القاهرة - سمر حسين - صحة

ربما أصبحت دول آسيا تربة خصبة لانتشار الأوبئة والفيروسات، بسبب الممارسات الخاطئة، أو التغيرات المناخية، أو حتى المتحورات الجديدة من فيروسات موجودة بالفعل، ومؤخرًا أبلغت تايلاند عن حالة وفاة بسبب مرض الجمرة الخبيثة، مع إصابة 4 أشخاص آخرين بالبكتيريا، ويُعتقد أن جميع المصابين التقطوا العدوى بعد ملامسة ماشية مصابة أو منتجات حيوانية ملوثة.
بعد وفاة شخص.. تحذير من تفشي مرض الجمرة الخبيثة القاتل
ونقلًا عن «ديلي ميل»، أبلغ عن 4 حالات مبدئية للجمرة الخبيثة في تايلاند الشهر الماضي، وهم ثلاثة رجال وامرأة تتراوح أعمارهم بين منتصف الثلاثينات وأواخر الخمسينات، وأفادت تقارير محلية بأنّ أحد المرضى، وهو رجل يبلغ من العمر 53 عامًا، تُوفي نتيجة العدوى البكتيرية.
وقال مسؤولون صحيون تايلانديون، إنّ الرجل لجأ إلى العلاج الطبي بعد ظهور قرحة في يده، لكنها تطورت بعد نحو أسبوعين من قيامه بذبح بقرة، لتدهور حالته بسرعة، حيث بدأ الجرح يزداد سوادًا، وهو من العلامات المميزة للمرض، كما انتفخت الغدد اللمفاوية لديه، مع معاناته من دوار وتشنجات، ليتوفى الرجل بعد ثلاثة أيام فقط من توجهه لطلب العلاج في مستشفى محلي.
أما المرضى الثلاثة الآخرون الذين احتاجوا إلى دخول المستشفى في مايو الماضي، فقد تعافوا تمامًا وتمت إعادتهم إلى منازلهم، إذ أظهرت التحاليل التي أُجريت على عينات من المرضى، وجميعهم من مقاطعة موكداهان الواقعة في شمال شرق البلاد على الحدود مع جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية، أنهم مصابون بالجمرة الخبيثة، كما أكدت اختبارات أُجريت على أدوات المطبخ الخاصة بالمتوفى، وعلى لحم مأخوذ من الماشية، وجود بكتيريا الجمرة الخبيثة.
ومن جانبها قالت منظمة الصحة العالمية، إن خطر انتشار التفشي على المستوى المحلي أو الدولي يُعد منخفضًا، ولم تصدر الحكومة البريطانية أي تحذيرات سفر تتعلق بحالات الجمرة الخبيثة في تايلاند.
الجمرة الخبيثة هي عدوى خطيرة تُعرف بارتباطها بالإرهاب البيولوجي، وتنتج عن بكتيريا «Bacillus anthraci»، فعند دخول هذه الأبواغ إلى الجسم عبر الجروح أو الخدوش، قد تنتشر وتفرز سمومًا تؤدي إلى الإصابة بما يُعرف بـالجمرة الخبيثة الجلدية، والتي يمكن أن تسبب مرضًا حادًا قد ينتهي بالوفاة.
وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة، تُعد الجمرة الخبيثة مرضًا حيواني المنشأ وخطيرًا، إلا أنه لا يُعد معديًا من شخص لآخر، وتتميز بكتيريا الجمرة الخبيثة بقدرتها على البقاء في البيئة لفترات طويلة، حيث تظل أبواغها نشطة لسنوات، رغم خطورتها، فإن المرض يمكن علاجه بفعالية إذا تم اكتشافه مبكرًا، خاصة في الدول المتقدمة مثل المملكة المتحدة.
يصيب هذا المرض في الأساس الحيوانات المجترة مثل الأبقار، الجاموس، الماعز، والأغنام، وينتقل إلى الإنسان غالبًا من خلال التلامس المباشر مع الحيوانات المصابة أو تناول لحومها النيئة أو غير المطهوة جيدًا، أو عبر ملامسة الجلود أو الصوف الملوث.
وفي بريطانيا، تُسجل سنويًا حالات قليلة من الإصابة بالجمرة الخبيثة، ووفقًا لبيانات هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، تم تسجيل ثلاث حالات احتاجت إلى علاج في إنجلترا خلال الفترة من 2023 إلى 2024.
أعراض الجمرة الخبيثة
تظهر الأعراض عادةً خلال يوم إلى خمسة أيام، وقد تشمل
- الحمى
- الغثيان
- التقيؤ
- آلامًا شديدة في البطن
- قروح سوداء تشبه القرحة
- ضيق في التنفس.
نصائح للوقاية من الجمرة الخبيثة
تجنب الاتصال مع الأبقار والجاموس والماعز والأغنام.
اغسل يديك ونظف جسمك جيدًا بعد ملامسة الحيوان.
تناول فقط اللحوم المطبوخة المعتمدة بأنها آمنة.
وابلغ عن حالات نفوق الحيوانات غير الطبيعية إلى سلطات الثروة الحيوانية على الفور.
اطلب العناية الطبية في حالة ظهور أعراض غير عادية.