أبرز الأخبار
أسواق المال
الأخبار العالمية

امرأة سودانية نازحة من دارفور إلى تشاد (أرشيفية)


28 أغسطس 2025 02:26
أحمد شعبان (نجامينا، القاهرة)
أعلنت وزارة الصحة في تشاد وفاة 68 شخصاً بالكوليرا في شرق البلد منذ الإعلان عن تفشّي الوباء في مخيّم للاجئين السودانيين في أواخر يوليو.
وقال تاج الدين محمد الأمامين، مدير الإعلام في الوزارة، إنه منذ الإعلان عن أوّل حالة للكوليرا في مخيّم دوغي للاجئين، وصل مجموع عدد المصابين حتى اليوم إلى 1016 مصاباً، منهم من تعافى ومنهم من نقل إلى المستشفى ومنهم من توفّي وعدد هؤلاء «68 حالة وفاة».
وفي وقت سابق، عزت الأمم المتحدة هذا التفشّي السريع للكوليرا إلى التدفّق الكبير للاجئين السودانيين إلى المخيّمات والبلدات في المناطق التشادية المحاذية للسودان حيث يعيشون من دون مستلزمات صحّية أو مياه شرب.
في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة السودانية، أمس، تسجيل 1210 إصابات جديدة بالكوليرا بينها 36 وفاة خلال أسبوع، لافتة في بيان، إلى ارتفاع عدد الإصابات إلى 102 ألف و831 بينها 2561 وفاة منذ بدء الوباء في أغسطس 2024، وذلك بعد تسجيل 1210 إصابة جديدة بينها 36 حالة وفاة خلال أسبوع.
وحذرت الدكتورة نورهان شرارة، الباحثة في الشؤون السياسية والأفريقية من خطورة انهيار المنظومة الصحية في السودان، إذ إن المستشفيات شمال دارفور تعمل بأقل من 20% من طاقتها، مع نقص حاد في الأدوية والمعدات، مما سمح بانتشار «الكوليرا» و«الملاريا» والأمراض التنفسية على نطاق واسع، إضافة إلى انتشار أمراض سوء التغذية بين الأطفال، بسبب انعدام المياه النظيفة، مما يجعل الوضع في السودان كارثة صحية متكاملة.
وأشارت شرارة في تصريحات لـ «الاتحاد» إلى تفاقم أزمة النزوح الداخلي واللجوء الخارجي بشكل غير مسبوق، حيث اضطر ملايين السودانيين إلى الفرار من مناطق القتال، مما يزيد الضغط على المجتمعات المُضيفة والمخيمات التي تفتقر إلى الماء والغذاء والصرف الصحي، مشددة على أهمية دور المجتمع الدولي في إنقاذ النازحين واللاجئين، وفتح ممرات إنسانية آمنة بشكل عاجل، للسماح بوصول المساعدات من دون عوائق.
ودعت إلى زيادة التمويل الدولي لخطة الاستجابة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، التي تعاني فجوة ضخمة، مؤكدة أن هناك حاجة عاجلة إلى تمويل إضافي لتوفير الغذاء والدواء ومياه الشرب، وتعزيز الدعم الصحي، عبر إرسال فرق طبية عاجلة لمكافحة «الكوليرا»، وتقديم اللقاحات والأدوية الأساسية.
وشددت شرارة على أهمية وجود آليات رقابة دولية محايدة لضمان وصول المساعدات إلى المدنيين وعدم استغلالها من الأطراف المتنازعة، مع التأكيد على ضرورة وضع حلول طويلة المدى، مثل دعم الزراعة المحلية، وإعادة بناء المنظومتين الصحية والغذائية تدريجياً.
وذكرت الباحثة في الشؤون السياسية والأفريقية، أن النزاع الدائر في السودان منذ أبريل 2023 أدى إلى تفاقم الأزمات الإنسانية المتعلقة بنقص الغذاء، بسبب توقف الزراعة، وتعطل سلاسل الإمداد، واتساع رقعة النزوح، مما جعل ملايين السودانيين يعتمدون على مساعدات محدودة، موضحة أن السودان بات من أكبر بؤر الجوع في العالم، مع وصول بعض المناطق إلى حالة المجاعة، بحسب تقارير أممية.
من جهته، حذر السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، من خطورة تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان بسبب النزاع المسلح، مشيراً إلى أن الجهود التي تُبذل من جانب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية لم تحقق الهدف المنشود في مواجهة تدهور الأوضاع الإنسانية في كثير من المناطق السودانية، مما أسهم في تردي الأحوال المعيشية على نحو غير مسبوق.
وشدد حليمة، في تصريح لـ«الاتحاد»، على أن هذا الوضع المتردي يفرض ضرورة زيادة المساعدات الإنسانية وتنويعها وإيصالها بكميات كافية، إضافة إلى فتح الممرات لمواجهة الأوضاع المعيشية المتدهورة، حيث يُقدر عدد المحتاجين إلى المساعدات بنحو 25 مليون سوداني، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن.
وأشار إلى أن هناك جهوداً مطلوبة إلى جانب الدعم الدولي، لكن الموقف الحاسم يظل وقف إطلاق النار، وتهيئة المناخ لإدخال المساعدات الإنسانية، والشروع في عملية التعافي المبكر، مشدداً على ضرورة وجود أفق سياسي يدفع الطرفين المتنازعين إلى وقف الحرب.
الأكثر قراءة
آخر الأخبار
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©