اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

الوحدة الكونفدرالية الخليجية ضرورة وليست ترفاً سياسياً

الوحدة الكونفدرالية الخليجية ضرورة وليست ترفاً سياسياً

علمونا في المدارس ومنذ نعومة أظفارنا أن دول الخليج تربطها وحدة الدم ووحدة المصير والمصالح المشتركة ولو تعمقنا بالتاريخ لوجدنا أن دول الخليج من قبل أن تكون دولا ومنذ قرون كانت كتلة واحدة.

فأسرة الصباح والخليفة كانوا في قطر وتعلموا فيها حرفة الغوص والصيد وتأسيس الدولة الثالثة انطلق من الكويت عندما قام الملك عبدالعزير آل سعود باسترجاع حكم اجداده وكانت عمان ودولة الامارات العربية المتحدة كيانا واحدا ولا زالوا مشتركين بالتاريخ والجغرافيا والدم والنسب والاهل.. فأصل وعمق دول الخليج واحد.

واليوم كل دولة من دول الخليج لها سيادتها ودستورها واستقلاليتها وفي 25 من مايو 1981 تأسس وكان الهدف الأساسي من المجلس هو إيجاد صيغة تعاونية بين دول الخليج خاصة بعد تكوين كيان سياسي جديد وهو الجمهورية الإيرانية وانطلاق مشروع تصدير الثورة لدول الخليج بشكل خاص وبدأت الحرب العراقية الإيرانية وما صاحبها من مخاطر على الإقليم بشكل عام.

ومع ما حققه مجلس التعاون الخليجي من إنجازات إلا أن الصيغة كانت تعاونية وليست تكاملية فكل دولة مستقلة بقرارها ومشاريعها وعلاقاتها السياسية واليوم نحن محتاجون أن نرتقى مع صيغة التعاون الى مشروع اكبر يحقق طموحات الشعوب الخليجية وبنفس الوقت يعطي دول الخليج قوة وسيطرة وقرارات سياسية لها احترامها.. اليوم العالم لا يحترم الدول الصغيرة ويراها دولا وظيفية يعقد الاتفاقيات معها ليحقق مصالحه فقط.

وهذا يدعونا للتفكير بوحدة كونفدرالية خليجية وفكرة الكونفدرالية الخليجية ليست جديدة فقد طرحها الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله ملك المملكة العربية السعودية في دورة مجلس التعاون الخليجي في عام 2011 المنعقدة بالرياض والوحدة الكونفدرالية هي اتحاد دول مستقلة ذات سيادة تتفق على تفويض بعض الصلاحيات الى هيئة مركزية مشتركة دون أن تفقد أي دولة استقلالها.

واليوم وبعد أن أصبحت دول الخليج تحت القصف المتبادل في الحرب الأخيرة بين إيران والكيان الصهيوني والذي متوقع أن يستأنف في أي وقت بصورة أو أخرى أصبحت مصالحنا الاقتصادية والأمنية تحت التهديد فمرة التهديد بإغلاق مضيق هرمز ومرة تعطل الملاحة البحرية والجوية وثالثة التهديد بضرب المصالح الامريكية في الخليج كما حصل في ضرب قاعدة العديد اصبح التفكير بالوحدة الكونفدرالية ضرورة لحفظ المصالح الخليجية وأن يكون قرار دول مجلس التعاون جزءا من أي مفاوضات سياسية ولا يفرض القرار عليها فرضا وبدون حتى مشاورتها.

ولنا تجربة في فكرة الاتحاد الكونفدرالي ممكن أن نقتبسها وهي الاتحاد الأوروبي فقد استطاعت بعض الدول الأوروبية ان يكون بينها اتحاد كونفدرالي نتج عنه حلف عسكري وعملة موحدة وهي اليورو واستطاعت ان تسهل المعاملات الاقتصادية وتدعم المنتجات بينها وأن تنقذ الاقتصادات الأوروبية وهذا ما شاهدناه في أزمة اليونان وأسبانيا وان ترفع اقتصادات دول أخرى مثل بولندا ورومانيا والبرتغال والاكبر من هذا اصبح لها قرار سياسي مؤثر في المفاوضات الدولية ولها صوت له اعتباراته وسوق اقتصادي ضخم.

واليوم دول الخليج تملك 30% من الاحتياطي العالمي للنفط وتنتج أكثر من 25% من انتاج العالم النفطي وتصدر اكثر من 35% منه وتنتج اكثر من 11% من الغاز الطبيعي في العالم وتسيطر على أهم ثلاث ممرات مائية التي تربط بين الجانب الاسيوي والافريقي والاوروبي وتملك أهم الصناديق السيادية في العالم ولها إنتاج زراعي وتنوع اقتصادي غير نفطي ولها علاقات دبلوماسية وسياسية كبيرة واصبح اسم بعض دول الخليج يتداول في المفاوضات السياسية كلاعب أساسي ولها مبادرات كبيرة في المفاوضات.

ولو رسمنا صورة تخيلية ونتمنى ان تكون في يوم من الأيام واقعا.. وهي وجود كونفدرالية خليجية تملك قرارها مع كل هذه القوة الاقتصادية والدبلوماسية والإقليمية اعتقد ان كثيرا من القرارات العالمية سوف تتغير.. فالمنطق اليوم يقول (ما هي قوتك أقول من أنت وما هو موقعك بالعالم).

مرزوق فليج الحربي – الشرق القطرية

كانت هذه تفاصيل خبر الوحدة الكونفدرالية الخليجية ضرورة وليست ترفاً سياسياً لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

قد تقرأ أيضا