القاهرة - سمر حسين - صحة

كشفت تقارير صحية حديثة عن انتشار صامت لسلالة شديدة الضراوة من إنفلونزا الطيور H5N1 بين الأبقار الحلوب في الولايات المتحدة، ما أثار موجة من القلق في الأوساط الطبية والبحثية، ويخشى خبراء الأوبئة من أن تؤدي طفرات جينية مكتشفة في الفيروس إلى زيادة قابليته للانتقال إلى أنواع أخرى من الكائنات، بما فيها البشر، ما يُعزز مخاوف من تحول المرض إلى تهديد صحي عالمي.
انتقال غير متوقع من الطيور للأبقار
أظهرت تحاليل جينية متقدمة أن الفيروس انتقل أولًا من الطيور البرية إلى الأبقار، حيث نجح في التسلل إلى أجسام الماشية دون ظهور أعراض واضحة، وأثبتت النتائج أن الأبقار، رغم أنها ليست عائلًا طبيعيًا للفيروس، ساهمت في نشره عبر ولايات أمريكية متعددة نتيجة الاتصال المباشر داخل المزارع ونقل المنتجات المصابة.
سلالات نشطة في الحليب
شملت الدراسة الميدانية التي أجراها المركز الوطني لأمراض الحيوان جمع عينات من الحليب ومسحات أنفية من 26 مزرعة ألبان بـ8 ولايات أمريكية، وأظهرت النتائج وجود الفيروس بشكل أساسي في الحليب، ما يشير إلى احتمال انتقاله عن طريق المنتجات الحيوانية غير المعالجة، رغم وجود اكتشافات محدودة في الأنف.
قلق من طفرات جينية
وأوضحت دراسات التسلسل الجيني أن النمط B3.13 من السلالة H5N1 هو الأكثر انتشارًا بين الأبقار، وتبيّن وجود طفرات منخفضة التردد تساعد الفيروس على التكيف مع خلايا الثدييات، ويعتقد الباحثون أن هذه التغيرات قد تؤدي لاحقًا إلى رفع قدرة الفيروس على الانتقال بين البشر، ما يُنذر بعواقب وبائية وخيمة.
إصابة بشرية تعزز المخاوف
في حادثة نادرة، أُعلن عن إصابة أحد عمال مزارع الألبان بسلالة قريبة من تلك المنتشرة بين الأبقار، ما أعاد الجدل حول احتمالية انتقال المرض إلى الإنسان، وعلى الرغم من أن التحقيقات الوبائية تُشير إلى أن العدوى مصدرها الأبقار، لم تُستبعد احتمالية الإصابة من حيوان وسيط لم تُجمع منه عينات.
ووفقًا لمعلومات منظمة الصحة العالمية، فإن فيروس H5N1 منذ ظهوره في عام 1996، تسبب في إصابة المئات من البشر، بلغت نسب الوفاة بينهم نحو 50%، وتتابع المنظمة حاليًا تطور الفيروس عن كثب، مؤكدة أن تطوره داخل الثدييات، بما فيها الأبقار، يُعد تحولًا وبائيًا يستدعي الحذر.
وتشير تقديرات المنظمة إلى أن الأبقار المصابة تفرز الفيروس لمدة قد تصل إلى 3 أسابيع، ما يزيد من فرصة انتقاله إلى حيوانات أو عمال المزارع، خاصة مع غياب أعراض واضحة.
أعراض إنفلونزا الطيور
أوضحت منظمة الصحة العالمية أن فيروس إنفلونزا الطيور يمكن أن يصيب البشر بأعراض تتشابه في بدايتها مع أعراض الإنفلونزا الموسمية، ما يجعل اكتشافه المبكر تحديًا كبيرًا، خاصة في حال عدم وجود تاريخ مباشر للتعرض للطيور أو الحيوانات المصابة.
وفي هذا السياق، صرح الدكتور مارك جونسون، عالم الفيروسات بجامعة ميزوري، بأن فيروس H5N1 لديه القدرة على التحور والانتشار بشكل واسع، محذرًا من إمكانية تحوله إلى جائحة عالمية إذا لم يتم احتواؤه في مراحله المبكرة، كما دعت الشبكة العالمية للفيروسات «GVN» إلى تعزيز الجهود الإعلامية لتوعية الجمهور بخطورة الفيروس وأعراضه المحتملة.
الأعراض الأولية والخفيفة لإنفلونزا الطيور تشمل:
- السعال
- التهاب الحلق
- سيلان أو انسداد الأنف
- آلام في العضلات أو الجسم
- الصداع
- الشعور بالتعب والإرهاق العام
- صعوبة أو ضيق في التنفس
أعراض أكثر حدة قد تشمل:
- ارتفاع شديد في درجة الحرارة يتجاوز 37.7 درجة مئوية (100 فهرنهايت)
- التهابات شديدة في الجهاز التنفسي العلوي، قد تصل إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي
- الحاجة إلى دخول المستشفى في بعض الحالات
وترى منظمة الصحة العالمية أن تشخيص عدوى إنفلونزا الطيور لا يمكن أن يتم بالاعتماد على الأعراض السريرية فقط، نظرًا لتشابهها مع أمراض أخرى كفيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، ولهذا، فإن الكشف الدقيق يتطلب إجراء اختبارات مخبرية متخصصة، يتم فيها أخذ عينات من الحلق أو الأنف أو العين.