هل احتوى سُكَّان جدَّة قططها السائبة، أم هي التي احتوتهم؟ سؤال يحيِّرني كثيرًا، ففي كلِّ رصيف شارع فرعي، وفوق وتحت كلِّ سيَّارة، وداخل وبجوار كلِّ حاوية نفايات، وعند عتبة كلِّ منزل، أو محلٍّ تجاريٍّ، أو ماكينةِ صرَّاف ATM، أو مسجد، أو مدرسة، وفوق كلِّ سور، الخ… الخ، تجدُ قطَّةً سائبةً تنظر إليك، إمَّا تلتمس منك الطعام والدلال، وإمَّا تخاطبك بلغة عيونها ألَّا تزعجها وتدعها تعيش كيفما تشاء، فمَن احتوى مَن؟ السُكَّان أم القطط؟.وليست لديَّ إحصائيَّة عن عددها، وأعتقد أنَّه حتَّى أمانة جدَّة التي هي الجهة المسؤولة عن الشوارع وما فيها، ليست لديها هذه الإحصائيَّة، والشيء المعلوم هو أنّ أعدادها تزداد يومًا بعد يومٍ، بطريقة المتواليات الهندسيَّة المُتضاعِفة، فتزاوُجُ ذُكرانِها وإناثها مُستمرٌّ طيلة العام، عكس شبابنا وشابَّاتنا العازفين عن الزَّواج، وخصوبة القطط وافرة -ما شاء الله- ولا تعرف للعُقم سبيلًا، والأنثى تلد اثنتين، وثلاثًا، وأربعًا، وربّما أكثر من الهُريْرات الصغنونة، وتكبُر سريعًا، وتسعى لدورات حياة جديدة، وتأكل وتشرب جيِّدًا ممَّا يتصدَّق السُكَّان به عليها، إمَّا مباشرةً، أو ضمن ما يلقونه في حاويات النفايات، وتسمن ولا تهزل، وتنام مُبكِّرًا عكس السُكَّان الذين يسهرُون ويضرُّون صحَّتهم، وقطط كلِّ حارة فيها قبضايات من العراري تهابهم بقية القطط، مثلما كان لعصابات ألمافيا في روسيا وإيطاليا وأمريكا زلمات يهابهم النَّاس، وقد بدأتُ ألاحظُ أنَّ قطط كلِّ حارة تنبذ قطط الحارات المجاورة، وكأنَّ لديها تفاهمات فيما بينها بعدم التوغُّل في حاراتهم والاعتداء المُتبادل!.
وكُنْتُ في بدايات انتشار كتاباتي الصحفيَّة، قد اقترحْتُ الاستفادة من هذه القطط، بأعدادها المهولة، وواجهْتُ سخرية لاذعة، وهأنذا أكرِّر اقتراحي باستثمار قطط جدَّة، لاسيَّما وأنَّها في وضعها الحالية عالة عليها، ولا تقتل، ولا تأكل الفئران الضارَّة، بل تخاف منها، وتهرب منها ليس كما يهرب الفأر جيري من القطِّ توم، بل العكس هو الصحيح، ولو فكَّرت أمانة جدَّة خارج الصندوق، وتعاقدت مع شركات محليَّة لتجميع القطط وعلاجها إنْ لزِم الأمر، وتوضيبها كما تُوضَّب السيَّارات، وتجميلها، ثمَّ بيعها محليًّا وخارجيًّا لربَّما كان ذلك استثمارًا رابحًا للجميع، للأمانة والشركات والقطط!.وبالمناسبة، فإنَّ قطط جدَّة ليست أقلَّ جمالًا من قطط سيام، ولا أقلَّ دلعًا من قطط باريس، ولا أقلَّ أنوثةً من قطط ميلانو، التي ندفع آلاف الدولارات لاقتنائها، لكنَّها بحاجة لانتشار محليٍّ وعالميٍّ لن يأتي به سوى الاستثمار!.
م. طلال القشقري – جريدة المدينة
اسماء عثمان
محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
كانت هذه تفاصيل خبر استثمار قطط جدَّة..!! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
"