اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

فن التراجع!

  • فن التراجع! 1/2
  • فن التراجع! 2/2

قيمتنا بما نملكه من اهتماماتٍ وما نُظهرُه من شغف هذا ما تجري عليه الأمور وتقاس به نظرة الآخرين، ولكن يأتي صوتٌ مغاير ليُحدثَ صدىً فريدًا: صوتٌ يدعو إلى “اللامبالاة الذكية”. قد تبدو الكلمة غريبة أو حتى مستفزة، لكنها في جوهرها ليست دعوةً للتبلد أو الانعزال، بل هي فنٌ رفيعٌ لإعادة ترتيب أولوياتنا، وتركيز طاقتنا على ما يهم حقًا.

إنها فلسفةٌ تقوم على مبدأٍ بسيطٍ ولكنه عميق: أن المبالغة في الاهتمام بكل شيءٍ تُفقدنا القدرة على الاهتمام بما هو جوهري. إنها دعوةٌ إلى التراجع خطوةً للوراء، ليس هروبًا من الواقع، بل لإعادة النظر في تفاعلاتنا مع الحياة. على عكس ما هو شائع، فإن التراجع عن الاهتمام بالأمور السلبية لا يُضعفنا، بل يُولّد فينا قوةً لا تُقدّر.

وإذا نظرنا بشكل مختلف إلى الألم سوف نكتشف أنه ليس دائمًا عدوًا. بل المعلم الصادق الذي يُجبرنا على النمو. فمثلا الألم في صالة التمرينات يمنحنا صحةً وقوة، والفشل في الأعمال يُكسبنا بصيرةً لا يُمكن أن تُشترى بالنجاح. إن الانفتاح على مصادر قلقنا يجعلنا أكثر ثقةً بالنفس، لأننا نُدرك أن شجاعتنا لا تكمن في غياب الخوف، بل في قدرتنا على مواجهته.

إن المواجهة الصادقة مع الذات هي الطريق لبناء الثقة والاحترام. عندما نتقبل نقاط ضعفنا وندرك أن معاناتنا ليست وصمة عار، بل هي جزءٌ من رحلتنا، فإننا نتحرر من قيود الكمال الموهوم. هذا التقبل ليس سهلاً، إنه صراعٌ يوميٌ يستغرق عمرًا، ولكنه صراع يستحق أن نخوضه.

عندما نُصبح مهووسين بضرورة أن يكون كل شيءٍ على ما يُرام، نُحاصر أنفسنا في سجنٍ من التوقعات غير الواقعية. كل خلافٍ يُصبح ظلمًا، وكل تحدٍّ يُصبح فشلاً، وكل إزعاجٍ يُصبح إهانةً شخصية. نقع فريسةً.. لجحيم الأنا.. الذي يغذي نفسه بالشكوى والرثاء، في حلقةٍ مفرغةٍ لا تؤدي إلى أي مكان.

ما أود الدعوة إليه هو إعادة النظر في اهتماماتنا. اللامبالاة الذكية لا تعني عدم الاكتراث، بل تعني أن تهتم بطريقةٍ تُريحك أنت. إنها فنٌ يتطلب منك أن تُحدد ما يستحق اهتمامك حقًا.

وكل شخص يمكنه أن يختار ويحدد ما يمنحه اهتمامه، سواءً بوعيٍ أو بدون وعي. بحيث تصبح اختياراتك اليومية خطواتٌ نحو حياةٍ أكثر هدوء، وأكثر حرية. لتهتم بالأمور التي تُثريك، وتُنمّيك، وتجعلك إنسانًا أفضل، ودع ما سواها يمرّ بسلام.

حسام زايد – مصراوي
2025_7_20_13_45_17_295.webp

صورة اسماء عثمان

اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.

كانت هذه تفاصيل خبر فن التراجع! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا