في عالم الإدارة، تعوَّد الكثيرون على التفكير بمنطق الإضافة، إضافة موظفين، إضافة مهام، إضافة أدوات وتطبيقات، وحتى إضافة اجتماعات ومتابعات. لكن ما لا يدركه البعض، هو أنَّ الإدارة الفعَّالة لا تُقاس بما تُضيف، بل أحيانًا بما تستطيع الاستغناء عنه، ومن هنا تنبثق فلسفة «الإدارة بالاستغناء».
الإدارة بالاستغناء، هي نمط إداري يرتكز على التقليل المدروس، وإلغاء العناصر غير الضروريَّة في النظام الإداري، والهدف منها ليس التقشُّف، بل تحرير الطاقات، وتعظيم القيمة من خلال إزالة ما لا يخدم الغاية النهائيَّة.
يشمل ذلك؛ الاستغناء عن إجراءات معقَّدة لا تضيف قيمةً، أو موظفين لا يتوافق أداؤهم مع الرُّؤية العامَّة، أو أدوات تقنية زائدة وغير فعَّالة، أو اجتماعات دوريَّة بلا مخرجات، أو مهام متكرِّرة يمكن أتمتتها أو توكيلها.لماذا يُعدُّ الاستغناء ضرورة إداريَّة اليوم؟.
– زمن السرعة لا يتحمَّل الزوائد، فالأسواق تتغيَّر بوتيرةٍ متسارعةٍ، والمنافسة شرسة، فالشركات التي لا تتخلَّص من الترهلات، تتأخَّر. «الاستغناء الذكي» يتيح سرعة في اتِّخاذ القرار، ومرونة في الحركة.
– الإبقاء على عناصر ضعيفة يُرهق الأقوياء، فوجود موظف غير منتج، أو إجراء عقيم، لا يضر بحد ذاته، لكنَّه يُثقِل كاهل الفريق، ويُبدِّد الطاقة، ويُقلِّل من الروح المعنويَّة.
– الاستغناء يمكِّن الإضافة الصحيحة، حين تستغني عن الأدوار الزائدة، يمكنك تخصيص الموارد لما هو أهم: تطوير المهارات، تحديث الأنظمة، أو تحفيز الكفاءات.
هناك فرق بين الإدارة بالاستغناء والفصل العشوائي، فمن المهم التمييز بينهما، فالأولى مدروسة ومبنية على تحليل الأثر والفائدة، بينما الثانية انفعالية أو ارتجالية.أمَّا عن كيفيَّة تطبيق الإدارة بالاستغناء بفعاليَّة؟ فابدأ بالمراجعة لا بالحذف، واجعل ثقافة «التحسين بالحذف» عادة دوريَّة، وكُن شجاعًا في القرارات، إنسانيًّا في التنفيذ.
قد يكون الاستغناء خاطئًا، وذلك حين يتم بدافع الانفعال أو الضغط الخارجي بلا تقييم، أو عندما لا تكون هناك خطة للتعامل مع تبعاته، أو إذا تم دون إشراك المعنيين بالقرار، أو دون شفافية.
الإدارة بالاستغناء ليست فلسفة جافَّة، بل فن تطهير المسار من الحواجز، إنَّها مهارة إداريَّة متقدِّمة تتطلَّب شجاعة في النظر إلى «ما لا نحتاجه»، وذكاء في صياغة «ما نحتاجه فعلًا». في عالم مليء بالتعقيد. قد يكون مفتاح القيادة الحكيمة ليس في إضافة الجديد، بل في حذف القديم، الذي لم يعد يخدم الطريق.
«أحسن القادة؛ ليس مَن يملكون كل الأدوات، بل من يعرفون بالضبط أي أداة يجب ألَّا تُستخدم».
د. أحمد أسعد خليل – جريدة المدينة
كانت هذه تفاصيل خبر الإدارة بالاستغناء!! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.