في ظل التغيرات المتسارعة التي تشهدها العاصمة السعودية، اعلن مشروع مواقف الرياض، صباح اليوم الخميس، بدء تفعيل مرحلة جديدة من تنظيم المواقف المدارة غير المدفوعة داخل الأحياء السكنية، في خطوة تهدف إلى معالجة الفوضى المرورية،والحد من الممارسات الخاطئة،وتسرب المركبات من الشوارع التجارية إلى داخل المناطق السكنية المجاورة بما يسهم في تحسين جودة الحياة داخل الأحياء المكتظة.
الرياض تبدأ اليوم تفعيل نظام جديد لمواقف السيارات داخل الأحياء السكنية..
المشروع الذي يُعرف بـ"المواقف المُدارة غير المدفوعة" يشكّل امتدادًا لمرحلة سابقة تم فيها تنظيم المواقف المدفوعة في الشوارع التجارية، واليوم، تنتقل الجهود إلى قلب الأحياء السكنية، حيث يعاني السكان من تسرب المركبات من الشوارع التجارية المجاورة، واحتلال مواقفهم الخاصة لساعات طويلة من قبل زوار وعابري سبيل لا يسكنون تلك الأحياء.
يبدأ التفعيل في حي الورود كمرحلة أولى، على أن تشمل المراحل التالية أحياء أخرى كـ المروج، الرحمانية، السليمانية، والعليا الغربية، بحسب خطة تدريجية وضعتها الجهات المعنية لتغطي أكثر من 140 ألف موقف في الأحياء مستقبلاً.
وتعتمد فكرة المشروع على إصدار تصاريح رقمية لسكان الحي وزوارهم، عبر تطبيق "مواقف الرياض"، المربوط بمنصة "نفاذ" الحكومية، ما يتيح لهم استخدام المواقف بشكل نظامي دون التعرض للمخالفة. التصريح يُستخرج بسهولة خلال دقائق، ولا يتطلب سوى بيانات المركبة ومعلومات السكن.
ولضمان فعالية التنفيذ، تعتمد إدارة المشروع على مركبات مراقبة ذكية مزودة بكاميرات دقيقة، تقوم برصد المخالفات بشكل آلي، ما يرفع مستوى الالتزام ويُقلل التدخل البشري.
لا يُنظر لهذا المشروع على أنه مجرد تنظيم مروري، بل يُعد أحد روافد تطوير المشهد الحضري للرياض، ويصب بشكل مباشر في مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تدعو لمدن أكثر تنظيمًا، وأحياء أكثر راحة للسكان.
الخطوة الجديدة، وإن بدت بسيطة في ظاهرها، إلا أن أثرها على يوميات السكان سيكون ملموسًا، خاصة مع الحد من الفوضى اليومية الناتجة عن الوقوف العشوائي وغياب التنظيم.