في الوقت التي رفعت فيه بعض الدول تحذيراتها لمنع انتشار الفيروسات التنفسية، ارتفعت أعداد الأطفال المصابين بـ«مرض فيكتوري» القاتل، إذ حذّر الخبراء اليوم الآباء من ضرورة توخي الحذر من عودة الحمى القرمزية، التي وُصفت بأنها «شديدة العدوى» وقد تكون مميتة.

ووفقًا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فإن المرض المعدي الذي كان شائعًا في العصر الفيكتوري، يصيب في الغالب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و8 أعوام، ورغم أنه كان يشكل خطرًا كبيرًا في الماضي، إلا أن علاج الحمى القرمزية أصبح اليوم ممكنا بالمضادات الحيوية، حال اكتشافها في البداية، لكن البيانات الأخيرة تظهر أن عدد الحالات في إنجلترا تجاوز المتوسط المسجل خلال السنوات الخمس الماضية.

مرض قاتل يهدد الأطفال يعود للانتشار.. ماذا يحدث في إنجلترا؟

أكد مسؤولو وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA)، أن المرض يصبح خطيرًا إذا لم يتم علاجه، وقالوا في تنبيه نشرته الوكالة عبر منصة X: «الحمى القرمزية تؤثر في الغالب على الأطفال الصغار، ورغم أنها عادة ما تكون مرضًا خفيفًا، إلا أنها قد تصبح خطيرة إذا لم تُعالج».

وتابع خبراء الوكالة: «إذا ظهرت عليك أو على طفلك أعراض، تواصل مع طبيب الأسرة عبر الإنترنت أو الهاتف أولًا، لأنها مرض شديد العدوى».

وتُظهر أحدث بيانات «UKHSA» تسجيل 12,176 حالة مؤكدة من الحمى القرمزية في إنجلترا خلال الفترة من يناير إلى مارس 2024، من بينها 1,011 حالة خلال أول أسبوعين فقط من العام، ويعد هذا الرقم أعلى من متوسط السنوات الخمس السابقة، لكنه أقل من المستويات المرتفعة التي سجلت في نفس الفترة من عام 2023.

ما الحمى القرمزية وأعراضها؟

وفقًا لوكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، مرض الحمى القرمزية يسببه البكتيريا العقدية من المجموعة A (Strep A)، التي تُسبب عادةً عدوى بكتيرية خفيفة، ورغم أن الغالبية العظمى من الإصابات يمكن علاجها بالمضادات الحيوية، إلا أن هناك حالات نادرة جدًا قد تتطور إلى ما يُعرف بالعدوى الغازية بالعقدية من المجموعة A (iGAS)، ويحدث عندما تدخل البكتيريا إلى أجزاء من الجسم لا توجد فيها عادة، مثل الرئتين أو مجرى الدم.

ومن أخطر أشكال هذا النوع الغازي من العدوى:

التهاب اللفافة الناخر (Necrotising Fasciitis)

متلازمة الصدمة السمية العقدية (Streptococcal Toxic Shock Syndrome) وكلا الحالتين قد تكونان مميتتين.

كما يمكن لبكتيريا Strep A أن تسبب مجموعة أخرى من الأمراض مثل:

القوباء (Impetigo)

التهاب الحلق العقدي (Strep Throat)  

أعراض الحمى القزمية 

تشمل أعراض الحمى القرمزية أعراضًا شبيهة بالإنفلونزا، مثل ارتفاع درجة الحرارة، والتهاب الحلق، وتورم الغدد في الرقبة.

يظهر الطفح الجلدي بعد 12 إلى 48 ساعة، بدءًا من الصدر والبطن ثم ينتشر إلى باقي الجسم.

تعد أحد علاماتها، ظهور طلاء أبيض على اللسان يزول لاحقًا، ليترك اللسان أحمرًا ومتورمًا ومغطى بنتوءات صغيرة، فيما يُعرف بلسان «الفراولة».   

ويساعد العلاج المبكر في تقليل خطر المضاعفات مثل الالتهاب الرئوي وانتقال العدوى إلى الآخرين.

كيف تنتقل الحمى القرمزية؟

في الأصل تتواجد بكتيريا العقدية المجموعة أ في الحلق واللعاب والبلغم وإفرازات المرضى مثل المخاط وجلد الجسم، وتنتقل عن طريق استنشاق قطرات البلغم التي يسعل أو يعطس عليها الشخص المصاب، أو عن طريق الاتصال المباشرمع المريض، مثل استخدام الأكواب والأطباق والأوعية والمناديل.

متى تسبب الحمى القزمية الوفاة؟

تهدد الحمى القزمية الحياة إذا لم يتم علاجها بشكل صحيح وفي الوقت المناسب، إذ تسبب بعض المضاعفات مثل الحمى الروماتيزمية والتهاب الكلية الحاد.

طرق الوقاية من الحمى القزمية 

ونصحت الدكتورة تيريزا لاماني من وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة «UKHSA»، بعدة طرق للوقاية من الحمى القزمية، جاءت على النحو التالي:

- غسل اليدين بانتظام وبشكل جيد، والحفاظ على تهوية جيدة في المنزل

- إذا جرى تشخيصك أو طفلك بالحمى القرمزية، فيجب البقاء بعيدًا عن الحضانة أو المدرسة أو العمل لمدة 24 ساعة بعد بدء تناول المضادات الحيوية، فهذا يساعد على منع انتشار العدوى للآخرين.

- تجنب زيارة الأشخاص الأكثر عرضة للخطر أثناء شعورك بالمرض.

كيفية علاج الحمى القرمزية؟

ضرورة تناول المضادات الحيوية حسب وصفة الطبيب لمدة 10 أيام.

الاستمرار في تناول الدواء حتى بعد تعافيك، للوقاية من مضاعفات مثل الحمى الروماتيزمية والتهاب الحويضة والكلية.

احصل على قسط كبير من الراحة.

اشرب كمية كافية من الماء.