اخبار الخليج / اخبار الإمارات

إبداعات وحضور وابتكارات نسائية تزيّن «أبوظبي للصيد والفروسية»

إبداعات وحضور وابتكارات نسائية تزيّن «أبوظبي للصيد والفروسية»

ابوظبي - سيف اليزيد - هالة الخياط (أبوظبي)

يُشكّل معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية في دورته الـ22 منصة عالمية لا تجمع فقط صناع السلاح والفنون التراثية ومبدعي الصناعات الحديثة، بل تسلّط الضوء أيضاً على الحضور المتنامي للمرأة، التي أثبتت قدرتها على المشاركة الفاعلة في مختلف مجالات الصيد والفروسية والحرف التراثية.
وفي أجنحة المعرض الذي تختتم فعالياته غداً الأحد، برزت إبداعات نسائية متنوعة عكست عمق ارتباط المرأة الإماراتية والعربية بتراث الصيد والفروسية، سواء من خلال الفنون التشكيلية أو تصميم المشغولات اليدوية أو الحرف التقليدية التي ترتبط بتاريخ الأجداد. 
وتشارك فنانات تشكيليات بأعمال فنية تجسّد جماليات البيئة الصحراوية والصيد بالصقور والخيول العربية الأصيلة، في حين تعرض أخريات منتجات حرفية مستوحاة من التراث، مثل المطرزات والأزياء والأدوات التقليدية، ما أضفى بعداً ثقافياً وجمالياً على أروقة المعرض.
ولم يقتصر الحضور النسائي على الجانب الفني فحسب، بل امتدّ إلى المشاركة في ورش العمل والندوات التفاعلية التي ناقشت دور المرأة في الحفاظ على الموروث وصون البيئة، مؤكّدات أن مساهمتهن ليست رمزية، بل هي جوهرية في تعزيز الاستدامة الثقافية ونقل القيم الأصيلة للأجيال الجديدة.
كما برزت مشاركات نسائية في مجالات حديثة تتعلق بالتقنيات المستخدمة في رياضات الصيد والفروسية، إلى جانب اهتمام خاص بتسليط الضوء على الدور التوعوي للمرأة في تعليم الأطفال وتدريبهم على احترام البيئة وصون الحياة البرية.
وأكّدت عدد من المشاركات أن المعرض يمثل فرصة للتعريف بقدرات المرأة وتسليط الضوء على إنجازاتها، خاصة في المجالات التي كان يُنظر إليها تاريخياً على أنها حكر على الرجال.
وقالت إحدى الفنانات المشاركات: «وجودنا هنا لا يقتصر على العرض، بل هو رسالة بأن المرأة قادرة على المساهمة بفعالية في حفظ التراث والابتكار في آن واحد».
ويأتي هذا الحضور المتنامي في سياق دعم دولة الإمارات لتمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في مختلف القطاعات، بما في ذلك المجالات التراثية والثقافية، ليجعل من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية حدثاً شاملاً يعكس تكامل الأدوار بين الرجل والمرأة في صون الهوية الوطنية وإبرازها للعالم.
وتقول كريستين بترسن، مصممة ديكور تشارك لأول مرة في المعرض: «من المهم أن نثبت حضورنا نحن النساء، حتى في مجالات كانت حكراً على الرجال. أشارك اليوم بجناح يعكس رؤيتي المعاصرة من خلال منتجات مستوحاة من التراث، لأؤكد أن للمرأة دوراً أساسياً في بناء المجتمع».
أما آمنة الحمادي، المشاركة في جناح متخصص بالعطور والبخور، فترى أن التراث ليس مجرد ذكرى، بل هو حاضر متجدد. وتقول: «مشروعي اليوم يحمل رسالة تربط بين الجمال والهوية. نحن النساء نصنع من العطور والبخور رسالة لا تنقطع للأجيال».
بدورها تحدثت رانيا البلوشي، التي تعرض مشغولات يدوية قائلة: «منذ سنوات ونحن نشارك في المعرض، وقد منحنا الفرصة لنطور من أعمالنا. وهذا العام نشعر بتمكين أكبر، وبأننا لسنا مجرد مشاركات بل شركاء في صناعة الثقافة والوعي».
من جهتها أكّدت إلهام الهاشمي، التي تقدّم منتجات تراثية حديثة، أن المعرض يمثل نافذة متجددة للتعبير عن قدرات المرأة، مضيفة: «هنا نجد منصة حقيقية تعكس مساهمتنا في الحفاظ على الهوية وتعزيز حضورنا الاقتصادي والثقافي».
ويرسّخ المعرض مكانته منصةً لا تحتفي فقط بتراث الصيد والفروسية، بل تمنح المرأة أيضاً مساحة واسعة للإبداع والتأثير والمساهمة في صناعة المستقبل.

Advertisements

قد تقرأ أيضا