كشف تقرير نشر مؤخرًا على موقع «BBC»، عن فتاة اعتمدت على روبوتات الذكاء الاصطناعي لمساعدتها في التعامل مع مشاكلها النفسية، بدلا من اللجوء للعلاج التقليدي، وأوضح التقرير أن استخدام هذه الروبوتات قد يوفر دعما نفسيا سريعًا ويساعد البعض على تجاوز أوقات صعبة، لكنه يحمل أيضا بعض الأضرار، خاصة إذا تم الاعتماد عليه بشكل كامل بدل الدعم البشري أو المهني.

تأثير روبوتات الذكاء الاصطناعي على الصحة النفسية

وفي هذا السياق، أشار الدكتور وحيد مصطفى، استشاري الصحة النفسية، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إلى أن الاعتماد على روبوتات الذكاء الاصطناعي في الدعم النفسي أصبح ظاهرة متزايدة بين الشباب، خاصة مع سهولة الوصول لهذه التقنيات وتوفرها على مدار الساعة، وأوضح أن هذه الروبوتات تقدم بعض المنافع، لكنها تحمل أيضًا مخاطر لا يجب تجاهلها.

منافع الذكاء الاصطناعي في الدعم النفسي

وقال إن روبوتات الدردشة الذكية يمكن أن تساعد في تقديم الدعم النفسي الأولي، خاصة للأشخاص الذين يشعرون بالعزلة أو يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم أمام الآخرين، وأضاف أن هذه الروبوتات متاحة في أي وقت، وتوفر مساحة آمنة للتعبير عن المشاعر دون خوف من الحكم أو الإحراج، كما يمكن أن تساعد في تخفيف التوتر والقلق من خلال تقديم نصائح سريعة أو تمارين استرخاء بسيطة.

وأشار أيضًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون وسيلة مؤقتة مفيدة للأشخاص الذين ينتظرون دورهم في العلاج النفسي التقليدي أو الذين لا تتوفر لهم خدمات الدعم النفسي بسهولة، وأكد أن بعض الروبوتات مزودة ببرامج علمية تساعد المستخدمين على فهم مشاعرهم بشكل أفضل، وتقديم استراتيجيات للتعامل مع الضغوط اليومية.

أضرار ومخاطر الاعتماد على الذكاء الاصطناعي

وعلى الرغم من هذه المنافع، حذر من الاعتماد الكامل على روبوتات الذكاء الاصطناعي في العلاج النفسي، موضحًا أن هذه الروبوتات تفتقر إلى الفهم العميق للمشاعر الإنسانية ولا تستطيع دائمًا تقدير خطورة الحالات النفسية، وقال هناك حالات معقدة تتطلب تدخلاً بشريا متخصصا، مثل الاكتئاب الحاد أو الأفكار الانتحارية، ولا يمكن لروبوت أن يحل محل الطبيب أو الأخصائي النفسي.

وأضاف أن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية، حيث يعتاد الشخص على التواصل مع الروبوت بدلاً من التفاعل مع البشر، مما يضعف مهاراته الاجتماعية ويزيد من شعوره بالوحدة، كما أشار إلى أن بعض الروبوتات قد تقدم نصائح غير مناسبة أو حتى ضارة، خاصة إذا لم تكن مبرمجة بشكل علمي دقيق، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم الحالة النفسية بدلاً من تحسينها.

وأكد أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه فهم السياق الثقافي والاجتماعي لكل مستخدم، وبالتالي قد تكون نصائحه غير ملائمة أو غير واقعية في بعض الأحيان، وشدد على ضرورة وجود رقابة وتحديث مستمر لهذه التقنيات، لضمان عدم تقديم معلومات مضللة أو ضارة للمستخدمين.

متى يكون الذكاء الاصطناعي مفيدا؟

وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة مساعدة جيدة إذا تم استخدامه بشكل مكمل للعلاج النفسي التقليدي، وليس بديلاً عنه، ونصح الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية حادة أو مستمرة بعدم الاعتماد فقط على الروبوتات، بل البحث عن دعم من متخصصين وأصدقاء وأفراد الأسرة.