ابوظبي - سيف اليزيد - غزة (الاتحاد)
كثّفت إسرائيل، أمس، حشد قواتها مع بدء استجابة جنود الاحتياط لأوامر الاستدعاء تمهيداً لإطلاق هجوم هدفه السيطرة على مدينة غزة في شمال القطاع المحاصر والمدمّر.
وأفاد الدفاع المدني عن مقتل ما لا يقل عن 100 شخص في مختلف أنحاء القطاع أمس، مع تكثيف إسرائيل منذ أيام القصف والعمليات على مدينة غزة، وهي الأكبر فيه.
وتمضي إسرائيل في الخطة التي أقرتها للسيطرة على المدينة، على رغم تزايد الضغوط الدولية والداخلية التي تدعوها لإنهاء الحرب في غزة حيث أعلنت الأمم المتحدة المجاعة الشهر الماضي.
وتقدّر الأمم المتحدة أنّ عدد سكّان محافظة غزة التي تضم مدينة غزة والمناطق المحيطة بها، يصل إلى نحو مليون نسمة، علماً بأن آلاف السكان غادروا المدينة في شمال القطاع.
وبينما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن عملية تعبئة عشرات آلاف جنود الاحتياط بدأت أمس، بشكل تدريجي، قالت قناة «كان 12» إن موجة ثانية من أوامر الاستدعاء متوقعة في نوفمبر. وقال مصدر عسكري: إن الجيش يقوم باستعدادات لوجستية وعملياتية تمهيداً لتوسيع نطاق القتال وتجنيد واسع لقوات الاحتياط.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه بدأ بتجنيد عشرات آلاف الجنود في إطار الاستعدادات لاحتلال مدينة غزة، متجاهلاً تحذيرات دولية بشأن حدوث كارثة إنسانية في المدينة التي يسكنها نحو مليون فلسطيني.
وأضاف: «في إطار هذه الاستعدادات، سيتم تزويد الجنود بوسائل قتالية، ومعدات شخصية وتجهيزات تكتيكية كاملة».
وكان وزير الدفاع يسرائيل كاتس وافق أواخر أغسطس على خطة الجيش للهجوم على مدينة غزة، واستدعاء قرابة 60 ألف جندي احتياط. وبحسب مسؤول عسكري إسرائيلي فإن القوات التي ستقود المرحلة المقبلة من العمليات في غزة ستكون من القوات النظامية وليس من الاحتياط.
وأفاد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل، بسقوط «100 قتيل على الأقل في قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء جراء القصف الإسرائيلي».
ومن بين القتلى 13 شخصاً قتلوا في استهداف طائرات إسرائيلية الطابق الأخير من عمارة سكنية غرب حي «تل الهوى» في جنوب غرب مدينة غزة.
وأظهرت لقطات، عقب الغارة في حي تل الهوى، دماراً هائلاً في إحدى الشقق السكنية حيث كان عمال الإغاثة والسكان يبحثون عن عالقين بين الركام، قبل أن ينتشلوا جثمان طفل.
في الأثناء، فجر الجيش الإسرائيلي آليات عسكرية مفخخة داخل الأحياء السكنية ونسف المنازل في منطقتي شرق حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، وحي الزيتون جنوبي المدينة، فيما شنت الطائرات الحربية باستمرار غارات عنيفة في تلك المناطق.