
• في رأيي الشخصي، لم تمرّ البشرية بفترة أشد ظلمة من تلك التي جثم فيها الفكر الاشتراكي على نصف هذا الكوكب، ومنها بالطبع بعض أجزاء من عالمنا العربي، حين أُغرم بعض الزعماء العرب بذلك النموذج البائس، ففرضوه على شعوبهم باعتباره مشروع خلاص، فكان مشروع خراب وفقر، لا تزال شواهد مآسيه قائمة في معظم تلك الدول حتى اليوم.
• لا أحب الحديث في الراحلين، ولا إطلاق الأحكام على من أفضوا إلى ما قدموا، لكن الجيوب المتبقية من أنصار هذا الفكر، الذين ما زالوا يمارسون الكراهية ضد كل ما هو مستقر ومزدهر في عالمنا العربي، هم من يُجبرونك على كشف عوارهم، وتعرية حقدهم واضطراباتهم النفسية، وشتائمهم التي تشكل ثقافة توارثوها عن أسلافهم؛ باسم النضال والمقاومة والعدالة الاجتماعية رغم موت فكرتهم الأم ودفنها منذ التسعينيات.
• قبل أيام، رحل أحد أولئك الذين (تورّطوا) في هذا المستنقع، ولم يجد أنصاره في لحظات تأبينه ما يُذكّرون الناس به، سوى كلمات مهترئة قالها في حق المملكة العربية السعودية، الدولة التي أصبحت – بحمد الله- من أهم دول العالم سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا وعمرانيا، ونجحت فيما فشل فيه هو وقدواته ممن ظلوا أسرى للشعارات الحمراء التي دمروا بها أنفسهم قبل بلدانهم.
• والمضحك أنه في نفس الأسبوع؛ خرج شخص آخر من (رفاق النضال المزعوم) ليعترف – في لحظة صدق نادرة- بأن الممالك العربية، التي كانوا يصفونها في أدبياتهم «بالرجعية»، كانت على صواب، بل وذهب إلى أن النتائج التي وصلت إليها هذه الدول لا تحتاج إلى شهادة، فواقعها المزدهر يشهد، وأرقامها في سلالم التحضر تثبت، والمشاريع والتحولات التنموية الضخمة تكشف كل الحقائق.
• بالطبع، لن يضير السعودية وبقية الأنظمة المستقرة؛ مدح هذا، ولا «خرابيط» ذاك، فالدول لا تُقوَّم بكلمات المديح ولا الذم، والفكر الشيوعي ومرادفاته من الأحزاب (البعثية والقومية والناصرية والملوخية) لم تُحقِّق لشعوبها أدنى مقومات الحياة الإنسانية، لأنها ببساطة لم تكن نظريات اقتصادية أو سياسية واقعية، ولا حتى صراعًا حقيقيًا بين الطبقات كما زعمت، بل كانت مجرد ستار رديء يخفي عداءً دفينًا تجاه الدين، وتجاه القيم الراسخة، وتجاه الأنظمة التي تؤمن بأن الإنسان يمكنه أن ينجح دون أن يكره، ويشيد دون أن يهدم، ويعلو دون أن يشتم، ويصنع التغيير دون أن يوزّع الحقد تحت دعاوي «الثورة».
• مشكلة بعض أدعياء الثقافة ممن اعتنقوا هذا الفكر في عقود سابقة، أنهم لا يستطيعون التراجع عنه اليوم، بعد أن غرقوا في بحور من الشعارات الرنانة، والتصريحات الثورية، ولذلك يواصل بعضهم إلى اليوم الدفاع عن ركام فكري لم يعد يصلح إلا أن يُدرَّس في كليات التاريخ، لا أن يُفرض على المجتمعات المعاصرة.
فهل يدرك هؤلاء، أن التاريخ تجاوز أفكارهم البالية، وأن العالم لم يعد يلتفت إلى الشعارات، بل إلى العمل والنتائج، والشعوب لم تعد تقرأ في دفاتر الثورات والبيان رقم ١، بل في مؤشرات الاقتصاد، والتعليم، والنهضة الحضارية؟.
محمد البلادي – جريدة المدينة
اسماء عثمان
محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
كانت هذه تفاصيل خبر عن شراذم الاشتراكية! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.