الارشيف / اخبار العالم

سوريا تطوي صفحة.. ولافروف للشيباني: مستعدون لاستقبال الشرع

سوريا تطوي صفحة.. ولافروف للشيباني: مستعدون لاستقبال الشرع

الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من موسكو: استقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الخميس، نظيره السوري أسعد الشيباني في موسكو، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، في خطوة تعكس تحوّلاً واضحاً في المشهد السياسي السوري والعلاقات الثنائية بين البلدين.

اللقاء حمل مؤشرات قوية على انفتاح روسي على القيادة السورية الجديدة، حيث أعرب لافروف عن تطلع بلاده لاستقبال الرئيس السوري أحمد الشرع في العاصمة الروسية خلال قمة مرتقبة مع الدول العربية في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

المحادثات بين الجانبين تناولت ملفات شائكة ومسارات تعاون جديدة، حيث تم الإعلان عن مراجعة شاملة للاتفاقيات الموقعة بين دمشق وموسكو، إلى جانب الاتفاق على إنشاء مستشفى ميداني في محافظة السويداء لدعم الخدمات الصحية في المناطق المتأثرة بالأزمات. كما شدد لافروف على دعم موسكو لمسار حوار وطني جامع في سوريا، مؤكداً أن الخطوات التي أعلنها الرئيس الشرع تسهم في تعزيز فرص الحل السياسي، وتحافظ على وحدة البلاد وسلامة أراضيها.

وفي رسالة واضحة إلى الأطراف الإقليمية، رفض لافروف بشكل قاطع استخدام الأراضي السورية كساحة لتصفية حسابات خارجية، مشيراً إلى اتفاق الطرفين على استمرار اللقاءات والمحادثات رفيعة المستوى بين البلدين. كما طالب برفع شامل للعقوبات المفروضة على الشعب السوري، وعرض تقديم دعم روسي لتقريب وجهات النظر بين دمشق والمكوّن الكردي، بما يعزز فرص الاستقرار.

من جهته، عبّر الوزير السوري أسعد الشيباني عن رغبة بلاده في فتح صفحة جديدة مع روسيا قائمة على الشراكة والاحترام المتبادل، مشيراً إلى أن المرحلة الحالية تشكل منعطفاً حاسماً في العلاقة الثنائية. كما دعا موسكو إلى دعم مسار العدالة الانتقالية في سوريا، مشدداً على أهمية الاعتراف بتضحيات السوريين وجراحهم كخطوة أولى نحو المصالحة الوطنية.

الشيباني لم يُغفل في تصريحاته التصعيد الإسرائيلي المتواصل، معتبراً أن الاعتداءات الإسرائيلية تعرقل مسار الإعمار وتفاقم معاناة المدنيين، لا سيما في محافظة السويداء. وأكد أن الدولة السورية، وليس أي طرف خارجي، هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن حماية الأقليات، نافياً وجود أي نية لدى الحكومة لاستهداف الطائفة الدرزية، ومتهماً إسرائيل باستغلال هذا الملف لأغراض سياسية.

وأشار الوزير السوري إلى أن بلاده استعادت جزءاً كبيراً من مكانتها على الساحة الدولية من خلال شراكات جديدة ومتنوعة، مؤكداً أن التحالف مع روسيا يمثل خطوة استراتيجية في سبيل الحفاظ على السيادة السورية ودفع مسار التعافي الوطني. واعتبر أن الوقت قد حان لتوحيد صفوف السوريين في الداخل والخارج، نافياً وجود أي تهديد من دمشق تجاه إسرائيل، لكنه أشار إلى أن هناك أطرافاً خارجية لا ترغب باستقرار سوريا وتسعى لإبقاء التوتر مشتعلاً في المنطقة.

قد تقرأ أيضا