شكرا لقرائتكم خبر عن نجل صالح يكشف لأول مرة: والدي قُتل بكمين في سنحان لا داخل منزله والان مع التفاصيل
عدن - ياسمين التهامي - نجل صالح يكشف لأول مرة: والدي قُتل بكمين في سنحان لا داخل منزله

في شهادة تلفزيونية تُعدّ الأولى من نوعها من داخل أسرة الرئيس اليمني السابق، كشف مدين علي عبدالله صالح، نجل الرئيس الراحل، أن والده لم يُقتل داخل منزله بحي حدة في صنعاء كما ظلت الرواية السائدة منذ ديسمبر 2017، بل لقي مصرعه في كمين نُصب له بجنوب العاصمة، وتحديداً في قرية “الجحشي” بمديرية سنحان، أثناء محاولته التوجه إلى مأرب ومنها إلى السعودية.
جاءت هذه الشهادة ضمن فيلم وثائقي بثّته قناة “العربية” مساء السبت، 26 يوليو، تحت عنوان: “اللحظة الأخيرة”، ليفجّر مفاجأة إعلامية وسياسية بإسقاط السردية التي رُوّجت طيلة السنوات الماضية، والتي مفادها أن صالح قُتل داخل منزله بعد محاصرته من قبل جماعة الحوثي، عقب إعلانه فض الشراكة معها والدعوة للانتفاض ضدها.
بحسب مدين، فإن والده كان يحاول العودة إلى “حصن عفاش”، معقله التقليدي، عندما وقع في الكمين، في مسار بدا أنه خيار اضطراري بعدما فشل في تأمين مخرج آمن من صنعاء. ويضيف: “الكمين كان محكماً، وكانت وجهته النهائية مأرب، ومنها كان سيكمل إلى السعودية”.
هذا الكشف يتقاطع لأول مرة مع ما كانت جماعة الحوثي قد ألمحت إليه بعد مقتل صالح، حين أعلنت مقتله أثناء “محاولته الفرار”، دون أن تقدّم رواية مفصلة أو توضح مكان الحادثة أو ظروفها، في ظل غياب رواية مقابلة رسمية من معسكر الرئيس السابق.
وبينما يفتح الوثائقي الباب مجدداً أمام تساؤلات قديمة متجددة عن ظروف مقتل صالح، إلا أن اللافت في العمل المصوّر كان تجاهله التام لدور العميد طارق محمد عبدالله صالح، نجل شقيق الرئيس الراحل، والذي كان حتى آخر لحظة يقود عمليات المقاومة ضد الحوثيين من قلب صنعاء.
هذا التجاهلٌ بدا متعمداً، خصوصاً أن طارق نجا من تلك المعركة الغامضة وتحوّل بعدها إلى لاعب عسكري رئيسي ضمن قوات الساحل الغربي بدعم من التحالف، دون أن يوضح أو يروي -طيلة هذه السنوات- كيف نجا، ولماذا فشل في إنقاذ عمه، أو ما إذا كان هناك خلل في التنسيق بينهما خلال تلك اللحظات المصيرية.
ورغم مرور أكثر من سبع سنوات وسبعة أشهر على مقتله، لا تزال قضية مصرع صالح تُحيط بها الكثير من علامات الاستفهام، وتتداخل فيها الحسابات السياسية والعائلية، ما يجعل من الشهادة الجديدة لنجله مدين نقطة تحوّل محتملة في مسار الرواية العامة حول نهاية الرجل الذي حكم اليمن لأكثر من ثلاثة عقود قبل أن يُقتل على يد شركائه السابقين في الانقلاب.