أظهرت دراسة حديثة نُشرت في موقع «ديلي ميل» البريطاني، عن علاقة مقلقة بين استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة وارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض العصبية والنفسية، وهذه الأطعمة، التي تشمل رقائق البطاطس، والأطعمة الجاهزة، وغيرها من المنتجات المصنعة، تمثل نسبة كبيرة تصل إلى 70% من النظام الغذائي في الولايات المتحدة.

وتشير الدراسة إلى أن هذه الأطعمة تحتوي على جزيئات بلاستيكية دقيقة تدخل الجسم أثناء عملية التصنيع بسبب التعبئة في عبوات بلاستيكية، وهذه الجزيئات الصغيرة للغاية قادرة على عبور حاجز الدم في الدماغ، مما يؤدي إلى التهابات وتلف في الخلايا العصبية، ويساهم في ظهور اضطرابات مثل الاكتئاب، القلق، الخرف، وحتى التوحد.

المحور الدماغي المعوي

كما أوضحت الدراسة أن الأطعمة فائقة المعالجة تؤثر سلبًا على توازن الأمعاء، وهو ما يُعرف بمحور «الدماغي المعوي»، حيث يؤثر اضطراب الأمعاء على الصحة النفسية والمزاج، بالإضافة إلى ذلك، تحتوي هذه الأطعمة على نسب عالية من السكر، الدهون، والمحليات الصناعية، مما يزيد من الالتهابات ويؤثر على الإشارات العصبية في الجسم.

تأثير الأطعمة فائقة المعالجة على الدماغ

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد علام، استشاري التغذية العلاجية، إن الأطعمة فائقة المعالجة أصبحت تمثل أزمة كبيرة أمام الصحة العقلية والنفسية في هذه الأيام، وأوضح أن هذه الأطعمة لا تقتصر أضرارها على زيادة الوزن أو الأمراض المزمنة فقط، بل تمتد لتشمل الدماغ والجهاز العصبي بشكل مباشر.

المكونات الضارة وتأثيرها على الصحة النفسية

وأشار إلى أن الأطعمة المصنعة تحتوي عادة على كميات كبيرة من المواد الحافظة، والنكهات الصناعية، والمحليات، بالإضافة إلى الدهون المهدرجة والسكر المضاف، وأكد أن هذه المكونات تؤدي إلى التهابات مزمنة في الجسم، والتي بدورها تؤثر على صحة الدماغ وتزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، القلق، وضعف الذاكرة.

نقص العناصر الغذائية وتأثيره على الدماغ

وأضاف أن الدراسات الحديثة بدأت تربط بين الاستهلاك المفرط للأطعمة فائقة المعالجة وارتفاع معدلات الإصابة بالخرف واضطرابات المزاج، حيث أن هذه الأطعمة تفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية مثل الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، والتي تساعد في حماية خلايا الدماغ من التلف، كما أن نقص هذه العناصر يؤدي إلى ضعف في إنتاج الناقلات العصبية المسؤولة عن تنظيم المزاج والتركيز والذاكرة.

محور الدماغي المعوي وصحة الجهاز العصبي

وأوضح أن محور «الدماغي المعوي»، هو أحد أهم الاكتشافات في السنوات الأخيرة، حيث أثبتت الأبحاث أن صحة الأمعاء تؤثر بشكل مباشر على صحة الدماغ، إذ يقول أنه عندما نتناول أطعمة فقيرة بالألياف وغنية بالمواد الصناعية، يتأثر توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يؤدي إلى زيادة الالتهابات، وهذا ينعكس سلبا على المزاج وقدرة الإنسان على التعامل مع التوتر والضغوط النفسية.

الجزيئات البلاستيكية الدقيقة وخطرها على الدماغ

وأشار إلى أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة التي قد تتسرب إلى الأطعمة أثناء التصنيع والتعبئة تمثل خطرا إضافيا، حيث يمكن أن تتراكم في الجسم وتصل إلى الدماغ، مسببة التهابات وتلفا في الخلايا العصبية، وهو ما قد يفسر جزئيا ارتفاع معدلات بعض الأمراض العصبية في المجتمعات التي تعتمد بشكل كبير على الأطعمة المصنعة.

نصائح للوقاية وتعزيز الصحة النفسية

ونصح الدكتور احمد علام، بضرورة تقليل الاعتماد على الأطعمة فائقة المعالجة، والحرص على تناول الأطعمة الطبيعية الطازجة مثل:

• الخضروات
• الفواكه
• الحبوب الكاملة
• البروتينات الصحية

 كما شدد على أهمية شرب الماء النقي، وتجنب المشروبات الغازية والمحلاة، التي تزيد من العبء على الجسم والدماغ.