

حين أطلق فنان المانغا شيرو ماساموني سلسلة ”شبح في القوقعة“ عام 1989، لم يكن مجرد ابتكار فني بل أشبه برؤية استباقية لعصر الإنترنت وثورة المعلومات التي باتت واقعًا نعيشه اليوم. وفي هذه المقالة، يتناول خبير في أدب الخيال العلمي هذا العمل، محللًا مضامينه الفكرية ورسائله العميقة، ومسلطًا الضوء على العوامل التي جعلته يحتفظ بجاذبيته وتأثيره المستمر حتى بعد أكثر من ثلاثة عقود على صدوره.

التنبؤ بعصر الإنترنت

يمكن القول إن سلسلة مانغا ”شبح في القوقعة“ تنبأت بالعالم الذي نعيشه الآن.

اكتسبت المانغا الأصلية شهرة واسعة بعد فيلم الرسوم المتحركة المقتبس عنها للمخرج أوشي مامورو عام 1995. أما فيلمه ”شبح في القوقعة 2: البراءة“ فكان أول فيلم أنمي ياباني يتم اختياره ضمن قسم المنافسة في مهرجان كان السينمائي الدولي، وحظي باستحسان النقاد لما يتميز به من فن وعمق فكري.

بدأ نشر سلسلة المانغا الأصلية عام 1989. وإذا اعتبرنا عام 1995 هو ”العام صفر“ لعصر الإنترنت، فإن تصويرها استخدام الناس لشبكات الحاسوب على نطاق واسع، وإجراء المكالمات الهاتفية دون استخدام اليدين، و”اختراق“ تصورات الناس للواقع والعالم، والعجز المتزايد عن التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مصطنع، يعد تنبؤا مذهلا. كما يمكن النظر إلى فكرة استخدام بدائل اصطناعية سايبورغية (تضم أجزاء بيولوجية وأخرى آلية) تشمل الجسم كاملا، على أنها تنبؤ بالأشخاص الذين يستخدمون صور الأفاتار الرقمية أو حتى الجراحة التجميلية لإبعاد أنفسهم عن الأجساد التي ولدوا بها، في زمن زادت فيه الرغبة في تشكيل الجسد البشري بحرية أكبر.

صفحة أصلية من مانغا ”شبح في القوقعة“ وقت نشرها. مأخوذة من عدد مايو/أيار 1989 من مجلة يونغ كايزوكوبان. (© شيرو ماساموني/كودانشا)
صفحة أصلية من مانغا ”شبح في القوقعة“ وقت نشرها. مأخوذة من عدد مايو/أيار 1989 من مجلة يونغ كايزوكوبان. (© شيرو ماساموني/كودانشا)

يكشف السر وراء هذه القدرة على استشراف المستقبل في ”معرض عالم شيرو ماساموني: شبح في القوقعة وطريق الإبداع“، الذي استمر حتى 17 أغسطس/آب في متحف سيتاغايا الأدبي في طوكيو، وفي شينسايباشي باركو بأوساكا بدءا من 5 سبتمبر/أيلول. يوضح المعرض أن شيرو كان قارئا نهما لمختلف المجلات العلمية.

بدأ شغفه بالقراءة العلمية منذ صغره، ما فتح له آفاقا جديدة من الأفكار والرؤى المستقبلية. ومن المرجح أن تأثير الاستنباط المنطقي والترابط البصري قد ساعد في صقل قدرته التنبؤية.

مدخل معرض شيرو ماساموني في متحف سيتاغايا الأدبي بطوكيو. (© شيرو ماساموني/كودانشا)
مدخل معرض شيرو ماساموني في متحف سيتاغايا الأدبي بطوكيو. (© شيرو ماساموني/كودانشا)

تأثير الواقع المتخيل

يظهر المعرض أيضا كيف تأثر شيرو فنيا بمدرسة فيينا للواقع المتخيل.

كانت هذه حركة فنية في فيينا ما بعد الحرب، جمعت بين عناصر تمثيلية ملموسة ورؤى عالمية خيالية وحسية. وقد وصفها مؤرخون بأنها رد فعل على صدمات الحرب، بالإضافة إلى إبرازها لعناصر من فن الكاريكاتير الاجتماعي.

تجري أحداث ”شبح في القوقعة“ بعد دمار الحرب النووية. فهي تصور اليابان وهي تتعافى من صدمة تلك الحرب، وقد أعادت بناء نفسها كـ”دولة علمية تكنولوجية“ بناتج محلي إجمالي يساوي ضعف ما كان عليه في الثمانينات.

استلهم شيرو تأثره الفني من واقع متخيل، وتبنى حبكة وأجواء من مانغا الشونين التجارية، وصور النهضة العلمية والتكنولوجية لليابان بعد الحرب بأسلوب السايبربانك (خيال علمي مظلم ذو طابع تكنولوجي)، وتنبأ بكثير من ملامح المستقبل الذي نعيشه اليوم.

الإشادة بالسايبربانك ومواجهته

لفهم السياق الزمني والاجتماعي المحيط بـ”شبح في القوقعة“ ، لا بدّ من الحديث عن السايبربانك. إن هذا النوع الأدبي المتفرع عن الخيال العلمي يرفض الرؤى المتفائلة لمستقبل مثالي، ويستعيض عنها بأجواء حضرية تكنولوجية قاتمة تشكل الأماكن التي تدور فيها أحداث قصص عن الشبكات والسايبورغ.

لوحة في المعرض المقام في طوكيو. (© شيرو ماساموني/كودانشا)
لوحة في المعرض المقام في طوكيو. (© شيرو ماساموني/كودانشا)

تشمل الأعمال المفتاحية في هذا النوع الأدبي رواية ”نيورومانسر“ لويليام جيبسون الصادرة عام 1984، وفيلم ”بليد رانر“ لريدلي سكوت عام 1982.

تبدأ أحداث رواية ”نيورومانسر“ في محافظة تشيبا. أما فيلم ”بليد رانر“ فيصوّر مدينة لوس أنجلوس في المستقبل وهي مليئة بالإعلانات باللغة اليابانية. يتخيل الفيلم الولايات المتحدة وقد أصبحت متأثرة بطابع ”ياباني“ أو ”آسيوي“، تحت تأثير النمو الاقتصادي الهائل لليابان في تلك الأيام.

يتناول كلا العملان الصراع الفكري الناتج عن اندماج الثقافات، وعن التساؤل حول ما هو حقيقي وما هو مزيف، وما هو الأصل وما هو المقلد. وتداعيات ”المزيف“ و”المقلد“ هنا تلامس التطور التكنولوجي لليابان، على الرغم من عدم تقاسمها ”الروح الغربية“ للولايات المتحدة.

تجري أحداث ”شبح في القوقعة“ بعد الحرب العالمية الثالثة النووية/الحرب العالمية الرابعة غير النووية، وفي هذا العالم، كانت آسيا هي المنتصرة. وهذا يشكل رؤية مناقضة لتلك الأعمال السايبربانكية الأصلية.

صور من المانغا عرضت في المعرض. (© شيرو ماساموني/كودانشا)
صور من المانغا عرضت في المعرض. (© شيرو ماساموني/كودانشا)

تصف الكاتبة سوزان نابير في كتابها ”الأنمي من أكيرا إلى الأميرة مونونوكي: تجربة الأنمي الياباني المعاصر“، كيف كان الأنمي متأثرا بهزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية وتجربة القصف النووي، ثم نهضت من جديد. فقدت اليابان الكثير من قيمها التقليدية وروحانيتها وهويتها الوطنية خلال الاحتلال الأمريكي، ولذلك واجهت معضلة تتعلق بالعقلية الجماعية والمجتمع التقليدي عند ولادتها من جديد كدولة ديمقراطية علمية وتكنولوجية. ويرى الكثير من النقاد أن موضوع الأجساد الميكانيكية المتكرر في الأنمي بوصفها ”بدائل“ إنما ينبع من تلك المعضلة.

تحولت كوساناغي موتوكو بطلة ”شبح في القوقعة“ وآخرون في القصة إلى سايبورغ من خلال التكنولوجيا. وهذا يشكل تساؤلا لكيفية بناء الناس لهوياتهم، بينما يطورون مجتمعا جديدا في اليابان بعد الحرب حتى مع تحولها إلى ”نسخة“ من الغرب. (وفي مجالات إبداعية أخرى أيضا كألعاب الفيديو، نرى أعمالا مثل لعبة ”سناتشر“ عام 1988، والتي تعتبر من أوائل الردود اليابانية على السايبربانك).

بنية الهوية الثقافية

تزخر ”شبح في القوقعة“ وأعمال شيرو ماساموني الأخرى برؤى يابانية وآسيوية. وأبرز الأمثلة على ذلك ”سينجوتسو تشوكوكاكو أوريون“ عام 1991 و”شبح في القوقعة 2“  عام 2001.

يمكننا تلخيص هذه الرؤى على النحو التالي ”لا تنظر إلى الأفكار أو اللغة أو المعلومات على أنها أسمى من الجسد“، و”ارفض ثنائية العقل/الجسد“. لا يعتقد شيرو أن الروح أو الوعي، كما يمثلهما مصطلح ”شبح“، يمكن فصلهما عن الجسد نفسه. بل يعتقد أن الدماغ والجهاز العصبي والجسد والبيئة والمدينة والطبيعة والفضاء نفسه، كلها أجزاء من شبكة واحدة معقدة. يتعلق هذا بمفاهيم بوذية مثل ”أناتّا (عقيدة اللاذات)“ التي تعني أنه لا وجود لروح أبدية منفصلة عن الواقع المحيط بالوجود، و”براتيتياساموتبادا (النشوء المعتمد)“ الذي يعني أن جميع الظواهر تعتمد على بعضها البعض.

ورغم أنه يظهر أسلوبا يحاكي عناصر مدرسة فنية في فيينا وأسلوب السايبربانك الغربي، فإن استراتيجية شيرو تتمثل في مزج القيم الآسيوية التقليدية والروحانية والفلسفة مع أفكار العصر الجديد، ودمجها في جوهر مفهوم الحياة للعمل الفني. وبمعنى آخر، يمثل هذا نقدا لليابان ما بعد الحرب، ويجسد إشكالية الهوية الثقافية في عالم متغير.

نسخ أولية من صفحات أعمال شيرو في المعرض. (© شيرو ماساموني/كودانشا)
نسخ أولية من صفحات أعمال شيرو في المعرض. (© شيرو ماساموني/كودانشا)

”شبح في القوقعة“ والإمكانات البشرية

دعونا الآن نحاول وضع ”شبح في القوقعة“ ضمن اتجاهات اليوم.

هناك ”تخيلات“ عالمية تربط بين مفاهيم التكنولوجيا، باعتبارها تجسيدا للقيم الغربية والمحلية - وليس للإنسانية بشكل عام – مع أفكار تتعلق بالسمات العرقية أو الثقافية والتاريخ. ومن الأمثلة على ذلك هو الأفروفيوتشرزم وهي حركة ثقافية تربط بين التكنولوجيا والأفكار المستقبلية والشتات الأفريقي. تتخذ ”شبح في القوقعة“ هيكلا مشابها، وإن كان من منظور معاكس.

وبعبارة أخرى، تنشئ هذه الأعمال فلسفة تاريخية وقصة عن كيفية تغيير العلم والتكنولوجيا للعالم، مع السعي لإيجاد روابط مع الماضي والتقاليد أثناء ابتكار الجديد. يندمج عمل شيرو ورؤيته للعالم بسلاسة ضمن هذه القصة.

(© شيرو ماساموني/كودانشا)
(© شيرو ماساموني/كودانشا)

لا يزال العالم يشهد حروبا وصراعات بين الأعراق والدول والأديان، حتى مع تزايد التوقعات والمخاوف حول عصر الذكاء الاصطناعي. وقد تحدث شخصية روحية بارزة مثل البابا ليون الرابع عشر، عن ضرورة التعامل مع قضايا الإنسانية والأخلاق والروحانية في عصر الذكاء الاصطناعي.

يمزج شيرو في ”شبح في القوقعة“ بين الحكمة المكتسبة من الأفكار والفلسفات الشرقية والغربية، مظهرا إمكانية ربط التقاليد بعصرنا الحالي. ومن خلال ذلك، يقدم نوعا من التحفيز للبشرية لتخيل وابتكار مستقبل أفضل.

معرض عالم شيو ماساموني: ”شبح في القوقعة“ وطريق الإبداع

  • الموقع الإلكتروي للمعرض باللغة ايابانية فقط):
    https://www.shirow-masamune-ex.jp
  • يقام المعرض في شينسايباشي باركو بأوساكا بدءا من 5 سبتمبر/أيلول حتى 5 أكتوبر/تشرين الأول 2025.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: من اليسار، صورة الغلاف لمانغا ”شبح في القوقعة“ من عددي مايو/أيار 1989 ونوفمبر/تشرين الثاني 1991 من مجلة يونغ كايزوكوبان، بالإضافة إلى صورة غلاف الطبعة المستقلة من المانغا. © شيرو ماساموني/كودانشا)

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | قبل أن يولد الإنترنت كما نعرفه.. كيف استشرف شيرو ماساموني المستقبل في ”شبح في القوقعة“؟ لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا