الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من واشنطن: رفعت مؤسسة حرية الصحافة الأميركية، دعوى قضائية بعد أن فشلت وزارة العدل في تقديم وثيقة مهدت الطريق للحصول على هبة بقيمة 400 مليون دولار، وهي الطائرة التي قدمتها قطر هدية للرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته الأخيرة للدوحة، والتي شلمت عدداً من الدول الخليجية.
ووفقاً لـ"الغارديان" تواجه وزارة العدل الأميركية دعوى قضائية فيدرالية لرفضها إصدار مذكرة قانونية يقال إنها مهدت الطريق لقبول دونالد ترامب طائرة فاخرة بقيمة 400 مليون دولار من حكومة قطر .
رفعت مؤسسة حرية الصحافة، ممثلة بمجموعة المراقبة الأمريكية "أميركان أوفرسايت"، دعوى قضائية بموجب قانون حرية المعلومات في المحكمة الفيدرالية في واشنطن العاصمة بعد أن فشلت وزارة العدل في تقديم الوثيقة على الرغم من منحها معالجة سريعة قبل أكثر من شهرين.
قالت شيوما تشوكو، المديرة التنفيذية لمنظمة الرقابة الأميركية، في بيان صحفي: "إن قبول الرئيس طائرة فاخرة بقيمة 400 مليون دولار من حكومة أجنبية تستحق تدقيقًا عامًا شاملًا، لا عقابًا من وزارة العدل". وأضافت: "هذا تحديدًا هو نوع الترتيبات الفاسدة التي صُممت قوانين السجلات العامة لكشفها".
قصر في السماء
تُعيد هذه القضية النظر في قرار ترامب قبول الهدية الأجنبية الباهظة: طائرة بوينغ 747-8 فاخرة، وُصفت بـ"قصر في السماء".
وقد حذر السيناتور الأميركي تيد كروز، الجمهوري من تكساس، من أن الطائرة "تثير اشكاليات تتعلق بالتجسس". وقالت السيناتور شيلي مور كابيتو، الجمهورية من ولاية فرجينيا الغربية، إنها "ستتحقق من وجود أي ثغرات أمنية". ووصفت نيكي هيلي، السفيرة السابقة للأمم المتحدة، وهي جمهورية أيضًا، قبول الهدايا الأجنبية بأنه "ليس ممارسة جيدة أبدًا" و"يهدد الاستخبارات والأمن القومي".
ووصف عضو مجلس النواب الديمقراطي ريتشي توريس الأمر بأنه "عملية احتيال طائرة" تنتهك بند المكافآت في الدستور الذي يحظر على المسؤولين الفيدراليين قبول هدايا أجنبية قيمة دون موافقة الكونغرس.
ومن المقرر إعادة تجهيز الطائرة لتصبح بديلاً عن طائرة الرئاسة الأمريكية (إير فورس وان) على نفقة دافعي الضرائب، قبل أن تُنقل في النهاية إلى المكتبة الرئاسية الخاصة لترامب عند انتهاء ولايته.
وصرح خبراء طيران لشبكة إن بي سي نيوز آنذاك بأن تحويل الطائرة التجارية، التي يبلغ عمرها 13 عامًا، إلى طائرة رئاسية عاملة سيكلف أكثر من مليار دولار، وقد لا يكتمل إلا بعد انتهاء ولاية ترامب.
ملعب غولف خارج الدوحة
أثار توقيت هذا القرار مخاوف إضافية، إذ جاء بعد وقت قصير من إبرام منظمة ترامب صفقة مع قطر لتطوير منتجع فاخر وملعب وغولف خارج العاصمة الدوحة. ولا تزال هناك تساؤلات حول ما إذا كانت قطر هي من بادرت بعرض الطائرات أم استجابت لمقترحات فريق ترامب.
قدمت مؤسسة حرية الصحافة طلبها بموجب قانون حرية المعلومات في 15 مايو (أيار)، إلا أن البيان الصحفي أفاد بأن وزارة العدل قدرت أن الأمر سيستغرق أكثر من 600 يوم للتنفيذ، على الرغم من منحها مهلة زمنية لمعالجة الطلب.
وقالت لورين هاربر، رئيسة قسم السرية الحكومية في مؤسسة حرية الصحافة: "لا ينبغي أن يستغرق إصدار وثيقة واحدة حساسة 620 يومًا". وأضافت: "إن عجز الحكومة عن إدارة قانون حرية الوصول للمعلومات يسهل على الوكالات الاحتفاظ بالأسرار".
ولم تستجب وزارة العدل لطلب "الغارديان" للتعليق.