اخبار العالم

"ذا ناشونال": لماذا يحق لسوريا في عهد الشرع التواصل مع إسرائيل؟

  • "ذا ناشونال": لماذا يحق لسوريا في عهد الشرع التواصل مع إسرائيل؟ 1/4
  • "ذا ناشونال": لماذا يحق لسوريا في عهد الشرع التواصل مع إسرائيل؟ 2/4
  • "ذا ناشونال": لماذا يحق لسوريا في عهد الشرع التواصل مع إسرائيل؟ 3/4
  • "ذا ناشونال": لماذا يحق لسوريا في عهد الشرع التواصل مع إسرائيل؟ 4/4

الرياص - اسماء السيد - في ظل الحراك السياسي المتسارع في سوريا، تنشَط أقلام الكتّاب في الصحف العالمية، متناولةً الجدل داخل المعارضة السورية حول الحوار مع إسرائيل، وتحليل التسريبات الإعلامية التي تتحدث عن لقاءات سرية تهدف إلى بحث اتفاق أمني محتمل برعاية واشنطن. وعلى الصعيد الثقافي، تسلط الصحافة الأمريكية الضوء على ظاهرة "الحنين التاريخي" بين أفراد الجيل "زد"، الذين يعبرون عن رغبتهم المتزايدة في العودة إلى نمط حياة ما قبل عصر الإنترنت.

نبدأ جولتنا الصحفية من صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية، ومقال للكاتبة راغدة درغام تتساءل فيه "لماذا يحق لسوريا التواصل مع إسرائيل؟"

تقول الكاتبة إن القيادة السورية الجديدة، بعد "طرد إيران وحزب الله من أراضيها"، تقود تحوّلاً نوعياً في علاقاتها الإقليمية، وعلى رأسها العلاقة مع إسرائيل. وتعرض أن هذا التغيير لا يأتي في إطار قيادة إقليمية كما كان في عهد بشار الأسد، بل بدافع براغماتي يُركز على أولويات داخلية.

وتبين درغام أن سوريا، التي كانت في السابق "ركيزة المشروع الإيراني التوسعي"، بحد تعبيرها، تسعى اليوم لإعادة التموضع إقليمياً ودولياً. هذا التحول، وفق قولها، يتم بدعم خليجي وبرعاية أمريكية، في ظل قيادة سورية جديدة ممثلة في رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع.

وتشرح الكاتبة أن هناك تقارير تتحدث عن احتمال توقيع اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل برعاية أمريكية، في الخامس والعشرين من سبتمبر/أيلول، بعد خطاب مرتقب للشرع في الأمم المتحدة. ورغم نفي الخارجية السورية، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن لقاء جمع وزير الخارجية أسعد شيباني بوفد إسرائيلي، لمناقشة ملفات تتعلق بخفض التصعيد وعدم التدخل، ومراقبة وقف إطلاق النار في محافظة السويداء.

وتوضح درغام أن مجرد استعداد دمشق للتواصل مع إسرائيل، رغم "العدوان العسكري الإسرائيلي" في غزة، يشير إلى براغماتية القيادة الجديدة، التي تضع مصلحة سوريا فوق أي أجندة أيديولوجية أو طموح قيادي.

كما تشير إلى أن "الحكومة السورية لم تبسط سيطرتها الكاملة بعد، وهناك مخاوف من تمدد الجماعات المتطرفة. لذلك، فإن حديث الشرع عن رفض التقسيم، ودعوته إلى إعادة توحيد سوريا دون اللجوء إلى العنف، يجب أن تُترجم إلى خطوات فعلية"، بحسب الكاتبة، وخاصةً في ظل اتهام الشرع لبعض الجماعات السورية بـ "الاستقواء بقوى إقليمية أو بإسرائيل".

وتضيف الكاتبة أن المبعوث الأمريكي توم باراك أدّى دوراً مباشراً في دفع مسار التقارب السوري-الإسرائيلي، ومعالجة التوترات الطائفية في السويداء. وتلفت إلى أن هذا الدور الأمريكي يتم بالتنسيق مع تركيا ودول الخليج، بهدف إبقاء سوريا في الحاضنة العربية وجذب الاستثمارات.

وترى درغام أن "واشنطن والقوى العربية الكبرى ترحب بتراجع النفوذ الإيراني في بلاد الشام، وتعتبر سوريا اليوم حجر الأساس في استراتيجيتها لكبح جماح طهران".

وتربط الكاتبة ذلك بما يحدث في لبنان، خاصة إذا تجاوبت إسرائيل مع قرار بيروت بنزع سلاح حزب الله. وتُحذّر من أن "إصرار الحزب على الاحتفاظ بسلاحه يهدد بفشل كل محاولات الحل، ويدعو لمزيد من التصعيد".

وتختم درغام مقالها بالقول إن اتهام دمشق بالخيانة لمجرد انخراطها في تفاهمات مع إسرائيل ليس في محله، فهي ببساطة تسعى لاستعادة أراضيها من السيطرة الإسرائيلية.

"مقترح جديد بشأن السويداء يخلق معضلة صعبة للحكومة السورية"

بقايا مركبات مدمرة، في أعقاب اشتباكات دامية بين مقاتلين دروز وقبائل بدوية سنية وقوات حكومية، في مدينة السويداء
Reuters

وفي صحيفة "تركيا اليوم" يكتب عمر أوزكيزيلجيك مقالاً بعنوان "مقترح جديد بشأن السويداء يخلق معضلة صعبة للحكومة السورية"، يناقش فيه مستجدات الساحة السورية في ظل الحديث عن تقارب محتمل مع إسرائيل، مشيراً إلى مبادرة أمريكية - إسرائيلية تقترح إنشاء ممر إنساني من إسرائيل إلى محافظة السويداء.

ويبين الكاتب أن الولايات المتحدة تأمل أن تسهم هذه المبادرة في "إعادة تفعيل محادثات التطبيع بين سوريا وإسرائيل"، خاصة بعد تقارير سابقة أشارت إلى إحراز تقدم في التفاهمات الثنائية، قبل أن تُقطع تلك الجهود نتيجة "سوء تفاهم" غيّر مسار الأحداث جذرياً.

ويشرح أوزكيزيلجيك أن "سوء التفاهم" هذا أعقبه تصعيد إسرائيلي خطير، تمثّل في قصف وزارة الدفاع السورية وساحة القصر الرئاسي.

"هذه الضربة شكلت نكسة كبيرة لأحمد الشرع، الذي كان قد استخدم مصطلح دولة إسرائيل في خطابه السياسي، كخطوة غير مسبوقة في الخطاب الرسمي السوري"، بحسب الكاتب.

ويعرض أن تركيا، رغم عدائها مع إسرائيل، شجعت الشرع على المضي نحو تفاهم أمني مع إسرائيل، "غير أن هذا التوجه لم يكن موضع إجماع داخلي، لا في صفوف هيئة تحرير الشام ولا في أوساط المعارضة السورية الأوسع".

ويُبين أوزكيزيلجيك أن الشرع، رغم انتقادات شرسة حتى من أقرب داعميه، لم يتراجع عن التواصل مع إسرائيل، بل وصل إلى حد التفكير في انضمام سوريا إلى "الاتفاقيات الإبراهيمية" في ظل ظروف معينة. ومع ذلك، كان الشرع يدرك أن هذا المسار يحمل مخاطرة شديدة، قد تزعزع تماسك قاعدته، وتمنح ما وصفها بـ "الجماعات المتطرفة" فرصة لاستغلال الغضب الشعبي، حسب الكاتب.

ووفق أوزكيزيلجيك، جادل كثيرون بأن "إسرائيل لا تؤتمن، وأن الحوار معها ضرب من العبث"، وهو ما دفع الشرع إلى التراجع عن خطاب "دولة إسرائيل" ليعود إلى المصطلح التقليدي: "الكيان الإسرائيلي".

ويختم الكاتب بشرح موقف واشنطن، التي تركز حالياً على "بناء الثقة" بين سوريا وإسرائيل، غير أن هذا الهدف قد يتحوّل إلى عبء على الشرع إن فُسّر كتنازلات سورية أحادية. إذ إن فقدانه للدعم الداخلي، بحسب أوزكيزيلجيك، سيقوض الاستراتيجية الأمريكية ذاتها في دعم استقرار سوريا عبر "تطبيع تدريجي" مع إسرائيل.

لماذا يُعيد الجيل "زِد" إحياء التسعينيات؟

فتاة تحمل مسجلًا شرائط قديماً على كتفها.
Getty Images

وفي "نيويورك تايمز" الأمريكية، يقول الباحث في علم النفس كلاي روتليدج إن القلق من تأثير التكنولوجيا على الجيل الشاب لم يعد حكراً على الأجيال الأكبر سناً، بل باتت هذه المخاوف شائعة بين أفراد الجيل زد نفسه.

ويعرض الكاتب نتائج استطلاع أجراه بالتعاون مع مؤسسة "هاريس بول" عام 2023، حيث أبدى 80 في المئة من جيل "زد" (المولودين بعد عام 1997) قلقهم من الاعتماد المفرط على التكنولوجيا، وأعرب 75 في المئة عن تخوفهم من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية، فيما رأى 58 في المئة أن التكنولوجيا الحديثة تباعد بين الناس أكثر مما تقرّبهم.

ويبين روتليدج أن ما لفت انتباهه بشكل خاص هو أن 60 في المئة من هؤلاء الشباب عبّروا عن أمنيتهم بالعودة إلى "زمن ما قبل الاتصال الرقمي الشامل"، أي إلى عصر لم يعيشوه أصلاً، في ظاهرة تُعرف بـ "الحنين التاريخي"، وهو الحنين إلى ماضٍ سابق لزمن الفرد نفسه.

ويشرح الكاتب أن هذا النوع من الحنين يختلف عن الحنين الشخصي التقليدي، لكنه أصبح واضحاً في سلوكيات المستهلكين من الجيل الشاب، الذين يتجهون نحو شراء الأسطوانات القديمة، والكتب الورقية، والألعاب اللوحية، ليس فقط بدافع تقليد الكبار، بل كبحث عن بدائل لحياة غارقة في الرقمية.

وفي مواجهة التساؤل حول ما إذا كان هذا الحنين التاريخي ظاهرة صحية أم لا، يوضح روتليدج أن الأبحاث العلمية تشير إلى أن الحنين، سواء كان شخصياً أو تاريخياً، يمكن أن يكون مصدراً للإلهام والمعنى والتوازن النفسي. حتى لحظات قصيرة من التأمل في ذكريات محببة، أو الاستماع لأغنية قديمة، قد ترفع المعنويات وتعزز الشعور بالانتماء وتمنح المرء شعوراً بالهدف.

ويتابع الكاتب في عرضه نتائج دراسة استقصائية شملت أكثر من 2000 بالغ في الولايات المتحدة، حيث أظهرت أن 68 في المئة من أفراد جيل "زد" يشعرون بالحنين لعصور لم يعيشوها، و73 في المئة منهم ينجذبون إلى وسائل الإعلام، والأنماط، والهوايات، والتقاليد التي تنتمي إلى تلك العصور. كما عبّر 78 في المئة عن رغبتهم في أن تدمج المنتجات التكنولوجية الحديثة عناصر تصميمية من الماضي.

ويلفت روتليدج إلى أن الحنين التاريخي لا يقتصر على الجيل "زد"، إذ تظهر مستويات عالية منه أيضاً لدى جيل الألفية وجيل "إكس"، مقارنة بالأجيال الأقدم.

ويختم الكاتب مقاله بتأكيد أن هذا الحنين لا يعني رفض التكنولوجيا، بل هو شكل من أشكال "المراجعة والتوازن"، يتيح لجيل رقمي بالكامل أن يستفيد من مزايا الحداثة دون أن يفقد عناصر الحياة الواقعية التي تبقى ضرورية للنمو الإنساني.

36e762267c.jpg

Advertisements

قد تقرأ أيضا