الرياص - اسماء السيد - تتناول جولة الصحافة هذا اليوم، مقالاً يتحدث عن الحضور الذي يتمتع به الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لدرجة انتشار إشاعة بشأن وفاته إثر غيابه لفترة قصيرة، ومقالاً آخر يشير إلى أن اتفاق الغاز بين الصين وروسيا يمثل "تهديداً" للولايات المتحدة، كما نتناول مقالاً حول التعديل الوزاري الذي أجراه رئيس الوزراء البريطاني، ووصف بـ "فرصة أخيرة".
في وول ستريت جورنال، كتب، جوزيف إبستاين، مقالاً يتحدث فيه عن إشاعة وفاة ترامب بعد غيابه 3 أيام في عطلة نهاية الأسبوع.
وبينما يظن إبستاين أن ترامب قضى معظم عطلته بين لعب الغولف وقضاء الوقت مع عائلته، فقد عبَّر الكاتب الأمريكي عن سعادته بذلك الغياب القصير لترامب، معللاً ذلك بالسأم من "حديثه المستمر عن إنجازاته، وإهانة أعدائه، وتهديد بقية العالم بالرسوم الجمركية".
لكنه تحدث عن "طاقة استثنائية" يتمتع بها الرئيس الجمهوري، قائلاً: "لم يسبق لرئيس في التاريخ الحديث أن كان حاضراً أمامنا باستمرار كما ترامب".
ووفقاً للكاتب فإنَّ "المشكلة" تكمن في شخصية ترامب، التي "لا ترضي الجميع"، وأنَّ "المشكلة الأكبر هي التداخل المستمر للسياسة في حياتنا الذي جلبته رئاسة ترامب".
وقال جوزيف إبستاين إن "التعهد بجعل أمريكا عظيمةً مجدداً هو أحدث وعد سياسي، وربما الأكثر إلحاحاً تاريخياً" وأصبح مؤسسه ترامب "حاضراً في حياتنا العامة بشكل متكرر إلى درجة أن غيابه خلال عطلة يوم العمال أثار إشاعة وفاته".
وأضاف: "سواء أحببته أم كرهته، يبدو أنه لا يمكن لأحد أن يكون محايداً تجاه ترامب. إنه تجسيد للانقسام السياسي".
واقتبس الكاتب حديثاً للفيلسوف الإنجليزي، مايكل أوكيشوت، يقول فيه: "الاهتمام العام والانشغال بالسياسة هو العلامة الأكيدة على التدهور العام في المجتمع"، معتبراً أنَّ الولايات المتحدة على مدى العقد الماضي "كانت تعيش مع هذا الانشغال السياسي".
واستشهد الكاتب بحديث أوكيشوت بأنَّ "السياسة فن العيش معاً والتعامل العادل مع بعضنا بعضاً، وليس فرض أسلوب حياة، بل تنظيم حياة مشتركة"، مضيفاً أنَّه بينما تقدم السياسة وعوداً بشأن المستقبل، فقد كان أوكشوت يفضّل العيش في الحاضر.
ورأى في هذا الصدد، أن الحزبين السياسيين في الولايات المتحدة "لا يتفقان مع هذا، فكل منها يدّعي أنه وحده يعرف الطريق إلى حياة مثالية".
وبينما أعرب الكاتب عن إعجابه بالعديد من سياسات ترامب مثل "دعمه لإسرائيل، ومكافحته للجريمة في المدن، ورغبته في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية"، لكنه في ذات الوقت يكره "غروره وتباهيه وتدفق إهاناته المتواصل".
وقال إن "الانشغال بالسياسية من غير المرجح أن تنتهي حتى بعد مغادرة ترامب لمنصبه".
ولذلك، يقترح الكاتب "حظر السياسة في أيام معينة من السنة"، على غرار تلك العطلات التي تُغلق فيها البورصة.
خط غاز بين الصين وروسيا "تهديد" للولايات المتحدة

في صحيفة فايننشال تايمز نقرأ مقالاً بعنوان: "صفقة الغاز المربحة بين الصين وروسيا قد تثير غضب مصدري الطاقة الأميركيين".
وتحدثت الصحيفة عن القمة التي جمعت زعماء الصين وروسيا وكوريا الشمالية وأنتجت أموراً وصفتها بـ "الصادمة"، ليس فقط تلك المتعلقة بتقنيات الصواريخ الجديدة والغواصات المسيرة، وما بدا كأنه ذئاب آلية ذاتية التشغيل، بل مشيرة أيضاً إلى تهديد مختلف لاحظه مستثمرو الطاقة يتعلق بـ "تقدم محتمل في إنشاء خط أنابيب غاز طبيعي جديد بين روسيا والصين، الذي قد يترك الموردين الأمريكيين، إذا نفد، خارج المنافسة".
خط أنابيب "قوة سيبيريا 2" سينقل 50 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى الصين سنوياً، ربما بدءاً من أوائل 2030، وفق الصحيفة التي قالت إن "مثل هذه الاستثمارات في البنية التحتية مدعومة بعقد توريد يمتد لعقود، وهو ملزم للمشتري والبائع".
وذكرت أن "المشكلة بالنسبة للدول الأخرى تتمثل في أن الواردات الروسية الأرخص إلى الصين من شأنها أن تحل محل قدر كبير من الغاز الطبيعي المسال الذي كان من المتوقع أن تشتريه الصين من مصادر أخرى".
لذا "يتوقع أن يُثير الأمر قلق الولايات المتحدة، التي تُعدّ أكبر مُصدّر للوقود"، خصوصاً أن الكمية المصدرة "ستلبي جزءاً كبيراً من نمو الطلب في الصين بنحو 150 مليار متر مكعب خلال تلك الفترة".
وتقول الصحيفة إنه حتى بدون مشروع "قوة سيبيريا 2"، فهناك بالفعل خطرٌ من تدفق فائض الغاز الطبيعي المسال في النظام، إذ تقدّر الوكالة الدولية للطاقة أن المشاريع قيد الإنشاء ستضيف نحو 300 مليار متر مكعب سنوياً من الغاز الطبيعي المسال بحلول 2030، نصفها تقريباً من الولايات المتحدة، وهو ما يفوق النمو المتوقع للطلب خلال تلك الفترة، مما يخلق فائضاً حتى أوائل العام 2030.
وسيساهم خط أنابيب جديد بين روسيا والصين في تمديد هذا الفائض، مما يحافظ على انخفاض الأسعار لفترة أطول بحسب الصحيفة.
وقالت إن شركات تطوير الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة، ستتمتع ببعض الحماية من هذه التقلبات في الإمدادات على المدى القصير، لكن خط أنابيب "قوة سيبيريا 2" سيشكل على المدى الطويل مشكلة لهذه الشركات.
"فرصة أخيرة" لستارمر

وبالانتقال إلى صحيفة التلغراف، كتب جيمس كيركوب، مقالاً عنونه بـ "ربما منح ستارمر نفسه فرصة أخيرة".
وتحدث الكاتب عن التعديل الوزاري الذي أجراه رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، بعد استقالة نائبته ووزيرة الدولة للإسكان، أنغيلا راينر، على خلفية مشكلات ضريبية.
وقال الكاتب إن رد ستارمر على استقالة راينر تظهر أنه "تعلم الدرس جيداً".
ورأى أن أبرز التعيينات في التعديل الوزاري شابانا محمود في وزارة الداخلية، وبات ماكفادن في وزارة العمل والمعاشات، وقال إن هذه التعيينات تشير إلى أن ستارمر حدد أهم الاحتياجات السياسية لحكومته، وأرسل وزراءه الأكثر كفاءةً لتلبيتها.
وأشار إلى أن مصير رئيس الوزراء وربما حكومة حزب العمال أصبح الآن بين أيديهم، وإذا نجحوا في مهمتهم قد تبرز شابانا محمود في القائمة المحتملة لتولي رئاسة الوزراء.
ويعرب الكاتب عن اتفاقه مع الحديث القائل بأن "التعديل الوزاري لم يكن رد فعل بل كان تنفيذاً مبكراً لأجندة مخططة مسبقاً".
وينظر إلى شابانا محمود على أنها "أفضل أعضاء الحكومة"، مع تركيزها على مخاوف الناخبين بشأن القانون والنظام عند ما كانت وزيرة للعدل. وبعد توليها منصب وزيرة الداخلية يتوقع منها نهجاً صارماً بينما يكافح حزب العمال للتعامل مع صعود حزب إصلاح المملكة المتحدة فيما يتعلق بالهجرة غير القانونية.
ويرى الكاتب أن الأحزاب السياسية الناجحة "عبارة عن تحالفات"، مما يجعل التعديل الوزاري "تحدياً متمثلاً في الحفاظ على تماسك تحالف الحزب... هذا التحدي سيحدد قيادة ستارمر أو أي شخص آخر يقود حزب العمال إلى الانتخابات المقبلة".